وأشار مراسل "سبوتنيك" إلى أن حي الإدخار تم تدميره بالكامل خلال القصف الأمريكي وتسوية نحو 80 بالمئة منه بالأرض، في حين تعرض حي الحرامية للتدمير بشكل كامل بعدما كان يعد أرقى أحياء المدينة، والذي كان متزعم تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، أبو بكر البغدادي، يتخذ منه مقرا له خلال سيطرة قوات التنظيم التكفيري على المدينة.
وتضم الأنقاض التي خلفها القصف الأمريكي على مدينة الرقة بحجة القضاء على تنظيم "داعش" جثث عشرات آلاف المدنيين تحت الأنقاض، وقد تم انتشال آلاف الجثث حتى الآن، إلا أن هذا الرقم لا يشكل سوى جزء بسيط من ضحايا الحرب المدفونين في الرقة.
إعدام في يوم زفافهما
ولا يزال تراب الرقة يحتضن عشرات المقابر الجماعية وآلاف الجثث، بانتظار الكشف عليها والتعرف على هوية أصحابها ممن أعدمهم مسلحون إرهابيون تنقلوا بين تسميات "الجيش الحر" و"جبهة النصرة" (المحظور في روسيا) وصولا إلى "داعش" التكفيري، ومن بين هذه المقابر حفرة "الهوتة" وهي حفرة طبيعية بفتحة لا يتجاوز قطرها المترين تقع ببلدة سلوك شمالي الرقة، ويصل عمقها إلى مئات الأمتار، حولها "داعش" الإرهابي إلى مقبرة جماعية ورمى فيها ما يزيد على 3000 جثة كما ألقى فيها الكثير من الأحياء بعضهم أطفال وبينهم عروس وعريس اعتقلا خلال حفل زفافهما".
إعدامات جماعية للسجناء
وفي منطقة الجرنية وما حولها في ريف الرقة الشمالي توجد مقابر جماعية تضم جثث 754 شخصا تم إعدامهم في هذه المنطقة، وبالقرب من مدينة معدان حيث كان أكبر سجون تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أعدم خلال عامي 2015 — 2016 نحو 555 شخصا من نزلاء السجن وتم دفنهم ضمن مقابر جماعية في المكان نفسه.
كما شن تنظيم "داعش" ما يشبه "الغزوة" على عشيرتي "الشعيطات" و"العقيصات" ونهب ممتلكات الأهالي وأموالهم وهجر المواطنين بعد إعدام أكثر من 200 شخص ما بين دير الزور والرقة حيث تم دفنهم في مقابر جماعية في المنطقة.
ويشير مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، الدكتور زاهر حجو، إلى أنه خلال عام 2017 تم إعدام 381 شخصا في المشفى الوطني في الرقة، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء تم نحرهم، ودفنت جميع الجثث في ساحة المشفى الترابية ضمن مقبرة جماعية كبيرة، وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه الذي شهد نهاية وجود "داعش" بالمدينة، أعدم التنظيم عند مدخل الرقة الغربي "حول الثكنة" 297 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء أثناء محاولتهم الخروج على
إعدامات جماعية للأطفال
ويضيف الدكتور حجو: هناك أيضا مقابر جماعية في منطقة عين عيسى شمالي الرقة لم يعرف عدد القتلى فيها ولكن يقدر بالمئات، وهناك مقبرة في تل البيعة وهي مقبرة قديمة لدفن المتوفين بشكل طبيعي، ولكن تم دفن القتلى فيها بالمئات، كما تضم مقبرة السباهية غرب الرقة مئات الجثث ممن أعدمهم تنظيم "داعش"، في حين تضم منطقة "مكبات القمامة" جنوبي الرقة في المنطقة الجبلية مقابر جماعية فيها عدد لا يحصى من جثث الضحايا، وفي مدينة الطبقة غرب الرقة بحوالى 60 كلم هناك جثث لأكثر من 100 شخص بعضهم دفن بمقابر جماعية وبعضهم ترك في العراء من دون دفن، ولا تزال بقايا عظامهم في المكان، أما ريف الرقة الجنوبي الشرقي وتحديدا منطقتا "رطلة والعكيرشي" فهناك تم تنفيذ إعدامات جماعية بحق مئات الأطفال الذين رفضوا حمل السلاح والمشاركة في معارك 2015، دفنوا في مقابر جماعية في المنطقة إلى جانب مواطنين بالغين تم إعدامهم أيضا.