مهدئ المعتدي
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين تلا رسالته السنوية الجديدة إلى البرلمان الروسي أن روسيا ستظل تدافع عن مصالحها وستواصل إبان ذلك عملها في اختراع وتصنيع أسلحة قادرة على درء أي خطر وردع مَن قد يفكر في الاعتداء على روسيا أو استخدام القوة العسكرية ضدها.
تسيركون
ويعتبر الصاروخ المعروف باسم "تسيركون" واحدا من الأسلحة الروسية الرادعة. وكشف رئيس الدولة الروسية أن العمل في صنع هذا الصاروخ يتواصل ولا بد من إنجازه في وقت محدد.
ويملك صاروخ "تسيركون" قدرة لا تتمتع بها الأسلحة الصاروخية الأخرى، فهو قادر على الانطلاق نحو هدف محدد بسرعة هائلة تفوق سرعة الصوت 9 مرات.
ولعل الأكثر أهمية هو أن صاروخ "تسيركون" يصل إلى هدفه مناورًا ومحاورًا بشكل لا يمكن التكهن به. وبالتالي فإن إسقاطه مستحيل بواسطة ما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية، مثلا، من وسائط مضادة للصواريخ في الوقت الراهن.
ويقدَّر مدى صاروخ "تسيركون" بـ800 إلى 1000 كيلومتر. ويزن رأسه الحربي المدمر 300 إلى 400 كيلوغرام. ويطير صاروخ "تسيركون" إلى هدفه على ارتفاع 30 إلى 40 كيلومترا.
مقبرة آلاف البحارة
ويُعتقد أن صواريخ "تسيركون" ستُستخدم في المقام الأول ضد بوارج المعتدي، وعلى الأخص حاملات الطائرات.
ويحتاج الأمر، حتى يتم تدمير حاملة الطائرات، إلى صواريخ من المستحيل اعتراضها وإسقاطها لأن حاملات الطائرات، وبالأخص السفن المرافقة لها مزودة بأسلحة قادرة على إسقاط الصواريخ الهجومية. ولهذا فإن المطلوب لإصابة حاملة الطائرات، قصفها برشقات صاروخية تضم الواحدة منها 8 إلى 16 صاروخا.
ويجد الخبراء وسائط الدفاع الجوي التي تحملها السفن الحربية الأمريكية حاليًا، بما فيها نظام "إجيس" وصواريخ "ستاندارت 6" الاعتراضية، عاجزة عن التعامل مع صواريخ مثل صاروخ "تسيركون" الذي لا تستطيع الصواريخ المضادة الأمريكية المتوفرة حاليًا اللحاق به. وهذا يعني أن بإمكان سرب واحد يضم 16 صاروخا من نوع "تسيركون"، تدمير حاملة الطائرات والسفن المرافقة لها.
ولعله لم يكن مصادفة أن تقول مجلة أمريكية تتخصص في الشؤون العسكرية (ناشيونال إنترست) إنه يمكن لهذه الصواريخ أن تجعل حاملات الطائرات التي تفتخر بها الولايات المتحدة، مقابر باهظة الثمن لآلاف البحارة.
وفي ظن الخبراء العسكريين الانجليزيين فإن حاملات الطائرات البريطانية الحديثة مثل "الملكة اليزابيث" ستكون فريسة هيِّنة لصواريخ "تسيركون".
سحق مراكز القيادة
ويرى الجنرال سيرغي خاتيلوف، قائد سابق لقوات الصواريخ المضادة للطائرات التابعة للقوات الجوية الروسية، أن صواريخ من نوع "تسيركون" تُغني عن آلات حربية باهظة الثمن مثل حاملة الطائرات، مشيرا إلى أن صاروخ "تسيركون" يمكّن حائزه من الدفاع عن النفس بشكل مضمون من دون أن يهدر الأموال الطائلة لإنشاء حاملات الطائرات.
ووفق الأميرال المتقاعد فسيفولود خميروف فإن الأسطول الروسي سيستطيع تدمير مقرات قيادة قوات الخصم من أماكن بعيدة عنها في حال تزويده بصواريخ "تسيركون". فمثلا، يمكن تدمير مقرات القيادة في أراضي الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة عدد محدود من سفن السطح والغواصات التي تحمل الواحدة منها 40 صاروخ "تسيركون".
والأغلب ظنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تأمل أن تكون مراكز القرار الموجودة في أراضيها والتي ستتحكم في الصواريخ المزمع نصبها في أوروبا، في مأمن لعدم استطاعة وسائل التدمير الموجودة في حوزة خصوم أمريكا الوصول إليها. بيد أنه بإمكان صواريخ "تسيركون" الوصول إلى أهداف في أراضي الولايات المتحدة.
وحسب تقديرات الأميرال خميروف فإن صواريخ "تسيركون" تستطيع الوصول إلى مقرات قيادة القوات الأمريكية داخل الولايات المتحدة في زمن لا يتجاوز 5 دقائق في حال إطلاقها من مكان يبعد عن شواطئ الولايات المتحدة بـ1500 كيلومتر أو ما يقل.
وكانت روسيا قد جرّبت صاروخ "تسيركون" في عام 2017. ويُتوقع أن تجري القوات الروسية الاختبار النهائي له في عام 2019.