وأكد مصدر عسكري سوري رفيع المستوى لوكالة "سبوتنيك" أنه تم توجيه قوات الجيش السوري المرابطة على كامل خطوط التماس بريف حماة الشمالي والشمالي الغربي بضرورة رفع حالة الاستنفار والجاهزية إلى أقصى درجة، في إشارة هي الأوضح حتى الآن عن عمل عسكري وشيك ضد فصائل تنظيم "القاعدة" في المنطقة.
وكشف المصدر أن الجيش السوري ينوي "الرد عسكريا على الأرض، وخاصة أن قواتنا المرابطة على جبهات ريف حماة وإدلب باتت على أتم الجاهزية لخوض المعركة ضد المجموعات الإرهابية المسلحة.." وأن الجيش السوري استقدم خلال الأسابيع الماضية تعزيزات عسكرية نوعية إلى ريفي حماة وإدلب.
وكشف المصدر أن اتصالات مكثفة تجري مع الجانب الروسي لبحث حيثيات الرد على خرق المجموعات الإرهابية المسلحة على اتفاق خفض التصعيد، بما في ذلك الخرق الذي أودى بحياة العشرات من الجنود السوريين اليوم.
وبين المصدر: هدفنا الأول من العملية العسكرية هو إنهاء وجود المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة منزوعة السلاح، وبالتالي توسيع رقعة الأمان حول القرى والبلدات والمدن المحاذية لجبهات ريف حماة التي تتعرض بشكل شبه يومي لاستهدافات صاروخية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
وصباح اليوم، ذكر مصدر عسكري سوري لـ "سبوتنيك أن قوات الجيش تمكنت من إحباط هجوم عنيف شنه مسلحو تنظيم "أنصار التوحيد" على مواقع الجيش السوري في بلدة المصاصنة شمال حماة انطلاقا من مواقعهم في معركبة واللحايا.
وأضاف المصدر أن المسلحين استغلوا الأحوال الجوية وانعدام الرؤية في المنطقة وتسللوا باتجاه مواقع الجيش وهم يرتدون الزي العسكري حيث دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري مع المجموعات الإرهابية المسلحة استمرت لأكثر من 3 ساعات نفذ خلالها الطيران الحربي سلسلة من الغارات باتجاه مواقع المسلحين في المنطقة.
وأضاف المصدر أن "حصيلة الاشتباكات أدت إلى مقتل أكثر من 46 مسلحا وإصابة آخرين، فيما ارتقى 20عسكريا سوريا وأصيب 12 اخرون، مؤكدا تمكن قوات الجيش السوري من استيعاب الهجوم وشن هجوما معاكسا على المواقع التي تقدم إليها المسلحون في وقت نفذ سلاحا المدفعية والصواريخ سلسلة من الاستهدافات باتجاه خطوط إمداد المسلحين عندما حاول رتل للمسلحين مؤازرة المجموعة المسلحة التي تقدمت باتجاه مواقع الجيش ما أدى لتدمير ٣ عربات للمسلحين".
وتنتشر في المنطقة "منزوعة السلاح" عشرات الفصائل الإرهابية الموالية لتنظيم "القاعدة" وتلك التابعة مباشرة لمتزعم التنظيم في أفغانستان أيمن الظواهري.
وتتقدم "هيئة تحرير الشام"، الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، التنظيمات المهيمنة في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، متشاركة السيطرة مع تنظيمات أخرى ذات طبيعة قومية وتكفيرية كتنظيم "حراس الدين" الذي يتكون من مقاتلين متشددين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص محافظين على ولائهم لزعيم "تنظيم القاعدة" في أفغانستان أيمن الظواهري.
ويقود تنظيم "حراس الدين" مجلس شورى يغلب عليه المقاتلون الأردنيون ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز، ولهم باع طويل في صفوف "تنظيم القاعدة" بينهم (أبو جليبيب الأردني "طوباس"، أبو خديجة الأردني، أبو عبد الرحمن المكي، سيف العدل وسامي العريدي).
كما ينتشر في المنطقة المنزوعة السلاح مقاتلون تابعون لتنظيم (أنصار التوحيد)، وهو الاسم الجديد لتنظيم (جند الأقصى) "الداعشي" الذي كان ينشط في ريف حماة الشرقي بقيادة الإرهابي الشهير (أبو عبد العزيز القطري)، قبل دحره على أيدي الجيش السوري من المنطقة.
وإلى الشمال، حيث قطاع ريف إدلب الشرقي من المنطقة منزوعة السلاح، يتخذ تنظيم "أجناد القوقاز" إمارة له هناك، فيما تسيطر (إمارة الصينيين التركستان/ الحزب الإسلامي التركستاني) على ريفي اللاذقية الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي الغربي.