ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء اليوم الخميس، أن مناحم بيغين لم ير في شبه جزيرة سيناء مكانا مقدسا، وإنما مجرد "وديعة للسلام" مع مصر، وذلك تزامنا مع مرور 40 عاما على اتفاقية السلام المصرية — الإسرائيلية.
اتفاقية مشتركة
وجاء في التقرير الإسرائيلي أن بيغين كان مختلفا تماما مع كارتر، على عكس ما كان متوقعا، إذ اعتقد الرئيس الأمريكي الأسبق أن مناحم بيغين لن يفي بوعد بلاده بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء، وفقا لما جاء في بنود الاتفاقية المشتركة للسلام مع مصر.
وأوردت الصحيفة العبرية أن الولايات المتحدة الأمريكية تخوفت من أن لبنان تؤثر على مسار العلاقات المصرية الإسرائيلية، سواء حينما اندلعت الحرب الأهلية البنانية، في سنوات السبعينيات من القرن الماضي، أو أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982.
بيد أن المخاوف الأمريكية تبددت حينما سحبت القاهرة سفيرها من تل أبيب، دون قطع العلاقات الثنائية بين البلدين، وبأن مصر أيدت الاتفاق الرسمي بين إسرائيل ولبنان الموقع في مايو/آيار 1983. وذلك بحسب ما جاء في الصحيفة العبرية.
زيارة السادات لإسرائيل
ويشار إلى أنه في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1977، هبطت طائرة الرئيس السادات، في مطار بن غوريون في تل أبيب، في لحظة أنهت صفحة الحرب بين مصر وإسرائيل، إلى الآن، وزار السادات البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، وألقى خطابًا أكد فيه أن السلام في الشرق الأوسط ممكن، لكنه بحاجة إلى زعماء شجعان.
وأكدت الصحيفة العبرية في تقريرها المطول أن مناجم بيجين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، تفهم أنه بزيارة السادات لإسرائيل، عليه أن يغير من الخطوط الحمر له، ويجنح نحو السلام، خاصة وأن جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي السابق، كان يقوم بجولات مكوكية معه ومع السادات بهدف التوصل لسلام دائم بين الطرفين.
ونقلت الصحيفة العبرية على لسان البروفيسور غيرالد شتاينبرج، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية، أن السادات لم يخضع لرأي الداخل المصري أو رأي المجتمع الدولي حينما توجه لإسرائيل بهدف توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، مثل بيجين، تماما، وإنما توجه كل منهما على حدى تجاه خيار السلام، ونبذ العداء بينهما.
وديعة للسلام
يذكر أن تقرير صحيفة "معاريف" العبرية، الذي نشر مساء أمس الأربعاء، جاء تحت عنوان "مسارات دراماتيكية وأحداث مؤثرة: أربعون عاما على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية"، وقصت جزءا من مسار العلاقات الثنائية بين الطرفين، وإن ركزت على أهمية السلام الاقتصادي بين الجانبين، خاصة في السنوات الأخيرة.
كامب ديفيد
وسبق أن قال جيمي كارتر في مقابلة مع قناة عبرية:
لقد كان السادات شجاعا للغاية، وقام قاتل باغتياله، ورئيس الوزراء مناحيم بيغن كان أكثر شجاعة من الجميع، لأنه قدم أكثر التنازلات صعوبة في كامب ديفيد من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال كارتر:
لطالما شعرت أنه لو تم إعادة انتخابي كرئيس، كان سيكون بإمكاني استخدام نفوذي لتنفيذ كلا جزأي اتفاقية كامب ديفيد، ولكنني تركت المنصب وحاولت استخدام نفوذي آنذاك، لكن الرئيس [رونالد] ريغان لم يكن مهتما على الإطلاق بالسلام في الشرق الأوسط.