أجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا خاصا مع رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان جاد الهنشيري الذي كشف خلاله عن أسباب حدوث الوفاة ووضع الطبابة في تونس.
وقال الهنشيري:
"حادثة وفاة الرضع تمت غضون 24 ساعة الأمر، الذي لفت الانتباه وانطلقت الأبحاث، ليتبين مبدئيا أن الرضع توفوا نتيجة إعطائهم مصل تغذية ملوث بجرثومة، وليس كما يقال أن الدواء فاسد أو منتهي الصلاحية."
وأكد الطبيب أن هذا المصل المعقد الذي من المفترض أن يتم إعداده في مخابر معقمة خاصة من قبل تقنيين مختصين وتحت إشراف صيدليين للأسف يتم تحضيره في ظروف غير ملائمة، ولا يتم اتخاذ أي إجراء أو توفير العنصر البشري الكفؤ الذي يشرف على التحضير.
وقال:
"سبب الحادث قد يكون إما تلوث المواد التي تم تزويد المستشفى بها، بجراثيم شرسة أو خلل في التحضير هذا ما ستثبته التحقيقات فيما بعد حتى يتم تحميل المسؤولية".
وأوضح أن الجراثيم التي كانت موجودة في المصل هي بكتيريا شرسة جدا ومقاومة للمضادات الحيوية، الأمر الذي تسبب في وفاة اثني عشر رضيعا، بعد حصول مضاعفات كبرى وانهيار كافة الأجهزة في أجسادهم.
وكشف الهنشيري أن هذه الحادثة ليست المأساة الأولى في المستشفيات العمومية التونسية والتي سببها هو سوء الظروف وانعدام الإمكانيات في المستشفيات العمومية الذي كان يغطيه كفاءة الأطباء، وقال:"كفاءاتنا تم تجاوزها من قبل سوء الظروف وأصبحنا كل يوم نعيش على وقع مصيبة نتيجة لسياسة صحية عمومية فاشلة وتدمير ممنهج لهذا القطاع الحيوي في بلادنا".
وأشار الطبيب إلى إحصائية علمية قام بها أطباء تونسيون وتم تسليمها لوزارة الصحة سنة 2015 تؤكد أن تحضير العقاقير لا يخضع للشروط العالمية، حيث أن طريقة التحضير لا تتناسب مع المعايير المحددة وتم تنبيه وزارة الصحة بذلك منذ سنة 2015.
وعبر الطبيب عن أسفه كون القطاع الصحي العام في تونس يعاني من كسر الثقة بينه وبين المواطن الأمر الذي يصب في مصلحة تجار الصحة، مشيرا إلى أن احدى أكبر الشركات التونسية التي تزود المستشفيات بمثل هذه المحاليل، هي المسؤولة عن هذه الحوادث وقال:"إحدى أكبر الشركات في تونس التي تقوم بتزويد المستشفيات بمثل هذه المحاليل، مالكها لديه حصانة سياسية تونسية هي المسؤولة عن وقوع مثل هذه المأساة."
واختتم الطبيب بقوله أنه على الرغم من أن تونس معروفة بكفاءة كادرها الطبي، خسرت 12 رضيعا في عملية موت متسلسلة."
وقال:"تونس اليوم في قطاعها الصحي العمومي تحتاج للكثير من الدعم، لأن تونس اليوم تملك العقول والكفاءات التي بمقدورها أن تخدم الانسانية في كل مكان لذلك أنا ادعو كل القوى أن تساند تونس في الحفاظ على القطاع الصحي."