كما أن العلاقات على المستوى العسكري والفضائي مستمرة، وتبادل الخبرات، يحدث على مستويات كثيرة، السفير البحريني في موسكو، أحمد عبد الرحمن الساعاتي، يفند في حواره مع وكالة "سبوتنيك" هذه التطورات، ويكشف تفاصيل جديدة حول ما يمكن أن تحققه العلاقات البحرينية الروسية مستقبلا، وكذلك مستقبل التواجد السوري في جامعة الدول العربية…
نحن على أعتاب فعاليات مهمة بين الجانبين العربي والروسي وهي انعقاد الدورة الثانية عشرة لمجلس الأعمال العربي-الروسي والدورة الرابعة لمعرض "آرابيا إكسبو" الدولي، البحرين من الدول الفاعلة دائماً في النشاطات والفعاليات في روسيا، من سيشارك من الجانب البحريني في مجلس الأعمال العربي؟ وماذا تحملون إليه؟
كما تعلمون، فإنّ مجلس الأعمال الروسي-البحريني منذ عشرين سنة، وقد تبدلت الرئاسات بحكم تبدّل المسؤولين في الغرف التجارية في البلدين، هناك قيادة جديدة لغرفة التجارة في البحرين، وقد ارتأت الغرفة أن تطوّر آليات التعاون في مجلس الأعمال، فقد كانت الاجتماعات في السابق تبدو كأنها اجتماعات بروتوكولية حيث كان تحضر مجموعة من البحرين ومجموعة من روسيا يوماً واحداً، ثم يذهب كل منهم في طريقه، فوجدنا أنه لا مردود تجاري على أرض الواقع، على مدى السنوات الطويلة التي مرّت، بالرغم من أن المجلس اجتمع عشرات المرات، لذلك يريد رئيس الغرفة الحالي أن يطوّر آليات العمل بحيث لا تكون هناك اجتماعات من دون جدوى. يجب التحضير لاجتماعات رجال الأعمال بين الجانبين، وقيادات الغرف التجارية في روسيا الاتحادية والبحرين يضعون محاور التعاون بحسب احتياجات البلدين وفي أية مجالات يجب أن يكون التركيز، وأعتقد أن المحاور باتت واضحة الآن، بعد مرور سنوات، وهي مجال التكنولوجيا النفط والغاز والسياحة والأغذية وخدمات الصحة والتعليم. هذه المجالات نريد أن نركّز عليها وأعتقد أن الفرص واعدة بالنسبة إلى روسيا وأسواق البحرين والخليج مفتوحة، والاجتماع المقبل، سيكون في موسكو، ويجري التحضير له حالياً.
كذلك، فإننا ندعم "آرابيا إكسبو"، وهناك تواجد مهم من كل الدول العربية، وستكون هناك مشاركة من بعض المسؤولين في الغرفة التجارية، وكذلك سيعقب المعرض الاجتماع الثالث للجنة الحكومية المشتركة التي تأسست بين البلدين قبل حوالي عامين، ويرأس الجانبين البحريني والروسي وزيرا التجارة والصناعة والسياحة، وقد اجتمعت اللجنة بداية في البحرين، ثم في موسكو، وستجتمع مجدداً في العاصمة الروسية في العاشر من أبريل/نيسان.
هل ستكون هناك زيارات رسمية بين البحرين وروسيا، خصوصا على المستوى الرفيع، خلال المرحلة المقبلة؟
الزيارات كثيرة، في الآونة الأخيرة، قام ممثلون عن شركات عديدة من القطاع الخاص في روسيا بزيارات للبحرين، في مجالات التكنولوجيا والأغذية والمصارف والنفط. ومن الجانب البحريني كانت هناك زيارات عديدة، من بينها زيارة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة الذي عقد اجتماعاً تشاورياً مع السيد (ميخائيل) بوغدانوف في وزارة الخارجية وتم الاتفاق على الكثير من الأمور السياسية والاقتصادية بين البلدين. كما عقد اجتماعات في المعهد الدبلوماسي وجامعة мгимо ومؤسسة روسيا —العالم الإسلامي، شملت العديد من المسؤولين، وجرت تفاهمات كبيرة، كما تم التوقيع على مذكرة تعاون بين مركز الدراسات الاستراتيجية الذي يرأسه الشيخ عبدالله نفسه وبين معهد الدراسات الاستشراقية في موسكو.
قبل أيام كان هنا، الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض لحضور معرض موسكو للسياحة والسفر، وكانت البحرين الراعي الرسمي لهذا المعرض، وكان هناك جناح كبير لمملكة البحرين، وقد اصطحب الشيخ خالد بن حمود آل خليفة معه ممثلي العديد من شركات السفر والفنادق، لكي نقدم للجمهور الروسي والشركات الروسية الخدمات التي يحتاجون إليها، كما شاركت فرقة من البحرين في تقديم فقرات ووصلات خلال أيام المعرض، وقد عقد الشيخ خالد اجتماعا مع وكالات السفر والسياحة في موسكو، وتم الاتفاق على تكثيف التعاون وجذب السياح من روسيا إلى البحرين. كما عقد اجتماعا مع شركة "كورال" للسياحة، وهي شركة روسية تقوم منذ أكثر من ستة أشهر برحلات منتظمة على متن طائرات "تشارتر" إلى البحرين، بواقع رحلتين أسبوعيا، وهي تحمل 400 راكب في الأسبوع، بواقع 200 راكب في كل رحلة، وهناك إقبال كبير من المواطنين الروس على زيارة البحرين، بالنظر إلى كونها وجهة جديدة للسياح الروس من جهة، ولقصر المسافة بين موسكو والمنامة، فضلاً عن التسهيلات المتصلة بمنح التأشيرات في المطار، والأسعار التنافسية في البحرين، وقد سجلنا رقماً قياسياً في هذه الفترة، بواقع ثمانية آلاف حزمة تمّ بيعها من روسيا إلى مملكة البحرين، بين أكتوبر/تشرين الأول وفبراير/شباط، وكانت مدة الإقامة من أسبوع إلى أسبوعين.
كذلك حث الشيخ خالد بن حمود الشركة الروسية على زيادة الطائرات، ونأمل في مضاعفة عدد الرحلات من اثتين إلى أربع أسبوعيا، بالإضافة إلى الرحلات اليومية لـ"طيران البحرين" من موسكو إلى البحرين، وهناك تبادل زيارات أيضاً على مستوى المسؤولين في القطاع الخاص.
ماذا عن اللقاءات العربية-الروسية الأخرى؟
الحوار العربي الروسي مستمر سنويا، ويعقد مرة في روسيا ومرة في العالم العربي، في العام الماضي، عقد الحوار في أبو ظبي، وخلال السنة الحالية سينعقد في موسكو، ويحضره عادة عدد من وزراء الخارجية العرب والوزير (سيرغي) لافروف، هناك تفاهم كبير في مجمل القضايا السياسية والاقتصادية بين العالم العربي وروسيا. البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع الماضي كان جيدا جدا، وقد تمّ تحديد المواقف المشتركة تجاه مجمل القضايا السياسية والعسكرية والأوضاع في العالم، هذا الاجتماع سيتم التحضير له في موسكو على مستوى وكلاء الوزارات، وسيعقبه اجتماع رسمي على مستوى وزراء الخارجية.
هل سيحضر وزير خارجية البحرين؟
حتى الآن، لا معلومات لدي حول من سيحضر، ولكن بالتأكيد فإننا سنشارك في التحضير لهذا الاجتماع.
إلى أين وصل التعاون الروسي-البحريني في المجال الدفاعي؟ وما الجديد فيه؟ في السابق أعربت البحرين عن رغبتها في امتلاك أسلحة روسية ومنها منظومة الدفاع الجوي "أس-400".
التعاون العسكري يتم التنسيق فيه مباشرة بين وزارة الدفاع في البحرين والمسؤولين العسكريين في روسيا، وهناك قنوات دائمة بينهم. ولكن بحكم أن ليس لدينا خلفية عسكرية، فليس لدي اضطلاع على ما وصلت إليه الأمور، ولكننا نشارك دائماً في معرض الدفاع الذي يعقد في موسكو، إما على مستوى رئيس الدفاع أو على مستوى ضبّاط. كذلك، فإنّ روسيا تشارك في معرض الدفاع في البحرين، الذي يعقد مرة كل عامين.
كما ألفت إلى أن روسيا شاركت بمعرض الطيران في البحرين في أكتوبر الماضي وكان هناك جناح كبير لها فعرضوا طائرات السوخوي والسوبر جيت. كان هناك عدد من المسؤولين والزوار بالجناح الروسي وعاد فريق الأكروبات فرسان الجو الروس لتقديم عروضهم للبحرين، وكان هناك تقدير وإعجاب كبير بالعروض التي قدموها.
في الحديث عن التعاون الروسي-البحريني في مجال الطاقة والبحوث الجيولوجية. في العام الماضي، تم اكتشاف حقل كبير للغاز الصخري في البحرين، وقد دعوتم الشركات الروسية للمشاركة في أعمال الاستكشاف وغيرها. ما الجديد في هذه المشاركة؟ وما أخبار هذا الحقل؟ ومتى تتوقعون بدء اتفاقية التعاون مع الجانب الروسي؟
في البداية نريد أن نشكر تجاوب الشركات الروسية وتعاونها معنا. لقد استقبلنا بالفعل الكثير من الشركات الروسية في العام الماضي، وقد أتت للاضطلاع على معلومات هذا المجال، ووزارة النفط اتفقت مع إحدى الشركات الروسية على عمليات المسح الجيولوجي، وهناك تعاون فعال مع معظم الشركات الكبرى الروسية لمعرفة إمكانياتها وخبراتها الفنية في هذا المجال. وزارة النفط في البحرين والشركة المعنية بهذه الحقول في مشاورات منتظمة مع الجانب الروسي.
بالنسبة إلى الحقل المذكور، فإننا نحتاج إلى الكثير من المال والاستثمارات، فهو كبير حجما، وهو حقل نفطي وفيه غاز، وكذلك فهو حقل صخري، وبالتالي فإنّ عمليات الاستكشاف تحتاج إلى وقت. نأمل أن نتمكن خلال السنوات الأربع الماضية من إنجاز العمليات الفنية الكبيرة. قررنا أن نكلف إحدى المؤسسات العالمية أن تتعامل مع الشركات الراغبة في الاستثمار، لكي نقيّم عطاءاتها وتكلفتها، لأن هذه أمور فنية ومالية معقدة.
وقعت موسكو والمنامة قبل سنوات اتفاقية تعاون مع "غازبروم" لكي تكون في البحرين مستودعات ومخازن وحاويات لتخزين الغاز المسال. وفي السابق كانت هناك أنباء أن هذه المرافق ستبدأ في فبراير الماضي في استقبال الغاز الروسي. إلى أين وصل هذا المشروع؟
نحن أنجزنا المشروع ببناء المنصات لاستقبال وتخزين الغاز المسال، وهو جاهز الآن. بالنسبة إلى مذكرة التفاهم مع "غازبروم"، فقد تم الاتفاق على تزويد المملكة باحتياجاتها، ولكن هذه الخزانات تحتاج إلى كميات كبيرة من الغاز، وهناك الآن مشاورات مع الشركات الروسية لتزويد هذه المنصات، ولكي تدخل معنا في شراكات استراتيجية، وليس القيام بعمليات بيع وشراء، لأن الغاز متوافر الآن في كل أنحاء العالم، فإذا كانت المسألة بيعا وشراءا فإننا نستطيع أن نشتري من الأسواق بأفضل الأسعار، ولكننا نريد تعاوناً استراتيجياً مع الجانب الروسي، بحيث نقوم بشراكة تعتبر من خلالها روسيا هذه المحطات منصات لها، ونقوم معاً بتسويق الغاز وبيعه في منطقة الخليج، حيث هناك استخدامات كبيرة للغاز كثيرة في مجال الطاقة والمصانع.
أما بالنسبة إلى أرامكو، فإنها شركة كبيرة، والمملكة العربية السعودية سوق كبير، من الممكن إذا اتفقنا مع الجانب الروسي أن نتكلم مع شركائنا في الخليج لكي يتزوّدوا من المخزون الكبير.
سنبدأ قريبا في تجربة بعض الشحنات، وأعتقد أنه سيتم افتتاح هذه المحطة قريبا، وتدشين المحطة، لاختبار نوعية الغاز وكفاءة المخازن.
من أين ستكون الدفعة الأولى؟
ربما تكون من السوق العالمية، كدفعة صغيرة على سبيل التجربة.
كان هناك تعاون روسي بحريني في مجال الفضاء، ما الجديد في ذلك؟
هناك مذكرة تفاهم في مراحلها الأخيرة بين الهيئة الوطنية للفضاء في البحرين وهيئة الفضاء الروسية، وستوقع قريبا بين البلدين وسيتم التعاون في مجال التدريب وتبادل الخبرات، فاستخدامات الفضاء لتطبيقات علمية مدنية. لدى روسيا خبرة واسعة بهذا المجال. وكما شهد العام الماضي، فليس فقط البحرين، فدول الخليج دخلت في تعاون مع روسيا لأن لديها خبرة كبيرة، ونتطلع هذا العام للتوقيع على هذه المذكرة، وثمة مذكرة أخرى بين مركز الفضاء بجامعة موسكو الصداقة وهيئة الفضاء، وهي الآن جاهزة وستوقع خلال أيام في أول زيارة متبادلة، فهناك تعاون جيد، وجلالة الملكة حريص على دعم التعاون في الفضاء بين روسيا والبحرين.
ننتقل للتعاون العلمي والطلابي، كما نعلم أن هناك عددا من الطلاب من البحرين يدرسون في روسيا هل يمكن أن تعطينا نظرة صغيرة حول الأمر؟
العدد في ازدياد ووصل إلى 170 طالبا، وسنشهد بعد سنتين تخرج أول دفعة من الطلبة، وهناك ارتياح للدراسة ومستواها، لكن نسعى كذلك لأن تكون تخصصات أخرى وليس فقط الطب. أنا أقوم بزيارات لعدد من الجامعات الروسية ووجدت خدمات ممتازة مثل مجال النفط، وثمة حديث مع جامعة غوبكنا على أن يصير تعاون بينها والمملكة سواء في استقبال الطلبة وربما في المستقبل أن تفتح الجامعة فرعا في البحرين لتكون بمثابة جامعة إقليمية تقدم خدمات المنطقة. وأيضا في جامعة موسكو لديهم تخصصات ممتازة خاصة في المجال السياسي والدراسات الدبلوماسية، وأنا اليوم كنت هناك في جامعة موسكو واجتمعت مع المعهد الدبلوماسي، وثمة اتفاقية تعاون قيد التحضير مع مركز الدراسات الاستراتيجية، وكذلك مع الأكاديمية الدبلوماسية في البحرين، وأيضا عندنا هنا المعهد الدبلوماسي التابع للخارجية الروسية هناك تعاون كبير، ونأمل أن يخصص يوم في المعهد للتحدث عن المملكة والفرص وزيادة التعاون مع روسيا.
على صعيد التجارة بين روسيا والبحرين كان ثمة مشروع لإنشاء مركز لتوزيع الحبوب الروسية أو صوامع، إلى أين وصل ذلك؟
وصل لدرجة من النضج، طبعا هذا المشروع ليس بين الحكومات، هو جزء في القطاع الخاص يتولى العملية، وهناك جهات بالبحرين ماضية في إنشاء المركز؛ ولن يكون التعاون مع روسيا فقط في هذا المشروع بل ربما مع دول أخرى، فنحن نسعى لصناعة تقوم على الحبوب، ليس فقط استيرادها وتوزيعها، ولكن قد تقام صناعات مثل البسكويت والمعكرونة والأطعمة القائمة على الحبوب. وهناك جهات بحرينية حصلت على تراخيص لتوسيع الصوامع وتحويلها لمنطقة صناعية للاستيراد والتصدير.
لكن هذا مختلف عن مشروع التعاون مع روسيا؟
مشروع روسيا ناقشناه مع الجانب الروسي لكن المعنيين في هذا المجال في روسيا متفرقين، وليس هناك جهة مركزية تتولى الموضوع هناك شركات تتهم بالتصدير ولكن نريد أن يكون هناك جهة مركزية، وقد طلبنا من وزارة التجارة الروسية أن تنظم تلك الجهود على أن تذهب تلك الشركات للبحرين بممثل لجهة واحدة. ولكن المجال واسع وكبير وواعد وهناك حاجة كبيرة. القمح الروسي يعتبر من أجود الأنواع في العالم وأسعاره جيدة، ولكن لابد من دراسة الجدوى وهناك أمور فنية قد تطول قليلا.
ولقد فوجئت أن لروسيا قدرات هائلة فوق المتصور، فالشركات الروسية تزورني يوميا وأكتشف أن عندهم منتجات وبضائع وخدمات مطلوبة وجميلة وأسعارها نصف الأسعار التي في السوق الدولي ولكن ليس لديهم خبرة في التسويق، لذلك نحن نفتح لها الأبواب في منطقة الخليج ونقول للشركات الروسية ورجال الأعمال الروس، إن البحرين يمكن أن تكون بوابتكم للخليج بحكم قربها لكل الدول من عمان للكويت، ولدينا موانئ وبنى تحتية جاهزة للتصدير.فأنا متفائل بمستقبل التعاون التجاري مع روسيا، خاصة أن العلاقات السياسية بين روسيا والعالم العربي قوية جدا، فالرئيس بوتين كون علاقات قوية مع السعودية، فالملك سلمان زار موسكو وهناك تواصل بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس بوتين، وعندنا جلالة الملك له علاقات وثيقة مع بوتين، وكذلك بالنسبة إلى عمان والكويت بالاضافة للدول العربية، فهناك زيارات لروسيا من الرئيس السوداني واللبناني والمصري وهناك مشاريع روسية كبيرة في مصر، وروسيا ستنشئ منطقة صناعية كبيرة في مصر، فأعتقد أن المستقبل واعد.
ولا يفوتني أن أبلغك بمشاركة البحرين في قمة قازان الاقتصادية سنويا، والقمة ستعقد هذا العام في نهاية أبريل في قازان وسيشارك وفد من البحرين، وهناك منظمة روسيا والعالم الإسلامي ستعقد اجتماعها في تتارستان، ونحن أعضاء في تلك المنظمة ونحرص على التعاون مع روسيا في هذه المجال.
بالنسبة لسان بطرسبرغ والمنتدى الاقتصادي، فيعتبر ذلك المنتدى من أكبر الفعاليات الاقتصادية في روسيا، ونحن حريصون من سنوات على المشاركة فيه بحكم أنه يجمع خبراء ومسوؤلين وشركات من روسيا والعالم، وشاركت مملكة البحرين في السنوات الثلاث الماضية بوفد برئاسة مستشار رئيس الوزراء البحريني مع وفد يضم مسؤولين من شركات النفط والبنوك والقطاع التجاري، وجرت محادثات مثمرة جدا، وهذا العام سيأتي وفد في شهر يونيو/حزيران برئاسة مستشار رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين بالقطاع الخاص والحكومة.
لننتقل إلى الشؤون السياسية، هل هناك وساطة روسية على صعيد حل الأزمة مع قطر؟
لا توجد وساطة روسيا طبعا، لأن الأمر لا يحتاج إلى وساطة، فهذا الخلاف داخلي داخل الأسرة الخليجية وهناك مبادرة من سمو أمير الكويت القائم مشكورا بهذا المسعى وندعم جهوده. طبعا نحن مطالبنا واضحة قدمناها منذ بداية الأزمة لم يتغير الموقف، والكرة في ملعب المسؤولين في قطر واذا هم رغبوا في حل الموضع فلديهم هذه الشروط والمطالب والتي تتوافق مع مباديء القانون الدولي وعلى رأسها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، والموضوع الان لدى المسؤولين في قطر، وروسيا لم تعرض الوساطة ونحن لم نطلب لا من روسيا ولا من أي دولة التدخل في هذا الملف.
من المعروف أن مملكة البحرين أعادت فتح سفارتها في دمشق، هل عملية تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية مستمرة وكيف تصفون العلاقات الحالية بين المنامة ودمشق؟
نحن في الحقيقة لم نغلق سفارتنا في دمشق، بل قمنا بإعادة تأهيلها من جديد بعد الأحداث المؤسفة، والحرب التي حدثت في سوريا. كما أن السفارة السورية موجودة في البحرين لم تغلق وهناك القائم بالأعمال، وأيضا سفارة البحرين موجود بها قائم بالأعمال، العلاقة موجودة لخدمة الشعبين الشقيقين.
هل تعتبرون أن العلاقات بين البحرين وسوريا طبيعية؟
إن الأزمة السورية أصبحت الأن أزمة دولية معروضة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهناك جهود من قبل الأمين العام، ونحن ندعم كل الجهود لإنهاء هذه الحرب، لكن الموضوع الأهم سواء للبحرين أو لدول الخليج العربية نريد أن نبعد التدخلات الأجنبية على الأرض السورية، وعلى رأسها طبعا التدخل الإيراني، والميليشيات التي تدعمها لأنها هي من أسباب استمرار الحرب حتى الأن، ومن أسباب تفاقم الأزمة وعدم التوصل لحلول، لأن إيران لديها أجندات كبيرة لا تعني الشعب السوري، فنحن نطالب بإخراج المليشيات الإيرانية ونستمر في دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة استنادا لمحادثات جنيف وأحد والقرارات الأممية في هذا الشأن، وضرورة تجنيب الأبرياء و النازحين واللاجئين من أهوال الحرب ومساعدتهم قدر الإمكان، هذا الآن هو ملخص سياستنا تجاه الأزمة في سوريا.
ما موقف البحرين من عودة سوريا لجامعة الدول العربية، وخصوصا نحن على أبواب قمة تونس التي تعقد نهاية مارس؟
كما نعلم، إن قرار تجميد عضوية سوريا اتخذ في الجامعة العربية وعلى مستوى القمة وقرار عودة سوريا يبحث على مستوى القمة في جامعة الدول العربية، ونحن دائما مع وحدة الصف العربي ونتمنى أن تعود الأمور لطبيعتها. نحن مع الإجماع العربي.