تستضيف موسكو في الفترة 8-10 أبريل / نيسان المقبل فعاليات الجلسة الـ12 لمجلس الأعمال الروسي — العربي والدورة الـ 4 لمعرض "أرابيا — إكسبو" الدولي، من سيشارك بهذه الفعاليات من الجانب العربي؟
السفير: ألفت الأنظار أولا إلى أن موسكو تشهد هذا الشهر فعاليتين لكل منهما أهمية كبرى. أولا معرض "أرابيا إكسبو" واجتماع ممثلي مجلس الأعمال العربي الروسي، يقوم بتنظيمه بشكل دوري مجلس الأعمال العربي الروسي، وعادة تحضره عشرات الشركات العربية وممثلين عن قطاع الأعمال.
بالاضافة طبعا إلى حضور الوزارات المختصة بقطاعات الاقتصاد والتجارة والتنمية وغيرها. لا يوجد لدينا كبعثة جامعة الدول العربية معلومات عن مستوى الحضور وحجمه لكل بلد عربي، هذا أمر تقرره البلدان العربية كل منها على حدة.
وجهت دعوات لوزارات ذات اختصاصات متعددة مرتبطة بالتجارة والتنمية هناك تأكيدات من عدة دول بالحضور ايضا هناك الكثير من الشركات الخاصة.
ونحن نأمل بنجاح هذه الفعاليات وخصوصا لأهميتها في التعرف على إمكانيات الجانبين العربي والروسي في مجالات مختلفة وفي قضايا التبادل التجاري والاستثمار وفرص العمل، وعادة يكون هذا المعرض وجلسات مجلس الأعمال العربي الروسي مناسبة مهمة لتوقيع عقود والتعرف على إمكانات الجانبين.
بالتأكيد جامعة الدول العربية تدعم هذه الفعاليات من خلال دعواتنا وحثنا لغرف التجارة من الدول المعنية والجهات الرسمية للمشاركة، وسيكون لدينا تمثيل مهم فيها، اذ سيحضر السفير كمال حسن علي، الامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
أما الفعالية الثانية المهمة جدا، فهي الاجتماع الوزاري العربي الروسي في اطار منتدى التعاون الذي يعقد اجتماعاته على مستوى وزراء الخارجية مرة في روسيا ومرة في العالم العربي، وهذا العام ينعقد المنتدى الخامس في روسيا بعد أن كان قد عقد العام الماضي في أبو ظبي.
ينعقد الاجتماع في الفترة بين 16 و17 نيسان/أبريل، وسيكون فيه حضور عربي كبير لوزراء الترويكا العربية، وترويكا القمة أيضا، وعدد من وزراء الخارجية العرب، من الجامعة العربية سيكون لدينا وفد كبير يرأسه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
ويركز الاجتماع مباحثاته على طيف واسع من القضايا التي تهم الطرفين الروسي والعربي وخصوصا في إطار خطط العمل المشتركة لتطوير التنسيق والتعاون في المجالات المختلفة.
من هم وزراء خارجية الدول العربية الذين سيشاركون في منتدى الحوار العربي الروسي الخامس:
السفير: مبدئيا هناك مشاركة من وزراء خارجية الترويكا العربية ممثلة بالعراق والسودان والصومال، وترويكا القمة العربية، تتمثل بالعربية السعودية وتونس والجزائر، وهناك معلومات تؤكد مشاركة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وأيضا أظن هناك تأكيد من وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، بالمشاركة.
وأيضا حسب ما علمت ربما وزير الخارجية العماني باعتبار تم دعوته خلال زيارته الأخيرة لروسيا ولقائه بسرغي لافروف وأبدى جاهزيته، إذا سمح برنامجه بذلك سيشارك. وأعتقد أيضا أن عددا من وزراء
الخارجية العرب بالإضافة للذين تحدثت عنهم سيحرصون على حضور هذا المنتدى لتميز العلاقات العربية الروسية، وأيضا عمل الجامعة على حث الوزراء على المشاركة إذا سمحت إلتزاماتهم بذلك.
متى سيصل الأمين العام لجامعة الدول العربية لروسيا؟
السفير: حدد يوم 16 لقاء المنتدى العربي العربي الروسي يسبقه بيوم أو يومين لم يحدد بعد اجتماع كبار المسؤولين، لكن الاجتماع على المستوى الوزاري سيكون يوم 16 نيسان، فنحن نتحدث عن فعاليتين، فعالية منتدى رجال الأعمال العربي الروسي سيكون من إلى 8 نيسان/أبريل10
وسيكون اجتماع لكبار المسؤولين من 14 حتى 16 تقريبا وثم اجتماعات وزراء الخارجية فنستطيع ان نصف شهر نيسان بأنه سيكون بامتياز شهر العلاقات العربية الروسية على أكثر من صعيد.
كما نعلم ستنعقد القمة العربية بعد بضعة أيام في تونس، ما هي القضايا على جدول أعمال هذه القمة العربية؟
السفير: أمام القمة العربية عدد واسع من الملفات المهمة ، بالدرجة الأولى سيكون الملف الفلسطيني بندا رئيسا على جدول الأعمال، والآن هناك تحديات جديدة في هذا الملف بينها الوضع حول القدس بعد القرار الأميركي ووضع التسوية السياسية، خصوصا على خلفية التعنت الاسرائيلي.
ومواصلة سياسات الضم والالحاق والاستيطان والتهويد والتضييق على الفلسطينيين، والاعتداءات المتكررة على غزة، وأيضا سيكون الملف المهم وهو ملف الجولان، وقضايا أخرى من الملفات العربية العديدة، كما هناك الوضع في المناطق التي تشهد حربا على الارهاب، وأزمات إقليمية عديدة، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية التي تهم الإجماع العربي المشترك.
وسوف يعقد المجلس الوزاري العربي على مستوى وزراء الخارجية اجتماعا يسبق القمة ينتظر أن ينعقد خلال أيام لوضع الملامح الرئيسة لجدول الأعمال والتوصيات إلى القادة العرب.
ما هو موقف جامعة الدول العربية من الخطة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط التي تسمى "صفقة القرن" والتي رفضها الجانب الفلسطيني ونقدها وزير الخارجية الروسي؟
السفير: جامعة الدول العربية تدعو دائما الى التمسك الصارم بالقرارات الدولية ذات الشأن ولدينا لائحة طويلة من قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي لم يتم تنفيذها. ما يتعلق بـ"صفقة القرن" هي عبارة عن تسريبات وبالونات اختبار، وكل القراءا تفي هذا الموضوع اجتهادات، والأميركان نفسهم يحيطون أنفسهم بالكتمان. حتى الأن لا يعرف أي طرف ماهي هذه الصفقة. هم يربطوها بالانتخابات الإسرائيلية.
لكن أنا أعتقد أن الإجراءات الأحادية الأميركية الظالمة التي تقف إلى جانب إسرائيل، إلى جانب القوى المتطرفة في إسرائيل والتي تنفذها الولايات المتحدة سواء في القدس أو الاستيطان أو ملف اللاجئين أو في ملفات الاعتداء على غزة.
لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون وسيطا مقبولا ومحايدا لكافة الأطراف، فهي منحازة كليا كما لم تنحاز أميركا من قبل في تاريخها بهذا الشكل إلى جانب إسرائيل على حساب الحق العربي والفلسطيني.
فضلا عن ذلك، للأسف هي تقف إلى جانب الطرف المتشدد في إسرائيل من خلال منحها هذه الهدايا قبل الانتخابات الإسرائيلية، وإعطاء فرص لنتنياهو للفوز مجددا على حساب، ربما قوى أخرى قد تكون مواقفها أقل تشددا في التعاون مع الفلسطينيين في مشروع إقامة الدولتين أو قضايا أخرى.
الآن يجري التدخل من قبل الإدارة الأميركية لصالح الطرف المتشدد في إسرائيل، وبالتالي لا أعتقد أن هناك أفق لنجاح ما يسمى بـ "صفقة القرن".
وفي حال تم طرح مبادرة تحت أي مسمى، فالجانب الفلسطيني هو المعني بالأمر، وسينظر فى الموضوع، فإذا ما رفضها الفلسطينيون فلن يكون لها مستقبل أو إذا ما قرروا التفاوض والتحدث بشأنها فهذا له موقف آخر.
ونحن نؤكد ان مرجعية عملية السلام في الشرق الاوسط واضحة وأن العملية يجب أن تقوم على أساس قرارات مجلس الأمن وأن تفضي إلى قيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مع الالتزام بكل القرارات المتعلقة بقضايا الحل النهائي بما في ذلك حق العودة للفلسطينيين.
لقد ذكرتم أن موضوع الجولان هو أحد الملفات التي ستبحث في القمة العربية، وقد سمعنا في الأيام الأخيرة معارضة عربية أوروبية لقرار الرئيس الأميركي ترامب بشأن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، سؤالي كيف تنظر الجامعة العربية لهذا الملف وكيف ستتعامل معه؟
السفير: لا يحق لدولة مهما كان شأنها أن تأخذ مثل هذا الموقف. والاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتمل لا ينشئ حقوقا أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع.
الجولان هو أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي.والجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة. ولدينا موقف واضح مبني على قرارات في هذا الشأن.
وهو موقف لا يتأثر إطلاقا بالموقف من الأزمة الحالية في سوريا.
أيضا شيء مريح ما نجده من إجماع عربي، كل الدول العربية بالمطلق عبرت عن رفضها لهذه الخطوة، حتى الدول التي يحاول البعض أن يغازلها ويعتقد أنها ستكون جزء من التسوية في المنطقة رفضت ذلك، لا أحد يستطيع أن يفرط بالأراضي والحقوق العربية.
الاعتراف من جانب الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان أيضا من جانب آخر يمثل ردة خطيرة في الموقف الأمريكي من النزاع العربي- الإسرائيلي اجمالا. خاصة بعد الانتكاسات الهائلة التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية في حق القضية الفلسطينية.
وبالتالي هذا سيعقد الموقف في المنطقة وسيُخرج أميركا من أن تكون طرفا وسيطا ما بين الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط، أو طرفا ينال ثقة الجانب العربي بالإجماع والجانب الفلسطيني خصوصا.
وعلينا هنا أن نسجل تقديرنا للموقف الروسي من ملفي القدس والجولان. الموقف الروسي ثابت ويقوم على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي والمرجعيات والمعايير الدولية.
وهذا أمر أعلنته روسيا بوضوح في ملف القدس وفي ملف الجولان، وعموما في كل الملفات المتعلقة بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة للصراع في الشرق الأوسط.
نشكر روسيا على تمسكها المبدئي بهذا المدخل وهو المدخل الصحيح للعب دور مؤثر وفعال في تسوية الازمات.