منذ الليلة الأولى لغرق "عبارة الموت" في جزيرة أم الربيعين بمنطقة الغابات في الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، خميس الأسبوع الماضي، 21 مارس الجاري، خرج متطوعون من أهالي القرى والمناطق المطلة على مسرى جريان النهر، جنوبا، بحثا عن المفقودين… والبحث مستمر حتى الآن.
تمكنت فرق الإنقاذ…وهم شباب ورجال تطوعوا من ناحيتي القيارة، وحمام العليل، جنوبي الموصل، والذين توزعوا على شكل فرق ومجموعات في عدة قرى، من انتشال عدد من جثث المفقودين من ضحايا العبارة، من النهر.
أول الضحايا المفقودين الذين طفت جثته فوق النهر، وعثرت عليه فرق الزوارق، هو شاب أسمه "راشد فارس محمد"، من قرية العريج، شمالي حمام العليل، تعرف عليه ذويه، بعد استلامه من قبل مركز شرطة المشراق، ومن ثم إلى الطب العدلي.
في جيب "أرشد" وجد منتشلوه، هاتف محمول من طراز (j1)، وزجاجة عطر، وكأنه يعمل بإنها المرة الأخيرة التي يتعطر بها في حياته..مغادرا الحياة براحة زكية وبدن مبلل بنهر دجلة.
وتحدث الشاب خيري الجبوري، من فريق الباحثين عن مفقودي العبارة، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الجمعة، 29 آذار/مارس، قائلا ً:
تمكن أصدقاؤنا من باقي الفرق التي انتشرت في نهر دجلة في سبع قرى من القيارة، وحمام العليل، من انتشال عدد من جثث ضحايا غرق العبارة".
ويضيف الجبوري، أبلغنا عن الكثير من الجثث التي عبرتنا في النهر، معللا ً: صعب جدا أن يأتينا الإبلاغ عن جثة طافية، فعندنا نصل إليها تغطس وتظهر في مكان أخر، بسبب المنسوب العالي جدا للمياه.
وعن عدد الزوارق التي انتشرت من القيارة والعليل، في النهر، يوضح الجبوري، أن ثلاثة زوارق تقريبا انتشرت في كل قرية من القرى السبع، للبحث عن المفقودين من العبارة، منوها إلى أن هذه الفرق تضم أبناء من الناحيتين وبجهود ذاتية.
ويذكر الجبوري، أن الماء بارد..والغريق يحتاج أربعة أيام حتى تشبع جثته من المياه وتطفو فوقه، لكن لو كان الجو صيفا لطافت الجثث بغضون يومين.
وأكد المتطوع الشاب، وهو أيضا ً ناشط مدني بارز في القيارة، أن نصف عدد جثث المفقودين لم يتم العثور عليها حتى الآن، لكن عمليات البحث لازالت مستمرة ليلا ونهارا.
وأفادت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، نقلا عن مركز نينوى الإعلامي، الثلاثاء الماضي، 26 مرس، بأن فريقا من الغواصين الأتراك وصلوا إلى مدينة الموصل، مركز المحافظة، ونزلوا إلى نهر دجلة بحثا عن المفقودين من عبارة "جزيرة أم الربيعين السياحية" التي غرقت قبالة الغابات في عيد الربيع، الخميس 21 مارس/آذار الجاري.
وعقد المتحدث باسم فريق الغواصين، علي أب، مؤتمرا صحفيا في الموصل، تابعته "سبوتنيك"، أعلن فيه قائلا:
إن "عكورة الماء بسبب السيول، وارتفاع مناسيبها فضلا عن وجود مخلفات حربية يصعب مهمة البحث عن مفقودي العبارة".
وكان أكثر من 95 مواطنا لقوا مصرعهم غرقا، يوم الخميس الماضي، في حادثة انقلاب عبارة في جزيرة الغابات السياحية بالموصل، فيما أعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الحداد العام في جميع أنحاء العراق على الضحايا.
وشهدت مدينة الموصل تظاهرات غاضبة للمدنيين وذوي الضحايا، ضد الحكومة المحلية، متهمين إياها بالتقصير، بالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية، برهم صالح للمحافظة.
ووقع الحادث شمال مدينة الموصل قرب منطقة ترفيهية ترتادها العائلات بكثرة، ما أدى إلى خسائر في الأرواح وصلت إلى 96 حالة وفاة، بحسب وزارة الصحة العراقية.
وعلى خلفية غرق العبارة، صوت البرلمان العراقي، في جلسته التي عقدها، الأحد الماضي، على إقالة محافظ نينوى، نوفل العاكوب، ونائبيه، فيما بدأ في جمع الأصوات من أجل حل مجلس محافظة نينوى وإحالة أعضائه للقضاء.
وأفادت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، نقلا عن تصريح خاص من المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، يوم الجمعة الماضي، 22 مارس/آذار، بأن آخر إحصائية لعدد ضحايا غرق العبارة في نهر دجلة، بمحافظة نينوى، شمالي البلاد، بلغ 148 شخصا ما بين قتيل ومفقود.
وحسب الإحصائية التي زودنا بها عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، علي البياتي، حسب الأرقام المسجلة لدى الطب العدلي، ومديرية دفاع نينوى، أن عدد الجثث التي تم انتشالها من النهر بعد غرق العبارة في "جزيرة أم الربيعين في منطقة الغابات"، في الموصل، مركز المحافظة، شمالي العراق، بلغ 92 جثة.
ومن بين الجثث التي تم انتشالها، 18 طفلا، ثمانية منهم ذكور، و10 بنات، مع جثث 62 امرأة، و12 ذكرا، فيما بلغ عدد الذين تم إنقاذهم، 33 شخصا.
ونوه البياتي، إلى أن عدد المفقودين والبلاغات المستلمة لدى الدفاع المدني، بلغ 19 بلاغا، في حين استلمت دائرة الطب العدلي 56 بلاغا عن مفقودين من الحادث الذي وقع ظهر الخميس الماضي.