وكان السبسي قد قال في تلك المناسبة: "نحن مشغولون في تونس بسياسة المراحل، وسياسة المراحل من تخطيط الملك عبد العزيز، لذلك فعلاقاتنا بالسعودية علاقات مميزة، والحمد لله أن الأبناء جاؤوا في مستوى تاريخ الأب".
ونقلت "سبق" في السياق عن أحد المؤرخين التونسيين قوله إن: "سياسة المراحل التي انتهجها الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه، انطلقت من قراءة موضوعية للواقع ودراسة معمقة لموازين القوى على الصعيدين الداخلي الخارجي، كما تجنبت المغامرة ومزجت بين المقاومة والعمل السياسي".
وتابعت ذلك بالإشارة إلى أن التونسيين يدركون جيدا "ما لسياسة المراحل من فضل في تحقيق استقلالهم، ويتناقلون الوعي بمزاياها جيلا بعد جيل، كما يعترفون بالفضل في طرحها للملك عبد العزيز آل سعود، الذي نصح (بورقيبة) بانتهاج سياسة المراحل في الكفاح ضد المستعمر الفرنسي خلال اللقاء التاريخي، الذي جمعهما عام 1948 قائلاً له:
"امش بتؤدة من أجل الاستقلال، ولا تفعل مثل بقية العرب، العرب يتجاهلون الخلافات ثم ينهزمون، ولمواجهة فرنسا عليك بخطة الكر والفر واعتماد المراحل من أجل إرهاقها، والعبرة بالخواتيم".
وشددت "سبق" على أن السعودية لم يكن لها أي دور في "الكشف عن علاقة الملك عبد العزيز بسياسة المراحل التي تبناها بورقيبة، فإماطة اللثام عن المعلومات المرتبطة بهذه السياسة، واللقاء التاريخي الذي سيقت فيه جاءت من الجانب التونسي ممثلا في الرئيس السبسي".
وتابعت أن سياسة المراحل لا تقتصر "على سياقها التونسي في حد ذاته رغم أهميتها، إذ تشير في نطاقها الأوسع إلى اهتمام الملك عبد العزيز بقضايا تحرر بلدان الوطن العربي، وإسهامه بشكل فعال في دعم تحرر العديد من الدول، سواء بمساندة مطالبها العادلة في الاستقلال وتقرير المصير، أو بدعم قادتها الوطنيين من أمثال بورقيبة ماليا وسياسيا لتحقيق الاستقلال من خلال الكفاح الميداني والعملي".
يأتي هذا التقرير تزامنا مع وصول العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تونس، والذي يزور تونس أيام 28 و29 و30 على رأس وفد هام من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين في المملكة، وكان في استقباله، أمس الخميس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في المطار الرئاسي.