ووقف البطريرك فيوفيلاكت عند القوس الأثري في منطقة باب شرقي، أحد الأبواب السبعة لمدينة دمشق القديمة، مرتلا باللغة الروسية تراتيل بيزنطية على أسوار كنيسة الأرمن الأرثوذكس، وعلى مقربة من منزل القديس حنانيا الدمشقي أحد رسل المسيح السبعين، الذي تحول إلى كنيسة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا تتلى فيها الصلوات وقد شيدت إلى جوارها كنيسة ضخمة تحمل الاسم نفسه.
وكان الوفد الكنسي الروسي سلم لكنائس سورية نحو 22 أيقونة منحوتة على أشهر أنواع الأشجار في منطقة شمال القوقاز، حيث أشار البطريرك فيوفيلاكت إلى أن تقديم هذه الأيقونات إلى الكنائس السورية رسالة محبة وإشارة إلى الأخوة والصداقة بين الشعبين الروسي والسوري، مؤكدا على مواصلة دعم روسيا لسوريا على الصعد كافة في وجه ما تتعرض له وقال: "أتينا إلى هنا لنرى الأرض التي كانت مهدا للمسيحية.. سوريا أرض النور لكل العالم".
يذكر أن الوفد زار خلال جولته في الأراضي السورية عددا من الكنائس منها كنيسة القديس أغناطيوس الأنطاكي وكاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك بدمشق، كما زار كاتدرائية قسطنطين وهيلانة للروم الملكيين الكاثوليك في يبرود بريف دمشق، وكنيسة سيدة يبرود التي قدم لها أيقونة السيدة العذراء القادمة من شمال القوقاز "سيدة القوقاز"، كما زار الوفد العديد من الكنائس في معلولا وصيدنايا، وقدم لها أيقونات كهدايا تعرب من محبة وتضامن الشعب الروسي.
وسلم الوفد الكنسي الروسي أيقونة تمثل السيدة مريم العذراء والسيد المسيح إلى كنيسة السيدة بمنطقة بلمانا في بانياس بمحافظة طرطوس.
وكان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي أكد في تصريح صحفي أن هذه الزيارة تعبر عن العلاقة القوية بين روسيا وسورية لافتا إلى أن الأيقونات التي قدمها أعضاء الوفد تشكل تعبيرا رمزيا عن محبتهم للسوريين، مشدداً على أن "صمود الشعب السوري في مواجهة الإرهاب أسهم بدحره عن وطننا.. ونحن صامدون ومتجذرون بأرضنا.. ونثمن الدعم الروسي لسورية على جميع الصعد".