لماذا لم تمتص الإجراءات التي إتخذها الرئيس بوتفليقة غضب الشعب علماً أنها تلبي جل مطالبه في بداية الحرك؟
هل إستخدمت الشرطة الجزائرية فعلا العنف ضد المتظاهرين، وإلى مايرمي هذا التطور الذي يمكن أن يذهب بالشارع الجزائري إلى العنف المضاد ، أم أن هناك علو إعلامي مضلل؟
ماهي السيناريوهات المحتملة في ظل تأكيد عدة جهات جزائرية وطنية موالية ومعارضة حد السواء بوجود أيادي خارجية تتلاعب على حالة البلاد لتحقيق مآربها؟
قال نائب مدير المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية والباحث في جامعة الجزائر الثالثة صهيب خزّار، أن:
الشعب الجزائري خرج منذ البداية من أجل التغيير على مستوى شخص رئيس الجمهورية، وكذلك العديد من القطاعات السياسية والاقتصادية على مستوى الدولة الجزائرية، وقد جاءت الاحتجاجات الأخيرة الجمعة الماضية بعد تصريحات نائب وزير الدفاع ورئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح بضرورة تطبيق المادة 102 من الدستور الجزائري، التي تنص على تولي رئيس مجلس الأمة منصب الرئاسة لمدة زمنية معينة يتم فيها التحضير لانتخابات رئاسية وقد خرجت هذه الإحتجاجات للمطالبة بضرورة تغيير رئيس مجلس الأمة بشخصية أخرى تلقى الإجماع الوطني وتكون محايدة ونزيهة وتنظم انتخابات بعيدة عن ضغط الإدارة.
وحول استخدام العنف ضد المتظاهرين من قبل الشرطة الجزائرية قال خزار:
أما لجهة التدخلات الخارجية في توجيه الحراك بما يخدم مصالح معينة لها رأى خزّار أن:
"هناك العديد من القرائن التي تدل على محاولة بعض الأيادي الخارجية إختراق الاحتجاجات في البلد ومحاولة توجيه الحراك للصدام مع الجهات الأمنية والمؤسسة العسكرية، ولكن الشعب الجزائري واعي لهذه الجهات وقد طرد من وسط المظاهرات في العديد من المرات العديد من الأشخاص الذين عملوا طوال السنوات الماضية لبث الخلافات بين الشعب والجيش، وهذا ما يدل على وعي الشعب الجزائري لما يحدث في بلده، وكذلك الأمر تعاملوا مع وسائل الإعلام التي تنحو هذا النحو، وقد اكتسب الشعب الجزائري جرعة إضافية من الوعي حول عمل وسائل الإعلام هذه خلال تغطيتها لبعض أزمات العالم العربي كسوريا وليبيا وغيرها، وأيضا خلاف بعض الدول مع الجزائر حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية يدفع هذه الدول لتأجيج الوضع في الداخل الجزائري".
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم