وبحسب الخبراء الذين تحدثوا إلى "سبوتنيك"، فإن السعودية قد لا تلجأ إلى مثل هذا الخيار في الوقت الراهن، إلا أنها تؤكد بعدم السماح لابتزازها، وأنه على الولايات المتحدة عدم الاستهانة بالاستقرار العالمي.
خيارات مفتوحة
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، أن الدولار هو الأنسب للسلع العالمية حاليا، وأنه مع الأسف أصبح الدولار هو الذي يغطي الذهب بدلا من العكس، وهو ما يشير إلى أن الوقت لا يتناسب لطرح هذا الموضوع بجدية، إلا أنه تبقى الخيارات كافة مفتوحة، إذا ما كانت هناك بعض الاتجاهات غير الإيجابية باتجاه منظمة "أوبك"، من قبل الولايات المتحدة أو غيرها.
سياسة الابتزاز
وتابع قائلا:
"كل ما كانت شراكتنا مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، شراكة استراتيجية ندية تحقق المصالح المشتركة للطرفين، فلا دوافع لإجراء أي تغيير، كما أن المملكة لن تسمح بالعبث معها، أو سياسة الابتزاز، خاصة أنه في المرحلة الراهنة لم يعد بإمكان أحد أن يفعل ذلك".
وشدد على أن السياسة هي الحاكمة، حتى وإن كان الاقتصاد هو من يقود المرحلة الحالية، إلا أنه لا يمكن فصل أي منهما على الآخر.
وأشار إلى أن السعودية قد لا تقبل على هذا الإجراء في الوقت الراهن، وأن الحديث عن هذا الأمر قد يكون بمثابة إلقاء الحجر في المياه الراكدة لمراقبة ردود الأفعال، وما قد يتم أو ما لا قد يتم.
التخبط الأمريكي
من ناحيته قال عبدالله الجنيد السياسي البحريني، إن إعلان المملكة العربية السعودية "تلميحا"، إلى احتمال اعتماد عملة قياس أخرى لمبيعاتها من النفط، يأتي ردا متوازنا على التخبطات الأمريكية نتيجة الصراع المفتوح بين الفرعين التشريعي والتنفيذي فيها.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن تهديد الكونغرس بإصدار قانون بمحاسبة الدول الأعضاء في "أوبك"، تحت قانون محاربة الاحتكار، يعتبر جولة جديدة في ذلك الصراع، وأن استمرار مثل هذه العلاقة يؤثر بشكل سلبي على علاقة الولايات المتحدة بحلفائها داخل أوبك.
صفقة القرن
وأوضح أنه قد يقرأ في توقيت طرح مثل هذا القانون كأداة ضغط على الرياض، من قبل "اللوبي الصهيوني"، لإعادة التفكير بملفي القدس وصفقة القرن.
خيارات أخرى
وشدد على أن الرياض قادرة على إنفاذ إرادتها بالتحول من الدولار إلى اليورو، أو اليوان الصيني، خاصة وأن الولايات المتحدة لم تعد المستورد الأول للنفط الخام أو المكثفات، إلا أنها تعي ما قد ينتج عن ذلك القرار، من اضطرابات في أسواق الطاقة العالمي.
مكافحة الاحتكار
وكشفت مصادر مطلعة على سياسة السعودية في مجال الطاقة أن الرياض هددت ببيع النفط بعملات أخرى غير الدولار إذا أقرت واشنطن قانونا يجعل دول "أوبك" عرضة للقضاء الخاص بمكافحة الاحتكار، بحسب رويترز.
وذكرت الوكالة اليوم الجمعة، أن 3 مصادر مطلعة قالت إن خيار التخلي عن الدولار جرت مناقشته داخليا بواسطة عدد من كبار المسؤولين السعوديين في مجال الطاقة في الشهور الأخيرة.
وبحسب الوكالة، قال اثنان من المصادر إن الخطة نوقشت مع أعضاء في "أوبك"، كما أكد مصدر ثالث مطلع على سياسة النفط السعودية أن الرياض نقلت التهديد أيضا إلى مسؤولين أمريكيين كبار في مجال الطاقة.
قانون "نوبك"
ويستهدف مشروع القانون الذي يناقشه الكونجرس السماح بمقاضاة منتجي أوبك بتهمة التواطؤ والاحتكار وسيجعل تقييد إنتاج النفط أو الغاز أو تحديد أسعارهما مخالفا للقانون ويزيل الحصانة السيادية، التي تقضي المحاكم الأميركية بوجودها بموجب القانون الحالي.
وأقرت اللجنة القانونية في مجلس النواب الأميركي بالإجماع في السابع من فبراير مشروع قانون يلقى دعما من الحزبين الجمهوري والديمقراطي معروف باسم قانون منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط، أو نوبك.