وتمثل التطورات انتكاسة للأمم المتحدة والدول التي تحاول الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة، في الوقت الذي يعقد فيه مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة، جلسة طارئة بطلب من بريطانيا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعلن من طرابلس التي وصل إليها الأربعاء الماضي، أن الأولوية للحل السياسي في ليبيا، مؤكدا التزامه الكامل بدعم العملية السياسية التي يقودها الليبيون نحو تحقيق السلام والاستقرار والديمقراطية والرخاء للشعب الليبي.
يقول رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة المالية لحكومة روسيا الاتحادية غيفورك ميرزايان، في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد:
"السراج هو الرئيس الشكلي لطرابلس حاليا، والسلطة هناك تابعة لقوات التنظيمات المحلية ، وهذا لا يسهم في إحلال النظام في البلاد، وخاصة عندما يتم تقسيم العاصمة إلى أجزاء، وعند كل نقطة تفتيش يقومون بجمع ضرائبهم. والدول الغربية أيضا لا تلائمها هذه الفوضى. وإذا واجهت أي قبيلة بدوية مشاكل مع الحكومة المركزية ، فتبدأ في السيطرة على مواقع الطرق المهة لتقوية موقعها، وهذا يثير التساؤلات حول مقدار سيطرة السيد السراج على الوضع في البلاد". في الوقت نفسه، تحاول موسكو اتخاذ موقف متوازن من خلال العمل مع الجانبين السراج وحفتر، لكن في نفس الوقت نعطي أسلحة للفريق حفتر.
ويشيرالأكاديمي الروسي إلى أنه لن يتدخل الغرب الآن فيما يحدث في ليبيا. وأعتقد بأنه لن يقوم أحد بإرسال فرق عسكرية إلى ليبيا لإنقاذ حكومة السراج.علما أنه لدى بعض الدول الأوروبية اتفاقيات منفصلة معه، لكنه في رأيي، لا يمثل قيمة خاصة بالنسبة لهم.
ويتابع ميرزايان حديثه قائلا: فيما يخص حفتر هو شخصية مؤقتة، على الأقل بسبب العمر. وإذا كان يعمل الآن على توحيد ليبيا ، فلن يكون قادرًا على حكمها لفترة طويلة. على أي حال ، سوف تنشأ فيما بعد مسألة الوريث، الذي سيكون بمثابة "القذافي الجديد". وهنا سيكون لدى القوى العظمى ما يكفي من الوقت والمساحة والحرية لحل هذه القضية في دائرة ضيقة."
بدوره يقول المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب فتحي المريمي في حديث لإذاعتنا بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا:
"ما يحدث في طرابلس هو طبعا برنامج عسكري بالدرجة الأولى، حسب تخطيط وتكتيك القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وهذا الأمر بالدرجة الأولى من أجل تحرير طرابلس من الجماعات والمجموعات الإرهابية والمجرمة التي تخطف مدينة طرابلس".
ويتابع المريمي حديثه قائلا: كل الشعب الليبي يتمنى أن تتحرر طرابلس من أيدي الجماعات الإرهابية التي انتشرت منذ فبراير 2011 حتى الآن، والتي تقوم بسرقة المال العالم وتعيث فسادا في المدينة. وكل إنسان ليبي مخلص لوطنه يريد أن يتحقق الأمن والسلم والاستقرار واجتثاث هذه الميليشيات الإرهابية.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي