يأتي هذا التصريح بعد إعلان نائب وزير خارجية كازاخستان مختار تليبيردي، بأن الجولة المقبلة من المحاثات ستعقد في 25-26 من شهر نيسان/ أبريل الجاري، وإن كانت التأكيدات الرسمية لم تصدر بعد.
الجديد في مؤتمر أستانا
يرى المحلل السياسي السوري عفيف دلة في حديث "لسبوتنيك" اليوم، بأن التوقعات بعد كل جلسة من أستانا، ترتبط بسياق الوضع الراهن في سوريا والمنطقة بشكل عام، ويقول: في ظل ما يحصل الآن والأحداث المستجدة حتى هذه اللحظة، القواعد الأساسية التي قام عليها مؤتمر أستانا لم تتغير، لكنها لم تتحقق أيضا، وهذا يعود إلى طبيعة الصراع وواقع الساحة السورية.
ويتابع دلة: فأستانا عندما انطلق كان يرتبط بإنشاء مناطق خفض التصعيد، وهي قد أنشأت بشكل نظري، لكن على الدوام هناك خروقات من قبل التنظيمات الأرهابية المسلحة، والجيش يرد على هذه الخروقات، وهذا لم يسقط العنوان الأساسي لأستانا، لكن فعليا لم يكن هناك تطبيق لمقررات المؤتمر، كما أن هناك استحقاقات يجب مواجهتها، كموضوع أدلب مثلا، والذي يجب أن يحسم بشكل أو بآخر، سياسيا او عسكريا.
محادثات #أستانا حول #سوريا ستعقد يومي 25و26 أبريل القادم في #نور_سلطانhttps://t.co/YHeGuHZWcn pic.twitter.com/HOCjctXCoy
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) ٤ أبريل ٢٠١٩
ويضيف المحلل السوري: باعتقادي أن التوقعات ترتبط بما يمكن أن يصل إليه المجتمعون لتذليل العقبات القائمة في الحالة الراهنة، والتنفيذ الفعلي لما يتفق عليه نظريا، هو أهم من الاتفاق بحد ذاته، فالجهات الضامنة وتحديدا تركيا، لم تنفذ الاتفاقات والتعهدات التي تم التوقيع عليها سابقا في أستانا، ولم نلحظ أن الطرف التركي كان ضامنا وفاعلات في المحادثات، بل كان دوره يقتصر على المشاركة.
وحول ذلك صرح المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة السورية إلى أستانا أيمن العاسمي "لسبوتنيك"، ويعتبر بأن الأجواء إيجابية، وهناك أمل بإحراز تقدم، ويقول: على ضوء الاجتماع الذي حدث بين الرئيسين بوتين وأردوغان، اعتقد أن مجرد تحديد موعد للجلسة القادمة في أستانا هو تقدم بحد ذاته، وأعتقد أن التصريحات كانت مطمئنة إلى حد ما فيما يتعلق بالوضع في أدلب، مع الاخذ بعين الاعتبار المخاوف التركية من قبل روسيا، على الرغم من أن التقدم لم يحدث بشكل واضح.
وحول الوضع على أرض الواقع، يعترف العاسمي: الوضع على الأرض تغير منذ آخر اجتماع في أستانا، وطبق تقريبا كل ما اتفق عليه، حيث كان هناك منطقة عازلة وانسحاب للسلاح الثقيل منها، كما تم تسيير الدوريات، وهناك التزام كامل من طرف المعارضة بالاتفاقات التي تم التوصل إليها، والأمر الوحيد الذي لم يتم هو خروقات النظام، والذي أكدته القيادة التركية في الاجتماع مع روسيا.
بوغدانوف: العمل جار على تشكيل اللجنة الدستورية السورية — صرّح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الاثنين، أن العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية على وشك الانتهاء، مشيرا إلى أنه قد تكون هناك اتفاقات معينة قبل الجولة المقبلة من محادثات أستانا في أواخر نيسان/ أبريل. pic.twitter.com/bLGNsBFiNK
— Nagi N. Najjar (@NagiNajjar) ٩ أبريل ٢٠١٩
دول جديدة في أستانا
وبشأن تصريحات الرئيس التركي بضم 5 دول جديدة إلى المؤتمر، يقول المحلل السياسي دلة من دمشق: في الشكل وجود أكثر من دولة تنخرط في مسار أستانا يعزز الشرعية الدولية لما يمكن أن تخلص إليه اجتماعات المؤتمر، ويعطي دفعة وقيمة مضافة على المستوى النظري والشكلي، من خلال دعم إقليمي ودولي لجهود هذه المباحثات، وهو أمر إيجابي ومؤشر جيد، لكن المشكلة تبقى مرهونة بالمضمون، وإمكانية تنفيذ ما يتفق عليه، وليس فقط الاعلان عنه، وهذا عبارة عن مؤشر نظري إيجابي في السياسة، وليس بالضرورة أن يكون له تأثير فعلي ومباشر على ما يمكن التوصل إليه في أستانا.
أما العاسمي فيرى أنه أمر إيجابي ومشجع ويساعد في دفع المباحثات، ويضيف: الفكرة الأساسية هي تعزيز اتفاق أستانا أكثر بدول إقليمية ومحيطة، حتى تكون المسؤولية موزعة على الجميع، ولا أعرف حتى الآن من هذه الدول التي ستشارك، ولم يصلنا أي بلاغ رسمي ب1لك، وبرأيي عملية التوسيع هذه قد تكون إيجابية، حتى يشعر الجميع بالمسؤولية ويضع على عاتقهم طرح الحلول، وربما تفاعل أكثر مع هذا المسار، ونحن بصراحة يهمنا إنجاح هذا المسار.