القصة كما ترويها صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، تقول إن زيارة تمت الأسبوع الماضي لمبعوثين من الجنرال الليبي خليفة حفتر إلى باريس على متن طائرة فالكون في مهمة للحصول على موافقة فرنسية بشأن الهجوم على طرابلس.
وقالت الصحيفة اليوم الجمعة إنها تلقت تأكيدات بشأن هذه الزيارة من مصدر دبلوماسي في قصر الإليزيه، بعد أن استقت معلوماتها بمتابعة مسار الطائرة عبر موقع "فلايت رادار".
وحسب "لا ريبوبليكا"، فإن الوفد على نفس الطائرة زار روما يوم الاثنين الماضي لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي بشأن هدنة محتملة.
وذكرت أن مبعوثي الجنرال حفتر كانوا في باريس بعد ساعات قليلة من الإعلان عن بدء الهجوم على طرابلس وأن طائرتهم غادرت مطار أورلي قبل فجر الجمعة متجهة إلى بنغازي.
كما نقلت الصحيفة عما وصفتها بـ"الأوساط الليبية الباريسية"، أن صدام ابن الجنرال حفتر، كان ضمن الوفد الزائر.
جدير بالذكر أن السلطات الفرنسية قد نفت في وقت سابق علمها المسبق بمخطط الهجوم على طرابلس وأكدت عدم وجود أية "أجندة خفية" لديها في ليبيا.
لكن إيطاليا تصر على وجود أجندة خفية، وأن فرنسا تدعم حفتر.
وقال نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني: "إذا كان صحيحا أن فرنسا ستعرقل المبادرات الأوروبية لاعادة إحلال السلام في ليبيا، وتدعم فصيلاً من المتحاربين من أجل مصالح اقتصادية أو تجارية، فسيكون أمرا فادحا".
جاء هذا تعليقا على شائعات تتردد بأن فرنسا كانت ولا تزال تدعم قوات الجنرال حفتر في ليبيا.
وبهذا الصدد، أضاف الوزير سالفيني في تصريحات إذاعية الخميس، "نحن نتعمق بالأمر"، مبينا أن "هناك أدلة على ذلك للأسف".
وتساءل وزير الداخلية "أهناك من لديه شكوك في حقيقة أن التدخل ضد القذافي قبل بضع سنوات، الذي حرّكه الرئيس (الفرنسي الأسبق نيكولا) ساركوزي، كان تدخلا إنسانيا، لا تدخلا تمليه بالأحرى، مصالح اقتصادية وتجارية؟".
وأضاف الوزير سالفيني: "إنها مسألة ساعات لمعرفة ما إذا كانت فرنسا تدعم أحد الطرفين اللذين يتقاتلان هذه الساعات في ليبيا".
وأوضح أنه "يتم تحديثي حول تطورات الوضع ساعة بساعة عندما يدور الحديث عن الصواريخ، الهجمات على المطارات، إسقاط الطائرات، المخاطر التي يتعرض لها العمال الإيطاليون".
وأعلنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الخميس الماضي، إطلاق عملية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.
وتعاني ليبيا، منذ التوصل لاتفاق الصخيرات في 2015، من انقسام حاد في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش بقيادة حفتر، بينما يدير المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة السراج غربي البلاد، وهي الحكومة المعترف بها دوليا، إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.
وأدت المعارك الجارية لإعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا تأجيل المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقررا منتصف الشهر الجاري.