وبحسب الصحيفة، من المتوقع ألا تمر "صفقة القرن" وأن تنهار لأن الفلسطينيين لن يقعوا في الخطأ الذي ارتكبوه عام 1948 وسيتمسّكون بأرضهم ولن يوافق أحد منهم على استبدال فلسطين — أو ما تبقى منها — بقطعة أرض أخرى في مصر أو الأردن كما هو مطروح في الصفقة التي عملت الإدارة الأمريكية على تسريب بعض تفاصيلها.
وكررت مصادر مطلعة على بعض تفاصيل الصفقة، ما نشرته صحف أمريكية سابقا، بشأن حصول دول عربية على مبالغ مالية ضخمة مع تبادل أراض بينها، مقابل استيطان وتجنيس الفلسطينيين في بلادهم شرط ألا يعودوا إلى فلسطين أبدا.
وتؤكد المصادر أن "هذه الصفقة لن تمر لأسباب عدة، فلن يوافق لبنان عليها ولا سوريا لتمسكهما بحق العودة".
ويؤكد مسؤولون فلسطينيون لـ"الراي" أن "إسرائيل حاولت تطبيق صفقة القرن عام 1956 عندما ارتكبت مجازر ومذابح جماعية استمرّت لتسعة أيام ضد مَن لجأ من الفلسطينيين إلى قطاع غزة، وخصوصاً في خان يونس ورفح".
"وكان الهدف حينها دفْعهم نحو الهجرة الجماعية خارج فلسطين حتى تتمكّن إسرائيل من ضمّ غزة من دون لاجئين، أولئك الذين كانوا وصلوا إلى القطاع ونجوا من القتل الجماعي عام 1948 وهم من عكا وحيفا ويافا وصفد والجليل واللد والرملة ونابلس والقدس وبئر السبع".
ويعتقد المسؤولون أنه "حان الوقت لتدرك السلطة أن إسرائيل ليست مستعدة لإعطاء دولة للفلسطينيين وسترفض كلياً حق العودة، مما يجعل استمرار الرئيس عباس بتمسكه وحيداً باتفاق أوسلو (الموقّع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 في واشنطن) محط استغراب، وتالياً فقد حان الوقت لرفض المعاهدة بأكملها ورفض أي صفقة مع إسرائيل".
وقال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن "صفقة القرن" ستعلن بعد شهر رمضان.
وأضاف كوشنر، المفوض الأمريكي المسؤول عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، أن مقترح السلام في الشرق الأوسط يتطلب تنازلات من الجانبين، وذلك بحسب وكالة "رويترز".
وقال مصدر مطلع إن مستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر حث مجموعة من السفراء، اليوم الأربعاء، على التحلي "بذهن منفتح" تجاه مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المنتظر للسلام في الشرق الأوسط، مضيفا أن المقترح سيتطلب تنازلات من الجانبين.
ونقل المصدر عن كوشنر قوله، إن خطة السلام ستعلن بعدما تشكل إسرائيل حكومة ائتلافية، في أعقاب فوز رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالانتخابات، وبعد انتهاء شهر رمضان في أوائل يونيو/حزيران المقبل.وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قد أكدت أول أمس الإثنين، أن خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلام ستشمل محفزات اقتصادية كبيرة للفلسطينيين، ولكنها لن تتضمن إقامة دولة فلسطينية كاملة.
بحسب الصحيفة، التي اعتمدت في تقريرها على مقابلات أجرتها مع عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين لم تذكر أسماءهم، بالإضافة إلى أفراد مطلعين على الاقتراح الذي يجري العمل عليه، فإن المبادرة التي من المتوقع أن يتم طرحها في الأسابيع القريبة ستعرض على الفلسطينيين نسخة محسنة من الوضع الراهن، مع إبراز "الحكم الذاتي" على حساب "السيادة"؛ بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال مسؤول أمريكي للصحيفة "واشنطن بوست"، إن الخطة الاقتصادية لن تعمل إلا إذا دعمتها المنطقة. هذا جزء هام من المعادلة الشاملة". ومع ذلك، فعلى الرغم من أن الدول العربية هي التي ستدفع الفاتورة، فإن إدارة ترامب لم تطلع هذه الدول على تفاصيل الخطة، ولم تقدم أية تفاصيل بأنها ستضمن إقامة دولة فلسطينية، وفقا للتقرير.