قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بشأن السفر إلى سريلانكا، إن "الجماعات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات محتملة في سريلانكا… الإرهابيون قد يهاجموا دون سابق إنذار".
وسبق وأن حذر العديد من الخبراء الأمنيين العراقيين من أن الإرهابيين العائدين من مناطق القتال في العراق وسوريا ينوون القيام بأعمال إرهابية في جنوب شرقي آسيا، ومن هؤلاء الخبراء الدكتور هشام الهاشمي، المختص في شؤون الجماعات المسلحة، الذي أكد في وقت سابق لراديو "سبوتنيك" من أن وجهة الإرهاب القادمة ستكون شرق آسيا.
وعن تفجيرات سريلانكا وعلاقتها بتحركات الإرهابيين في العراق والعمليات التي كانوا يقومون بها التي تشبه إلى حد بعيد التفجيرات الأخيرة في العاصمة السيريلانكية، يقول الدكتور هشام الهاشمي لبرنامج الحقيقة:
"العراق كان بمثابة فندق للإرهاب استطاع تطوير نفسه، فهذا الإرهاب دخل إلى العراق حال عودة ما يعرف بالعرب الأفغان، وكذلك بعد الأخطاء الكبيرة الجسيمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في احتلالها العراق والقرارات التي اتخذتها بعد هذا الاحتلال، المتمثلة بحل الجيش العراقي واجتثاث حزب البعث بطريقة غير مدروسة، الأمر الذي جعل أصحاب السلوك العنيف ينتجون هذه المدرسة الإرهابية الأكثر عنفا في التاريخ المعاصر."
وعن من يقف خلف هذه التفجيرات من إرهابيين، يقول الهاشمي: "تفجيرات سريلانكا توجد فيها بصمات تطرف تتبع أيديولوجيا دينية، لكن هويتها غير معروفة، كون الأهداف التي تم ضربها هي أهداف مسيحية، بالتالي أظن أن وراء تلك العمليات الإرهابية المتوحشة هو إرهاب وتطرف مؤدلج ويحتوي الكثير من العقائد القذرة، التي ولدت مثل هكذا سلوك عنيف."
وعن سبب استهداف سريلانكا من قبل الإرهابيين، يقول الهاشمي:
"هناك الكثير من العائدين من مناطق الصراع في العراق وسوريا غيروا من وجهتهم بحسب الوثائق التي تم العثور عليها في مناطق شرق الفرات وكذلك اعترافات الكثير من الإرهابيين من أن الوجهة القادمة ستكون مناطق شرق آسيا، لأن تلك المناطق فيها الكثير من الموانع الطبيعية التي من خلالها يستطيعون حماية أنفسهم وتكوين شبكاتهم، في ظل الفقر المادي وامتلاكهم الكثير من الثروات."
وفيما إذا ما كانت أجهزة الاستخبارات العراقية تقوم بتحذير الدول من العمليات الإرهابية المحتملة، يقول الهاشمي: "المدرسة العراقية في مكافحة الإرهاب تعد من المدارس المتقدمة والمتطورة، ولديها بنك من المعلومات والوثائق التي تعينها في إدراك العمليات الإرهابية وتحدد أطرافها وأسبابها وكيف انطلقت، فالمخابرات الوطنية العراقية وكذلك وزارة الخارجية ومن خلال التحقيقات وكذلك الأبحاث والدراسات، تقومان بتبليغ الدول المرشحة للإرهاب، وفعلا هذه التحذيرات جاءت متطابقة. وبحسب اعترافات بعض ممن كانوا برفقة البغدادي، أفادوا بأنهم ينتظرون الشروع بعمليات إرهابية في قلب أوروبا."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون