الإعلان جاء على لسان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش، الذي قال إنه أثناء فحص طائرة من نوع ميراج "إف 1" أسقطت قبل أيام عثر على متعلقات تشير إلى وجود قوات مرتزقة أجانب تقاتل في ليبيا.
تشكيلات أجنبية في طرابلس
من ناحيته قال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، إن الوثائق والأدلة الموجودة لدى الجهات الأمنية والبرلمان تؤكد مشاركة عناصر عسكرية أجنبية في القتال الدائر في طرابلس.
وأكد أنه إلى جانب عناصر "داعش" الإرهابية الموجودة في طرابلس منذ فرارها من سرت، تشارك القوات العسكرية من الأتراك والإنجليز والإيطاليين في العمليات الدائرة الحالية، خاصة أن إيطاليا لها فرقة كاملة في مصراتة، تقوم بمهام عسكرية الآن في العمليات الدائرة، فيما تقوم سرية من القوات الإنجليزية بالمساعدة اللوجستية والقناصة في العاصمة، كما يقوم ضباط وضباط صف من تركيا بمهام في العاصمة، حسب تأكيده.
وأشار إلى أن الوثائق والأدلة المتوفرة لدى القوات المسلحة والبرلمان سيتم نشرها خلال الفترة المقبلة.
"مناطق العمليات العسكرية خارج السيطرة"
من ناحيته، قال وزير الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة إبراهيم بوشناف، إن قوات الشرطة دائما خلف قوات الجيش الليبي الذي يحارب لتحرير الوطن، وأن قوات الشرطة تستلم المناطق التي يطهرها الجيش.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، أن مناطق العمليات العسكرية لا زالت خارج السيطرة الأمنية، وكذلك المناطق التي تسيطر عليها حكومة الوفاق المكونة من " الإرهابيين والمتطرفين " المعتدين على أموال الليبيين وأموالهم، حسب تصريحه.
وفي سؤال لـ "سبوتنيك" حول دخول العناصر الأجنبية إلى ليبيا، أوضح بوشناف أن بعض الموانئ منها ميناء مصراتة ومطار معيتيقة تحت سيطرة حكومة الوفاق الداعمة للجماعات الإرهابية، حسب قوله.
وفي سؤال حول رصد الجنسيات الأجنبية التي تقاتل في طرابلس رد الوزير قائلا، "لا تصريح لدي في الوقت الحاضر بهذا الشأن".
"الجيش يقترب من الأحياء السكنية"
فيما كشف النائب زايد هدية عضو البرلمان الليبي، وجود عناصر أجنبية في صفوف قوات حكومة الوفاق الليبية.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، أن بعض المعلومات يجرى التحقيق فيها الآن، تتعلق باحتمالين بشأن وجود تلك القوات.
وتابع أن الاحتمال الأول، الذي تعمل عليه الجهات الأمنية يتعلق باحتمالية استقدام شركات أمن للقتال في صفوف قوات الوفاق، بعد حصولهم على أموال طائلة، وأن مهام هذه القوات الأجنبية تعلق بتنفيذ الغارات الجوية، واستهداف قوات الجيش من أعلى الأسطح في العاصمة، حيث يقوم بتلك المهام قناصة مستأجرين في الوقت الراهن، بعد اقتراب الجيش من الأحياء السكنية بالعاصمة، حسب نص قوله.
القاعدة الإيطالية والجيش الليبي
وأوضح أن الاحتمال الثاني، يتعلق بأن مسؤولية العناصر الأجنبية، التي كشف عنها في العاصمة الليبية، تقع على عاتق القوات الإيطالية الموجودة في مصراتة، وأنها هي التي جلبت تلك العناصر، أو أن جنودها هم من ينفذون تلك المهام، وأن تلك الاحتمالية قد تكون الأقرب، خاصة في ظل ضيق الوقت للتعاقد مع شركات أمن، إلا في حالة كان التنسيق قبل بدء المعارك، حسب تأكيده.
وشدد على أن بعض المقاطع التي حصلوا عليها توضح لهجتهم جيدا، وأنهم يتحدثون لغات أجنبية.
وقد تواصلت "سبوتنيك" مع المتحدث باسم حكومة الوفاق، مهند يونس، لكنه رفض التعليق على حقيقة وجود عناصر أجنبية في طرابلس.
وأضاف أن الشارة "كتب عليها اسم بوريس رايس وهو طيار مرتزق من دولة الإكوادور يقاتل بجانب المليشيات الإرهابية".
وكان المسماري، قد أعلن أول أمس الثلاثاء، العثور على حطام الطائرة الحربية التي أسقطها صباح اليوم بواسطة المضادات الحربية بذريعة محاولتها استهداف قاعدة الجفرة الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي، جنوبي البلاد.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات متواصلة منذ إعلان القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، إطلاق عملية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس في الرابع من إبريل/ نيسان الجاري، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة تحت عملية اطلق عليها "بركان الغضب"، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا، الدولة الغنية بالنفط، نزاعات داخلية مختلفة، لكن الهجوم الذي أطلقته قوات حفتر الخميس شكل تدهورا واضحا بين السلطتين المتنازعتين على الحكم.