وأضاف في الجزء الثاني من حواره مع "سبوتنيك"، أن السياسة الروسية رغم سعيها لمصالحها، إلا أنها ليست لها أي أطماع في المنطقة، على عكس سياسة الدول الغربية…
ما الهدف من وجود قوات الأفريكوم في ليبيا؟
في عهد الزعيم معمر القذافي، عندما أسس الأمريكان الأفريكوم، قدم احتجاجا رسميا باسم أفريقيا للولايات المتحدة، وفي القمم الأفريقية اتخذ القرار بمنع فتح أي مكتب لهذه القوات على أي أرض في الدول الأفريقية، ولم تستطع الولايات المتحدة فتح أي مكتب لها في ظل وجود القذافي.
الأفريكوم إهانة لأفريقيا، لأن أفريقيا ليست عاجزة في الدفاع عن نفسها، وكأنهم أوصياء علينا، وكأنها قوات متربصة تبحث عن موطئ قدم للهيمنة العسكرية، ومن سخرية القدر أن يصبح مقر الأفريكوم على الأراضي الليبية، وهو إهانة لليبيين، ولا نسمح بوجود أي قوات أجنبية، وفي 2011 كل القوات الأجنبية كانت متواجدة في الداخل الليبي، حيث كانت غرف العمليات تدار من الداخل الليبي.
هل حدثت خيانات في صفوف القيادات الليبية عام 2011؟
لم تحدث، لكن مورست الضغوط على السفراء والسفارات، وابتز بعض القادة في بعض المناطق، وبعض السفراء الذين انشقوا أو استقالوا مورست عليهم الضغوط وهددوا بالذهاب إلى الجنائية الدولية، وكانت الحرب النفسية تمارس على كافة الاتجاهات، وخصوصاً هم يعملون في دول انضمت للحرب على ليبيا.
الموقف القطري مشبوه، وهي قطرة في بحر العرب، وليست لديها أي كيان أو استراتيجية، هم كانوا ينفذون أجندة تحت ضغوط غربية، وإذا ما صدرت لهم الأوامر ينفذونها كما هي، وغدا ستكشف الكثير من الحقائق بعد سقوط هذا الفرع من العائلة الموجودة حاليا، وستكشف الأيام عن حقائق مذهلة بشأن الدور المشبوه الذي تنفذه مع الصهاينة والأمريكان، ولقد خدعونا لسنوات طويلة كنا نظن أنهم أوفياء لنا وأخوه، ولكن في 2011 فوجئنا بأنهم أكثر الناس دفعا للأموال من أجل إشاعة الفوضى في ليبيا، كما ساهمت قناة الجزيرة في الحرب النفسية وتضليل الرأي العام، وكانوا ضمن الكومبارس في هذه المأساة.
هل ترى لسيف الإسلام القذافي أي دور في المشهد الحالي أو إمكانية لترشحه للرئاسة؟
سيف الإسلام موجود، وبرأته المحاكم، واستفاد من العفو الذي أقره البرلمان الليبي، وفيما يتعلق بالجنائية الدولية فإن ليبيا غير ملزمة بتنفيذ أحكامها لأنها لم توقع على الاتفاقيات الخاصة بها، وسيف الإسلام يمكن أن يساهم في الأمن والسلام والاستقرار، أما ترشحه للانتخابات فهي مسألة تخصه.
أما اليوم فنحن جميعا في معركة واحدة وهي إنقاذ ليبيا، وبعدها يمكننا الانتقال إلى المرحلة التالية وهي السياسية.
ما أخر التطورات في قضية هانيبال القذافي؟
نحن طالبنا الحكومة اللبنانية وأطراف دولية أخرى في إيران وسوريا، وأرى أنه من العار أن يظل "هانيبال حتى الآن في السجن بعد "خطفه"، وقد تواصلنا مع الرئيس سعد الحريري والرئيس عون، وهناك بعض الوعود ونحن متفائلون، ونطالب بالإفراج الفوري دون قيد أو شرط.
كيف ترى الموقف الروسي تجاه ليبيا حتى الآن؟
عبر الرئيس فلاديمير بوتين عن الموقف الروسي في 2011، وقال "خدعنا"، وهو في حد ذاته موقف إيجابي فضح قرارات مجلس الأمن التي اتخذت بشأن ليبيا، ولولا روسيا لتفجرت المنطقة بالكامل، فنحن نثمن الموقف الروسي في سوريا، ولولاه، لأصبحت الجزيرة العربية تحاصرها الفوضى ومشتعلة، ووصلت النيران للبنان والأردن واليمن وكافة الخليج العربي، ولأغلق باب المندب وقناة السويس بالتبعية، وتراجعت مصادر الطاقة وأصبح سعر النفط بـ 200 دولار، وواجه العالم أياما صعبة، وهذا الاحتمال يظل وراد حال اشتعال الحرب مع إيران.
ما هي انعكاسات احتمالية اشتعال الحرب بين إيران والولايات المتحدة؟
حال اشتعال الحرب مع إيران ستدمر الدول الخليجية، خاصة أن اليهود والأمريكان سيأتون ويطلقون الصواريخ على إيران، التي سترد على مصادر الصواريخ، وستكون الكويت والإمارات وقطر والبحرين، أول الدول التي تدمر، وأقول أن هناك العديد من الحلول بدلا عن الحروب، خاصة أن إيران وتركيا وقطر وكل الدول الإسلامية مستهدفة، وعلى كل الأطراف أن تقدم تنازلات، وهناك دائما 100 حل للمشكلة وليس حلا واحد لمئة مشكلة.
أنا دعوت في السابق، وأكرر الدعوة مرة أخرى، أن يدعو الملك سلمان إلى قمة بين "السعودية وإيران وتركيا ومصر في مكة"، ويمكننا في يوم واحد أن نطفئ النيران في المنطقة كلها، خاصة أن الجميع في حاجة للأخر في ظل الظروف البائسة، وبعدها يمكننا الدعوة لقمة إسلامية تحسن من وضع الدول العربية والإسلامية وتحصينها من المخطط الذي يستهدفها، بدلا من الاستنزاف الدائر، واستعراض القوة ومواجهة التطاول على العرب.
ولعل تقارب أو توحيد الموقف الروسي الأمريكي الأخير في مجلس الأمن بشأن الأوضاع في ليبيا وما يترتب عنه، يعد مؤشرا على ما أقوله، خاصة أن العالم لم يعد ذاته العالم القديم الذي تتحالف فيه روسيا ضد أمريكا أو أوروبا أو التحالفات القديمة، فيمكن حل قضايا كوريا والعراق والنفط والغاز، عن طريق هذا الحلف، كما أن الحلف الغربي الذي كان يشكل ضد الشيوعية لم يعد له مبرر بعد سقوط الشيوعية، ويمكن أن يتحول الحلف لدعم السلام، حيث تغيرت الوقائع والظروف وبقيت الاستراتيجيات القديمة، بعد أن دخل العالم طورا جديدا، وعلى هذه التحالفات والاستراتيجيات أن تتغير.
كيف ترى التعاون مع الجانب الروسي الفترة المقبلة؟
لدينا إرث كبير في العلاقات مع الجانب الروسي، ومعظم ضابطتنا تخرجوا من الأكاديميات الروسية، والعلاقات الليبية الروسية هي علاقات تاريخية وممتدة، وروسيا موقفها إيجابي ونثمن هذا الموقف، خاصة أنها تدافع عن مصالحها، وليست لها أطماع في ليبيا، على عكس الغرب الذي يدافع عن مصالحه ولديه أطماع، وتلك الروح الشريرة لا يجب أن تستمر في العصر الراهن.
دائما ما يهاجم البعض مصر على موقفها في ليبيا خاصة في الغرب الليبي.. برأيك ما الأهداف وراء الهجوم المتكرر؟
هل يؤثر سقوط النظام في السودان على الأوضاع في ليبيا؟
بكل تأكيد خاصة أن موقف الشعب السوداني يعد ردا على موقف البشير من ليبيا، فالرئيس البشير تحالف مع الحلف الأطلسي في العام 2011، وحتى قبل سقوطه بيومين أرسل بعض الطائرات إلى ليبيا، وكان يغذي الصراع والاقتتال بين أبناء الوطن، والموقف السوداني يتشابه مع الموقف التركي الذي يسعى للدخول في الاتحاد الأوربي، مقابل العداء مع العرب.
حوار: محمد حميدة
