وقال علي طه، قائد إحدى مجموعات الاقتحام العاملة بإمرة العميد سهيل الحسن (الملقب بالنمر) لوكالة "سبوتنيك":
وأشار طه إلى أن العملية تتخذ بعدا ضروريا بعد فشل تركيا في الإيفاء بأي من التزاماتها فيما يتعلق باتفاق سوتشي الموقع في السابع عشر من شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، والمتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح خالية من الأسلحة الثقيلة ومن الإرهابيين، بل على العكس فما حدث هو تعزيز وجود الإرهابيين في هذه المنطقة وزيادة عددهم وعتادهم الثقيل وزيادة استفزازاتهم وخروقاتهم واعتداءاتهم اليومية على مواقع الجيش وعلى الأحياء السكنية في القرى والبلدات على طول جبهات المنطقة منزوعة السلاح.
وكان الجيش العربي السوري، بدأ منذ صباح الاثنين الماضي، بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال في ريف حماة الشمالي، ونقل مراسل "سبوتنيك" عن مصدر عسكري سوري تأكيده الجيش السوري لن يبقى في موضع الرد على استفزازات المسلحين واعتداءاتهم وأن عملية تطهير المنطقة منزوعة السلاح (كمرحلة أولى) باتت ضرورة لا يمكن تأجيلها.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة لنصرة" الموالي لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، على جميع مدن وبلدات محافظة إدلب، فيما تعمل تنظيمات موالية لتركيا تحت إشرافها ضمن بلدتين في ريف إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي.
وإلى جانب هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة"، تنتشر في ريف حماة الشمالي عدة تنظيمات إرهابية تتقاسم معها النفوذ على المنطقة كـ"حراس الدين"، والحزب الإسلامي التركستاني (الصيني)، و"أنصار التوحيد" المبايع لـ"داعش"، وفصائل أخرى من جنسيات عدة..
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قال خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الصينية بكين، السبت الماضي: إنه لا يستبعد من حيث المبدأ إمكانية أن يشن الجيش السوري عملية عسكرية كبيرة ضد الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ولكنه لا يرتئي شن عملية عسكرية كبيرة الآن لأسباب إنسانية.
ويرى بوتين أنه من الضروري أن يؤخذ في الاعتبار وجود المدنيين الذين يرزحون تحت نير الإرهاب بسبب وجود أعداد كبيرة من الإرهابيين هناك.
وأضاف أنه "لا يستبعد ذلك" (أي شن عملية عسكرية).. "ولكننا والأصدقاء السوريين لا نرتئي ذلك الآن" لأسباب إنسانية.
ونوه بوتين إلى أن العمليات العسكرية في سوريا يقوم بها الجيش السوري بينما تقدم طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي دعما جويا له، وقد تم إعلان محافظة إدلب منطقة خفض التصعيد. غير أن الإرهابيين لا يلتزمون باتفاق وقف إطلاق النار، ويستغلون الهدنة لتوسيع سيطرتهم. وبحسب معلومات هيئة أركان الجيش الروسي فإنهم يسيطرون على 99 في المائة من منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وكان نائب وزير الدفاع السوري، العماد محمود الشوا، أعلن في حوار خاص مع وكالة "سبوتنيك" في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، أن إدلب ستعود مرة أخرى إلى سوريا، سواء سلما أو حربا، وقال: "نأمل في التوصل إلى الاتفاق حول انسحاب الإرهابيين من إدلب، ولكن نؤكد أن إدلب وغيرها ستعود إلى سوريا وسيتم تطهيرها سلما أو حربا. ولا يمكن أن يرتبط أي عمل عسكري وسياسي بزمن معين خاصة أن العمل العسكري هو عبارة عن خطط سرية"، مشيراً إلى أن مسألة تحرير إدلب هي مسألة أساسية، وأن القضاء على الإرهاب يأتي قبل العملية السياسية.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أمس الثلاثاء: "ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك روسيا وسوريا الالتزام بتعهداتها بعدم شن هجمات عسكرية واسعة في إدلب وشمال حماة"، معربة عن قلقها من تصاعد العنف في إدلب وشمال حماة في سوريا، محذرة من أن ذلك سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.