حول هذه التطورات الهامة استضاف برنامج "ما وراء الحدث" سفير السلام العالمي، شيخ قبيلة طي ومسؤول العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية في القبيلة الدكتور فارس السلموا الطائي:
ما الذي استجد في المناطق الشرقية والشمالية من سوريا حتى هبت اليوم القبائل والعشائر فيها دفعة واحدة بوجه الأمريكي والمجموعات المسلحة؟
نحن قبيلة معروفة وشاركنا بالفتح الإسلامي وحاربنا الرومان، حيث تم ذكر اسمنا في القرآن الكريم، وذكر الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ذكر جدي حاتم الطائي بأنه ملك مكارم الأخلاق، وجدي عدي ابن حاتم حارب مع سيدنا علي عليه السلام وحرر بلاد الشام حتى وصل إلى النجف والبصرة والكوفة وكربلاء والموصل وتحرير القستنطينية، وهذا سبب وجودونا.
لماذا تأخرت القبائل العربية في توحيد نفسها بمثل هذا الموقف؟
الشيخ الطائي: إن القبائل العربية السورية ومعها أولاد عمامنا في العراق لم يتأخروا أبداً عن واجبهم تجاه وطنهم وأهلهم ، نحن منذ أول كذبة بدأت في درعا جمعنا أنفسنا وبدأنا نجتمع نحن الأمراء والشيوخ كل شهر في كل محافظة، وقمت أنا شخصيا بجمع كل القوى السياسية والإجتماعية والدينية كل سنتين، وفي كل مناسبة وطنية كان يحضر فيها شيخ حقيقي لعشيرة وليس هؤلاء الذين يلبسون العباءات بألف ليرة يلبسونها كي يصبحوا شيوخاً، وكان يشارك كل رئيس حزب من معارضة داخلية وموالاة و مفتي من كل محافظة وكل قس ومن البطريركية السورية، كنا نجتمع تحت سقف واحد ونقوم بتوضيح ما يحصل وتأكيد الوقوف خلف الجيش والدولة وقوى الأمن وفخامة رئيسنا السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد، وأكدنا على أولادنا بأنه لابد من الإلتحاق بالجيش والدفاع عن الوطن العزيز والأهل الغوالي.
ماهي الموانع والعوائق التي وقفت في وجه هذا الحراك حتى تأخر وحالت دون الوصول إلى ما أنتم عليه الآن من وحدة الكلمة والموقف؟
نحن مصممون على البقاء والدفاع عن الشعب والدولة السورية، و أبناءنا في الحكومة والهيكلة الإدارية المنزلية في الحكومة السورية يجب أن نحافظ عليها، وأبنائنا في الحكومة حتى وإن أخطأوا هذا الخطأ المؤلم خوفا أن يقال في التاريخ بأننا تركنا دولتنا وحكومتنا للمجرمين والمحتلين ومرتزقتهم من الإرهابيين سنبقى مستمرين خلف جيشنا وقوى أمننا.
ما الذي أدى إلى هذا الإنفلات وفقدان السيطرة المحلية لعشائركم وقبائلكم ولما لم تستطيعوا لم شملكم قبل الوقوع في هذه المآزق؟
من هنا فإن قوات "قسد" المسلحة الخارجة عن الشرعية الدولية والمدعومة أمريكيا وإسرائليا بالمال والسلاح إلى جانب ذلك تقوم بسرقة أملاك الشعب والدولة لا وعلاقة لها بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحيوان والبيئة التي تروج لها أمريكاً، وهذا حسب تقارير مؤكدة من أهلي من والأكراد قبل العرب والمسيحيين، فقد قام مسلحو "قسد" بحرق القرى العربية وحرقوا المزارع ودمروا أو حجزوا سبل وأدوات ومستلزمات المعيشة والآلات والمكنات الزراعية مثل التركتورات والسيارات والحصادات في جميع مناطقنا.
ما الذي لانعرفه أيضا مما جرى ويجري في هذه المناطق؟
إعلان النفير العام هل يعني أن المقاومة الشعبية قد بدأت وهل تكفي لردع الأمريكي عن مخططاته إن لم تلقى دعما؟
الشيخ الطائي: إعلان النفير العام، والمقاومة الشعبية ضد كل المظاهر المسلحة غير القانونية كانت وستستمر، لكن نقول هنا هل ستكون الفعالية كافية لأن إلى الهدف المرجو بأن نحرر بلادنا من هكذا مظاهر إرهابية إجرامية لا إخلاقية ولا إنسانية…؟؟؟ ، نحن سنستمر رغم الضغوطات، وأشير إلى أن أهلي من عرب وأكراد ومسيحيين ينتظرون حضور ودعم الجيش العربي السوري والدول الصديقة على أحرّ من الجمر، وكل أملي بأن تغيير الدولة السورية رأيها وإستراتيجيتها تجاه العشائر العربية خاصة، وتحديداً قبيلة طي التي لم ولن تتنازل عن الأرض والوطن والدولة والقيادة ، هذا ما نأمل به.
يعني المقاومة الشعبية قد بدأت هل تكفي لردع الأمريكي عن مخططاته ومالذي تحتاجونه لمساندتكم؟
نعم، المقاومة الشعبية سيكون لها صدى أساسي وحقيقي على الأرض بما نملك من أسلحة خفيفة نمتلكها، مهما إمتلكوا هم من أسلحة حديثة ومتطورة وثقيلة سنواجههم، وإننا نطالب بخروج الأمريكان من أرضنا، وإن لم يخرجوا فأن أولادنا سيسحقون الأمريكان كما سحق أجدادنا من قبل بما يملكون من أسلحة خفيفة وحررنا بلادنا من الإستعمار الفرنسي والبريطاني والعثماني، وسيسحبون جثث جنودهم في شوراع القامشلي والحسكة وغيرها من المناطق كما فعل أهلنا في الصومال، وشوارع مقديشو والقامشلي تشهد على ذلك.
إذا عدنا إلى الموضوع الأساسي، مالذي أراده الأمريكي حقيقة من الدعوة إلى إجتماع عين عيسى؟
ألا يوجد سبيل لحل هذه الأزمات سوى المواجهة ألا يوجد أي مجال للصلح الداخلي برأيكم حقنا للدماء؟
الشيخ الطائي: الناس الموجودون من أبناءنا بين المجموعات المسلحة هؤلاء أولادنا سواء في " قسد" أوغيرهم هؤلاء أولادنا ولم يأتوا من كوكب آخر، ونحن نتمنى ونأمل بأن يعودوا إلى حضن وطنهم وإلى بلادهم وأن يصحوا على هذه المؤامرة وكافي هذا القتل والتدمير، نحن لسنا دعاة حرب نحن دعاة سلام ونحب الإنسانية جمعاء ولا نريد قتل أحد ولا نرغب بأن تحزن أم في العالم على أولادها.
أتمنى من أهلنا وأخوتنا في الوطن ممن ذهبوا خلف القوى الخارجية المعتدية على سيادة الوطن أن يتعقلوا ويعودا إلى رشدهم لنعود نحيا كما كنا أخوة وأفضل لأن العدو لم يكن يوماً يهتم إلا بمصالحه دون أن يهمه القتل للشعب والتدمير للوطن، وأتمنى على الحكومة الأمريكية أن ترحم أولادها وتأخذهم لكي يحموا بلادهم بدلاً من أن تتركهم يفطسون ويقتلون ويدعسون تحت أخذية أولادنا الوطنيين من الشرفاء السوريين والعراقيين، وإن لم يخرجوا فنحن نعدهم وبهمة أولادنا وجنود جيشنا وقوى أمننا والدول الصديقة بالعجب العجاب.
أجرى الحوار: نواف إبراهيم