وتبعها تصعيد في التهديدات المتبادلة ترافقت بتحشيد عسكري كتعبيرعن استعداد كل من الطرفين للرد على الآخر في حال تمادى أحدهما تصريحاتهم.
من أوائل الدول التي ردت على المواقف الإيرانية المستجدة كانت فرنسا، حيث أعلنت أنه إذا لم تحترم إيران التزاماتها النووية فإن مسألة إعادة تفعيل آلية العقوبات ستكون مطروحة، وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي: "إن لا شيء أسوأ من خروج إيران من الإتفاق النووي، مشيرة إلى أن الأوروبيين يريدون استمرار الاتفاق".
وكانت إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية قد قالت، اليوم الأربعاء،:"إيران أبلغت سفراء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا بقرارها التوقف عن تنفيذ "بعض إلتزاماتها" بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، وفقا لوكالة "رويترز".
— كيف يمكن أن نقرأ سرعة الرد الفرنسي، وهل كانت فرنسا تتحين الفرصة على خجل كي تنضم تحت أي ذريعة للجوقة الأمريكية ضد إيران؟
— هل ستكر سبحة المواقف الأوروبية بهذا الإتجاه رغم الخلافات البينية القائمة تجاه هذه القضية؟
— هل من أمل فعلي أن يتم التوصل إلى حل ما يمنع التصعيد خاصة أن الرئيس ترامب قال أنه مستعد للحوار مع الإيراني دون شروط بغض النظر عن ما عقب به وزير خارجيته بومبيو متحدثاً عن شروط؟
عن ماهية وكنه الموقف الفرنسي يقول الإعلامي والكاتب السياسي رئيس تحرير موقع "ميدلاين نيوز" في باريس طارق عجيب أن:
"دولة كفرنسا أو معظم الدول الأوروبية أوالكبرى يكون لديها سيناريوهات جاهزة لكل الاحتمالات الواردة للقضايا التي تتعاطى معها، فرنسا كانت ومازالت تحاول وتسعى إلى تحقيق مكاسب على المستوى الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي في القضايا الكبرى التي ترى فيها أن برغماتيتها أو مناورتها قد تقدم لها مكاسب إضافية. نحن نرى أن الموقف الفرنسي دائما إن لم يكن الأول يكون السّباق، فهو يتمايز إلى حد ما عن باقي الدول، وذلك لأن هذا يعطيه زخماً على المستوى الدبلوماسي والسياسي، وفرنسا تسعى دائما لأن يكون لها حضوراً متمايزاً عن الدول الأخرى".
وتابع بقوله: "بالنهاية هي لن تخرج كما يقال عن حظيرة الأمريكي، ميزة القرار الأمريكي أو والمواقف الأمريكية الحالية فضحت كل هذه الدول التي كانت تدعي وتتغنى بأن لها مواقف مستقلة، والموقف الفرنسي الأخير واضح، يعلن أنه لاقرار للأوروبي وعلى رأسه الفرنسي الذي يحاول أن يتزعم الموقف الأوروبي حالياً، يعني لاقرار مستقل للأوروبي والموقف الفرنسي هو مداعبة للأمريكي كي يعطيه حصة".
بخصوص إمكانية خفض أو منع التصعيد الحاصل أو وجود بارقة أمل لإيقاف قرع طبول الحرب رأى عجيب أن:"بارقة الأمل لا تأتي من عواطف وأمنيات بل هي تأتي من واقع، وهذا الواقع سياسي عسكري ميداني في بؤر التوتر التي هي جزء من ميادين الصراع الميادين السياسية والاقتصادية، وهناك صراعات ميدانية وهناك خطر عسكري، وهناك الآن طبول الحرب تسمع في كل مكان كما يقال، ولكن متى ستتقوف هذه الطبول لتبدأ الحرب ؟؟؟ هناك خياران لتوقف الطبول إما تتوقف وتبدأ الحرب، وإما تتوقف الطبول ويعلن عن اتفاقيات تنهي هذا التصعيد والسيناريوهات تبنى على عدة احتمالات وتبنى على مجموعة كبيرة من الأهداف، والمنتصر هو من يحقق النسبة الأعلى من هذه الأهداف".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم