وانتهى الاجتماع الأخير في العاصمة الفيتنامية هانوي، بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير/شباط الماضي من دون التوصل إلى أي تقدم في ملف بيونغ يانغ النووي الذي يثير مخاوف الغرب.
وتصر واشنطن على تخلي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي أولا بينما تتمسك الأخيرة بضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها قبل تقديم أي تعهدات.
من الذي بدأ؟
في مارس/آذار الماضي، أظهرت صور أخذت عبر الأقمار الصناعية لإحدى المنشآت القريبة من بيونغ يانغ، أن كوريا الشمالية ربما تستعد لإطلاق صواريخ او أقمار صناعية.
ولوحظ هذا النشاط المتزايد في موقع "سانوم دونغ"، وهو المكان الذي عادة ما تطلق منه كوريا الشمالية معظم صواريخها الباليستية.
وكشفت صور الأقمار الصناعية في هذا الأسبوع، القادمة من عدة مراكز أبحاث ودراسات أمريكية بالإضافة الى رصد جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي، لتقدم سريع في إعادة بناء الهياكل على منصة إطلاق الصواريخ.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن كوريا الشمالية قد تواجه مزيدا من العقوبات إذا لم يتحقق أي تقدم بشأن نزع السلاح النووي.
وفي شهر أبريل/نبيسان أجرت القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية تدريبات عسكرية مشتركة على منظومة الدفاع الأمريكي المتقدم "ثاد"، الشهر الماضي وهو ما اعتبرته بيونغ يانغ "استفزازا عسكريا"، بحسب وسائل الإعلام الكورية.
وفي إشارة إلى هذه التدريبات، حثت محطة الإذاعة المركزية الكورية، الولايات المتحدة على وقف جميع "الأعمال العدائية"، وقالت: "يتعين على الولايات المتحدة أن تعرف بوضوح أنها لا تستطيع كسب أي شيء بالقوة، ناهيك عن مفاجأتنا".
رد فعل مفاجئ
صعدت كوريا الشمالية من النقد الموجه ضد سيول وواشنطن بشأن تدريباتهما العسكرية المشتركة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الجيش الكوري الجنوبي ليس لديه أي مؤهل لتشويه سمعة كوريا الشمالية بسبب تدريباتها الأخيرة.
وفي غضون ذلك، أطلقت كوريا الشمالية مقذوفات قبالة ساحلها الشرقي، وادعت أنها تدريبات "روتينية" و"دفاعية عن النفس" دون أي نوايا لاستفزازات، بينما قال خبراء إنها محاولة للضغط على واشنطن.
ثم أطلقت بيونغ يانغ ما يشتبه في أنهما صاروخين قصيري المدى، تجاه البحر الشرقي، واعقبته بمناورة على توجيه ضربة بعيدة المدى، تحت إشراف الزعيم كيم جونغ أون.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في نشرتها باللغة الإنجليزية: " في مركز القيادة، وقف الزعيم كيم جونغ-أون على خطة التدريبات على مختلف وسائل توجيه الضربات طويلة المدى وأمر ببدء المناورة ".
وأضافت "المناورة الناجحة للنشر والإضراب المصممة لتفقد قدرة رد الفعل السريع لوحدات الدفاع أظهرت قوة الوحدات التي كانت مستعدة تماما لتنفيذ أي عملية ومقاتلة بكفاءة."
وذكرت أنه طرح مهاما مهمة لزيادة قدرة وحدات الدفاع على توجيه ضربات، مضيفة أن المناورة جرت في وحدات الدفاع التابع للجيش الشعبي الكوري في المنطقة الأمامية والجبهة الغربية.
وبعد يوم من التجاربة الصاروخية الكورية، التقى الممثل الخاص للولايات المتحدة لشئون كوريا الشمالية مع كيم هيون-تشونغ نائب رئيس مكتب الأمن القومي لكوريا الجنوبية، في المكتب الرئاسي (البيت الأزرق).
اجتماع في البيت الأزرق
وصرح البيت الأزرق بأن "كيم وبيجون تبادلا وجهات النظر حول الأوضاع الحالية وناقشا سبل إحلال السلام وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، بما في ذلك الإجراءات المتابعة لنتائج المحادثات الهاتفية بين رئيسي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة."
ونقلت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن بيجون قوله إن الباب لا يزال مفتوحًا أمام كوريا الشمالية للعودة إلى المفاوضات النووية رغم تحركات بيونغ يانغ الأخيرة.
وفي إجراء هو الأول من نوعه، احتجزت الولايات المتحدة سفينة شحن كورية شمالية متهمة إياها بخرق الحظر المفروض على البلاد، فيما يبدو كرد فعل على مناورات كوريا الصاروخية.
لكن واشنطن تؤكد أن احتجاز السفينة لا علاقة له بالتجارب التي أجرتها كوريا الشمالية الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن السفينة كانت تستخدم لنقل شحنة من الفحم وهو أكبر الصادرات الكورية الشمالية الخاضعة للحظر المفروض من الأمم المتحدة.
وتعد هذه المرة الأولى التي تحتجز فيها الولايات المتحدة سفينة شحن كورية شمالية بداعي خرق الحظر الدولي وسط عودة التوتر في العلاقات بين البلدين مؤخرا بعد أسابيع من لقاء زعيمي البلدين.
وتعرضت كوريا الشمالية للعديد من العقوبات الاقتصادية والتجارية من الولايات المتحدة بسبب تطوير بيونغ يانغ أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى.
هل يمكن أن يتفاهم البلدان؟
يتركز الخلاف بين الدولتين على الملف النووي لكوريا الشمالية لكن المبعوث الخاص للولايات المتحدة بخصوص الملف الكوري الشمالي، ستيفن بيغان، موجود حاليا في كوريا الجنوبية لمناقشة العودة إلى طاولة الحوار بخصوص ملف نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
وقال ترامب "ليس هناك أي طرف سعيد بخصوص التجارب الأخيرة لكوريا الشمالية".
وأضاف "أعلم أنهم يريدون التحاور ويتحدثون عن المفاوضات لكنني أرى أنهم ليسوا مستعدين بعد لخوض المفاوضات".
وأصبح ترامب أول رئيس أمريكي يلتقي خلال فترة خدمته زعيما كوريا شماليا عندما التقى كيم جونغ أون العام الماضي، إلا أن الطرفين لم يتوصلا لأي تقدم على الرغم من أن اللقاء تكرر قبل نحو 3 أشهر.
وقال الزعيم الكوري الشمالي العام الماضي إنه سيوقف التجارب على الصواريخ عابرة القارات والصواريخ الباليستية إلا أن التجارب استمرت.
وكانت أبرز النقاط التي اتفق عليها ترامب وكيم جونغ أون هو العمل على إعادة رفاة الجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال الحرب الكورية.