وأجرت "ياهو نيوز" مقابلة مع طليب، يوم السبت الماضي، حيث سئلت عن موقفها من قضية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وبدأت طليب بالإشارة إلى أن أمريكا احتفلت بذكرى الهولوكوست قبل أسبوعين، ومن ثم تحدثت عن أسلافها الفلسطينيين وكيفية تأسيس دولة إسرائيل وقالت، إنها تشعر بالخشوع أمام أسلافها الذين عانوا لإنشاء ملاذ آمن للشعب اليهودي.
وقالت طليب: "هناك، كما تعلمون، نوع من الشعور بالهدوء، أقول دائما للناس، عندما أفكر في الهولوكوست ومأساة الهولوكوست، وحقيقة أن أسلافي (الفلسطينيون) فقدوا أرضهم والبعض الآخر فقدوا حياتهم فقد تم القضاء على كرامتهم ووجودهم بطرق عديدة… وكل هذا كان باسم محاولة إنشاء ملاذ آمن لليهود، بعد الهولوكوست، ما بعد المأساة والاضطهاد المروع لليهود في جميع أنحاء العالم في ذلك الوقت".
وأضافت أن أحداث الماضي قد بنت رأيها حول كيفية التعامل مع حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأشارت طليب: "أنا أحب حقيقة أن أسلافي هم الذين قدموا هذا (الملاذ الآمن)، بطرق عديدة، لكنهم فعلوا ذلك بطريقة سحقت كرامتهم (الفلسطينيين)، أليس كذلك؟ وقد تم فرض عليهم ذلك. وهكذا، عندما أفكر في دولة واحدة، أفكر في حقيقة، لماذا لا يمكننا حل النزاع بطريقة أفضل؟".
وقام اثنان من النواب الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي بمهاجمة طليب لاستخدامها عبارة "الشعور بالهدوء" متهمينها بالكذب واستخدامها العبارة لوصف وجهة نظرها عن الهولوكوست نفسه، بمعنى آخر يعتبرون أنها قالت "أشعر بالهدوء بشأن ما جرى في الهولوكوست".
وقال النائب الجمهوري ستيفن سكيليز: "لا يوجد مبرر للتعليقات المثيرة للاشمئزاز، التي أدلت بها رشيدة طليب بعد أيام قليلة من يوم ذكرى الهولوكوست" ، قُتل أكثر من ستة ملايين يهودي خلال الهولوكوست، لا يوجد شيء "مهدئ" في هذه الحقيقة".
ثم وصفت النائبة الجمهورية ليز تشيني، ما قالته طليب حول القضية الفلسطينية، بأنها تصريحات "مقززة".
كما دعت النائبة النواب الآخرين في الكونغرس الأمريكي باتخاذ إجراءات ضد النائبة طليب وأعضاء آخرين من الحزب الديمقراطي الذين ينشرون أفكار معادية للسامية، وقالت، يجب علينا جميعا، بغض النظر عن الحزب، أن نقف كأمريكيين ضد شر معاداة السامية، وإذا استمرت القيادة الديمقراطية في بالصمت، فإنها تمكن من نشر الشر.
من جهة أخرى قامت طليب بالرد على تصريحات الجمهوريين الذين، برأيها قاموا بتحريف كلامها وإشعال هجمات شريرة ضدها: "جميعكم أنتم الذين تحاولون إسكاتي ستفشلون فشلا ذريعا. لن أسمح لكم أبدا بتحريف كلامي وإخراجه عن سياقه خدمة لأجندتكم العنصرية التي تنم عن الكراهية. الحقيقة سوف تفوز دائما".
بينما أدان المتحدث باسم طليب، دينزل مكامبيل، بيان النائبة الجمهورية تشيني ووصفه بأنه "خطير"، وكانت تشيني أول من انتقد طليب يوم أمس الأحد.
وقال مكامبل في بيان: "مرة أخرى، ينشر القادة الجمهوريون والمتطرفون اليمينيون أكاذيب علنية على نطاق رسمي للتحريض على الكراهية"، وأضاف "يجب أن تخجل عضوة الكونغرس ليز تشيني من استخدام مأساة الهولوكوست في محاولة لتسجيل نقاط سياسية. إن سلوكها يضعف مستوى خطابنا العام ويشكل إهانة للجالية اليهودية وللملايين من الأمريكيين الذين يعارضون الكراهية التي ينشرها الحزب دونالد ترامب الجمهوري".
وأشار مكامبل، طليب لم تقم بمدح الهولوكوست بأي شكل ولم تقل أنه يجعلها تشعر بالهدوء، بل على خلاف ذلك، وصفت الهولوكوست مرارا وتكرارا بأنه مأساة واضطهاد مروع للشعب اليهودي.
وانتقد النائب الجمهوري دان كريشنو، النائبة الديمقراطية إلهان عمر، للطريقة التي أشارت بها إلى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية، وقام جمهوريون آخرون بدعمه وحتى قام الرئيس ترامب بنشر فيديو مؤلف من قصاصات تعليقات إلهان عمر تتخللها لقطات من البرجين التوأمين المحترقتين.
ومن الملاحظ أن النائبتين في الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب وإلهان عمر، أول مسلمتين في المجلس، تتعرضن إلى هجمات متكررة وانتقادات بسبب نشاطهما السياسي والحقوقي، لا سيما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وإدانة جرائم الاحتلال، فيتهمن بشكل مستمر بمعاداة السامية.