وظهرت على الفور تساؤلات حول ما إذا كان الدفاع الجوي الروسي في خطر ومن أين حصل البنتاغون على "إس-300" وماذا يعني بالنسبة لأمن روسيا؟
ظهرت صور لموقع الاختبار العسكري الأمريكي على شبكة الإنترنت، حيث توجد منصات إطلاق ومركبة التحكم لمنظومة "إس-300بي تي". وتم تحديد نوع المنظومة من خلال الظل المميز لبرج الرادار، والذي يظهر بوضوح في الصور المعروضة. وقد أتاح ذلك أيضًا تحديد موقع القيادة 30N6، الذي يعد جزءًا من" إس-300".
ويوجد في الصورة منصتين إطلاق "5بي85بي تي" مثبتة على مقطورة وسيارة تحكم في محطة القيادة. أثارت الصورة رد فعل قوي، حيث لم يتم تأكيد وجود "إس-300" لدى الولايات المتحدة حتى الأن.
Пусковые установки и машины управления системы ПВО С-300 на американском полигоне. Фото @border9999 pic.twitter.com/wBgK35JiPo
— Ivan O'Gilvi (@o_gilvi) May 12, 2019
لم تعد سرية:
"إس-300" (فافوريت)- من أنظمة الصواريخ السوفيتية والروسية المضادة للطائرات بعيدة المدى. بدأ تطوير "إس-300" في الاتحاد السوفيتي في عام 1969 وفي عام 1975 دخلت أول منظومة الخدمة. وكان ل"إس-300" ثلاث نسخ: إس-300في للأسطول وإس-300في عسكري وإس-300بي دفاع جوي للبلاد، وهذا سمح بتوحيد الدفاع الجوي المستخدم في أنواع مختلفة من القوات والحد بشكل كبير من التكلفة الإجمالية لتطويرها.
وكانت الميزة في سلسلة بي هي استقلاليتها عن أنظمة الاستطلاع والإنذار المبكر وتحديد الهدف، فهي كانت تعمل بدون حاجة لهذه الأنظمة. وأول منظومة هي "إس-300بي تي" يوجد فيها حوالي 12 منصة إطلاق.
منظومة إس-300 بي تي التي في الغالب موجودة على صور الأقمار الصناعية من الجيل الأول وأطلقت في عام 1975. وفي الوقت الحالي إس-300 خضعت لتعديلات كبييرة وأصبحت أحدث وأقوى إس-300 بي إس (1983)، إس-300بي إم (1989)، إس-300بي إم أو (1993).
أخر نسخة (إس-300بي إم أو) هي نسخة تصديرية وترسل إلى دول ثالثة. أرسل في عام 1996 إلى اليونان كتيبتين.
ويوجد لدى كوريا الجنوبية "مستنسخ" عن المنظومة إس-300 وتسمى Cheolmae-2.
من أين منظومات "إس-300" في الولايات المتحدة:
لم يعرف حتى الأن من أين جاءت هذه المنظومات إلى الولايات المتحدة. ولكن في الغالب من أوكرانيا: فقد كان يوجد في أوكرانيا في عام 2016 حوالي 250 منصة إطلاق قديمة ل"إس-300بي/بي إس".
في الوقت نفسه، لم تتح الفرصة لأوكرانيا للحفاظ على جميع أنظمة الدفاع الجوي المتاحة في حالة جيدة: من 2004 إلى 2012 ، بالكاد تمكنت كييف من إصلاح فقط 6 منظومات. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2013 ، تم الإبلاغ عن إخراج حوالي 150 منظومة من الخدمة ونقلها إلى قواعد "التخزين طويل الأجل". وهذا يعني في الواقع موت نظام الدفاع الجوي.
ومن غير المستبعد أن تكون هذه المنظومات نقلت من أوكرانيا إلى الجيش الأمريكي: البنتاغون عادة يستخدم أنظمة الدفاع الجوي الروسية المنسوخة أو الحقيقية لتدريباته الجوية.
ومع ذلك، باستثناء أوكرانيا، كان يوجد لدى بعض حلفاء الولايات المتحدة بقايا منظومات "إس-300" الأولية مثل كرواتيا وسلوفاكيا وبلغاريا. بالإضافة إلى ذلك، في التسعينات من القرن الماضي، استلمت الولايات المتحدة منصات إطلاق ورادار إس-300 بي من بيلاروسيا، تم تفكيكها وتقييمها لاحقًا بواسطة خبراء أمريكيين.
هل هي خطيرة على روسيا:
لا يوجد شيء غامض أو خطير في وجود إس-300 في موقع الاختبار الأمريكي. منظومات منتصف سبعينيات القرن العشرين معروفة بالتفاصيل لأخصائيي البنتاغون، أما عن وحدة تحديد الصديق العدو التي في المنظومة، فإن روسيا لما ترسلها لدول ثالثة.
على ما يبدو، يستخدم الجيش الأمريكي المنظومة السوفيتية التي اكتشفت مؤخرا في موقع الاختبار لتدريب طياريها. أما فتعمل على إخراج هذا النوع من أنظمة الدفاع الجوي من الخدمة وتستخدم على نطاق أوسع وأكثر منظومة "إس-400" الحديثة. حتى الآن، هذه المنظومة غير متاحة للولايات المتحدة، وعلى الأرجح ، حتى لو حصلت تركيا على إس-400 بموجب عقد مع روسيا، ستتاح للبنتاغون الفرصة للتعرف على نسخته التصديرية فقط.
لذلك الدفاع الجوي الروسي حتى الآن غير مهدد.