المنطقة في أشد لحظات الاستقطاب منذ حرب الخليج الثالثة ولاتحتاج إلا لعود ثقاب واحد لإشعال فتيل المواجهة، فكيف تقدم إسرائيل في هذه اللحظة على مثل هذه الخطوات الإستفزازية وخاصة أن سورية وحلفاءها قادرون على القيام بحرب إستباقية تحضر لها أمريكا.
هذا التطور رافقه هجوم من طائرات مسيرة على قاعدة حميميم العسكرية الروسية فهل تحاول بعض القوى الإقليمية والدولية المتألمة على إرهابييها ووكلائها أن تستنزف القوة الروسية ؟
ماهي طبيعة الإعتداء الذي وقع وماهو هدفه الإستراتيجي في الوقت الراهن ؟
كيف تعاملت سورية مع هذا الإستفزاز الذي يعتبر تكتيكاً جديداً من خلال إستخدام المناطيد والأهداف الكاذبة ؟
هل حاولت إسرائيل توريط أمريكا في هذه الحرب؟
بخصوص ربط ما يجري من تطورات للأحداث والتصعيد الجاري من قبل قوى الحلف المناوئ لسورية وحلفاءها قال الخبير العسكري الإستراتيجي هيثم حسون
" من الناحية العسكرية، طبعاً هناك عدة إحتمالات لما حصل، ولكن كل المجريات تدل على أن ما حصل يمكن أن يكون مرتبطاً من حيث الهدف الإسيتراتيجي ومنفصلاً من حيث التكتيك، وحتى في المستوى العملياتي.
المحاولات الصهيونية لإرسال أجسام وأهداف وأشراك خداعية وبالونات حرارية إلى الأراضي السورية تهدف إلى إسستفزاز منظومة الدفاع الجوي السوري وتأمين وظيفة عسكرية تتعلق بتحديد الأهداف ومناطق إنتشار المنظومة وطرق عملها، والهدف الآخر هو إجهادي لهذه المنظومة من خلال دفعها إلى البقاء في حالة إستنفار وجاهزية عالية، أي عدم الإستراحة وبالتالي عدم تهدئة جزئيات المنظومة".
أما من الناحية السياسية
"أعتقد أن ما يجري في إدلب له أثر كبير على ما حصل، أولاً: الكيان الصهيوني شعر بأنه تلقى ضربة من الجانب الروسي، خلال عدم قيام روسيا بالضغط على إيران وغيرها للخروج من الأراضي القريبة من الجولان السوري المحتل، الأمر الآخر يكمن في أن الكيان الصهيوني يريد العمل على تطوير أساليب عمله في المنطقة، وهو يريد أيضا أن يدعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تلقت ضربات كبيرة خلال الأيام الماضية".
أما حول إستهداف المجموعات الإرهابية المسلحة لقاعدة حميميم وما حولها من المناطق المأهولة بالسكان فيرى العميد حسّون أن
"الجزئية المتعلقة بقيام المجموعات الإرهابية بإستهداف قاعدة حميميم وجبلة والقرداحة بصواريخ وطائرات مسيرة يراد منها تحقيق مجموعة من الأهداف السياسية والعسكرية.
في الأهداف العسكرية: "تريد تحقيق إصابة في سلاح الجو العسكري الروسي في قاعدة حميميم، والأمر الآخر أن هذه الإعتداءات على المنطقة الساحلية برمزيتها وتحديداً على مدينة القرداحة هي للقول بأن هذه المجموعات الإرهابية مازالت قادرة على الفعل وإلحاق الأذى بالمنطقة الساحلية، يعني القرب الجغرافي الذي يمكنها من إستهداف مناطق المدنيين ومواقع القوات المسلحة، وأيضا يهدف إلى الضغط على الجانب الروسي من أجل عدم تقديم الدعم للقوات السورية المسلحة التي تقوم بعملية عسكرية في إدلب بدعم روسي كامل، وبالتالي هذا كله يأتي ضمن إطار التصعيد في المنطقة لخدمة هدف إستراتيجي أكبر وهو التصعيد الأمريكي المرتبط بالضغط على روسيا وايران وسورية لتحقيق مجموعة من الأهداف كي توافق إيران على تقديم تنازلات، ولأجل أن تجبر روسيا على تقديم تنازلات فيما يتعلق بالقضية السورية، والضغط على سورية كي تقدمم تنازلات فيما يتعلق بالإرهابيين المنتشرين في المنطقة".
وختم العميد حسّون بالقول
"طبعاً الصهيوني إن إستطاع أن يحقق الخلط الكامل لأرواق والمشهد في الساحة الإقليمية فإنه سيفعل ذلك، وهو يريد من الولايات المتحدة أن تذهب للحرب والمواجهة مع الجانب الإيراني، وأن تذهب الولايات المتحدة إلى الصراع مع روسيا على الساحة السورية، وأيضا يريد الصهيوني أن تزيد الدول الأوروبية والولايات المتحدة من ضغطها على الجانب السوري، وبالتالي مصالح الكيان الصهيوني تتحقق من خلال هذه الأمور، وهذه المصالح لايمكن أن تتحقق في ساحة تشهد الهدوء، لذلك يقوم بتنفيذ هذه الإعتداءات والإستفزازات.
الصهيوني تلقى تحذيراً من الجانب الروسي من أن القيادة سوريا وحلفاءها يتجهزون للرد بشكل عنيف على أي عدوان صهيوني، لذلك يريد توتير الأوضاع للوصول إلى مرحلة عدم الإستقرار، ولا أعتقد أنه قد يحقق شيئاً من ذلك سوى زيادة الضغط على بعض الأطراف ولا أعتقد أن الكيان الصهيوني يقدر على أن يستدرج الولايات المتحدة إلى صراع مفتوح في كل هذه الجبهات ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم نواف إبراهيم