وفي هذه المناسبة توجه قادة الدول الأعضاء (روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزيا) إلى العاصمة الكازاخستانية نورسلطان لعقد اجتماع جديد للقمة الأوراسية.
فكرة عمرها 25 عاما
وطُرحت فكرة تجميع الجمهوريات السوفيتية المتحدة السابقة في منظمة جديدة تركز على التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1994. وحظيت هذه الفكرة بتأييد عدد كامل من دول الاتحاد السوفيتي السابق، وعلى الأخص روسيا وكازاخستان، وتجسدت في بادئ الأمر في الاتحاد الجمركي. ثم تطور ما اصطلحت مصادر غير رسمية على تسميته بـ"الاتحاد السوفيتي المصغر" إلى الاتحاد الأوراسي.
تصحيح خطأ الاتحاد السوفيتي
بعدما حل الاتحاد السوفيتي نفسه باتت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية تهيمن على المنظمات الدولية والمنابر التي استخدمت للتعبير عن إرادة دول العالم مع العلم أن الاتحاد السوفيتي لم يخلف ولم ينشئ منبرا كهذا. وانبرت روسيا لتصحيح هذا الخطأ بتبنيها فكرة تكوين الاتحاد من دول أوراسيا. وتم إنشاء الاتحاد الأوراسي ومنظمة شنغهاي للتعاون. كما قامت روسيا بتأسيس منتديات تهتم بالتنمية الاقتصادية مثل منتدى سان بطرسبورغ. ورأت أوساط المراقبين في هذه المنظمات أداة مهمة تساعد روسيا على استعادة مكانتها كدولة عظمى.
الإنجازات
واستعرض رؤساء الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الأوراسي خلال اجتماعهم في العاصمة الكازاخستانية ما تم إنجازه منذ تأسيس الاتحاد الأوراسي الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه تجمع تكاملي فاعل، مشيرا إلى أن وجود الاتحاد الأوراسي شجع إنماء اقتصادات الدول الأعضاء وساعد على تحسين أحوال مواطنيها المعيشية.
وذكر بوتين أن اجمالي الناتج المحلي لدول الاتحاد الأوراسي ارتفع بنسبة 2.5 في المائة إلى ما يعادل 2.2 تريليون دولار. ومن إيجابيات التجمع نمو حجم التبادل التجاري مع دول أخرى خارج الاتحاد الأوراسي.
ويزداد عدد شركاء الاتحاد الأوراسي في مجال التجارة. وأعطى رؤساء الدول الأعضاء خلال اجتماعهم في مدينة نورسلطان، الضوء الأخضر لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع صربيا بينما دخلت مفاوضات التجارة الحرة مع سنغافورة المرحلة الختامية. ستصبح اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي مع الصين نافذة المفعول في أقرب وقت. وأعرب بوتين عن أمله في تطور التعاون مع مصر. وشدد الرئيس الروسي على ضرورة تطوير التعاون مع الدول الافريقية.
وأشار رئيس جمهورية كازاخستان الأول نورسلطان نزاربايف، وهو الرئيس الفخري للمجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى حاليًا، إلى "أننا أنشأنا اتحادا اقتصاديا فريدا من نوعه".
وأشاد الرئيس الكازاخستاني الحالي قاسمجومارت توكايف بالنتائج التي حققها الاتحاد الأوراسي خلال العام الماضي، وأكد سعي الدول الأعضاء إلى تقوية أوراسيا كقوة اقتصادية.
ونجح الاتحاد الأوراسي في توفير ما يسهل التبادل التجاري بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط كما نجح في تهيئة الظروف لحركة انتقال الأيدي العاملة بين الدول الأعضاء.
المستقبل
وعما يتعين على الاتحاد الأوراسي أن يحققه في المرحلة القادمة قال رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف "إن أهداف الاتحاد الأوراسي بسيطة وصعبة جدا في الوقت نفسه، فعلينا ألا نتأخر عن قطار القرن الواحد والعشرين".
وبحسب رئيس الحكومة الروسية فإن هذا القطار يسير إلى الاقتصاد الرقمي والاستفادة من الذكاء الاصطناعي وإبداع الكمبيوتر الكوانتي… ولا يمكن أن يحقق الاتحاد الأوراسي النجاح إلا عندما يساير هذا القطار كما قال دميتري ميدفيديف.
وعن المهام المطروحة على الاتحاد الأوراسي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يجب مواصلة العمل على إزالة الحواجز غير التعريفية والعوائق البيروقراطية، ويجب السعي لإنشاء شركات اتحادية كبيرة.