تقول فلسطين إن واشنطن تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تمرير "صفقة القرن" الأمريكية، فيما قالت البحرين إنه يهدف لتعزيز موارد الشعب الفلسطيني.
إصرار المنامة
ورغم الانتقادات اللاذعة واتهامات التطبيع والعمالة الموجهة للبحرين، أكدت المنامة أنها ستعقد الورشة الاقتصادية الفلسطينية في موعدها.
وأكد وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية، موضحا أن استضافة المنامة للمؤتمر الاقتصادي للاستثمار في الأراضي الفلسطينية ليس له أي أهداف سوى تعزيز موارد الشعب الفلسطيني.
وقال الشيخ خالد بن أحمد في تغريدات على "تويتر":
إن موقف مملكة البحرين الرسمي والشعبي كان ولا يزال يناصر الشعب الفلسطيني الشقيق في استعادة حقوقه المشروعة في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى دعم اقتصاد الشعب الفلسطيني في كل موجب دولي وثنائي.
وأضاف: "وما استضافة مملكة البحرين للقاء ورشة السلام من أجل الازدهار إلا استمرار لنهجها المتواصل والداعم لتمكين الشعب الفلسطيني من النهوض بقدراته وتعزيز موارده لتحقيق تطلعاته المشروعة. وليس هناك هدف آخر من الاستضافة".
وتابع الشيخ خالد بن أحمد، وزير خارجية البحرين:
ليس لدينا إلا كل التقدير والاحترام للقيادة الفلسطينية ومواقفها الثابتة لصيانة حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وتحقيق تطلعاته المشروعة، ولن نزايد عليهم أو ننتقص منهم في نهجهم السلمي الشريف، وإنا على العهد باقون.
مخطط أمريكي
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "كل الإجراءات الأمريكية غير المسبوقة ضد الشعب لتمرير صفقة القرن باءت جميعها بالفشل، أمام صمود الشعب الفلسطيني الموحد بقيادة الرئيس أبو مازن".
وأكد أن "ندوة المنامة تأتي بشكل مباشر في سياق السلام الاقتصادي، وهي الفكرة التي طرحها نتنياهو بديلا عن مشروع حل الدولتين، في عام 1994، لإفشال عملية السلام التي قامت بالأساس على مبدأ الأرض مقابل السلام، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي".
قمة مكة
وأشار شعث إلى أن "أمريكا تحاول الترويج للمؤتمر من أجل الاستثمار في فلسطين، لكن في الوقت نفسه تنتزع عنا الحقوق السياسية، أي المال مقابل الموقف السياسي"، مؤكدًا أن "المشروع لن ينجح أمام صمود الشعب الفلسطيني، والذي لن يفرط في حقوقه كاملة".
وأوضح شعث أن أبو مازن في قمة مكة، حصل على ما أراد، فكان هناك قرار واضح من القمة بالتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن السلام دون حل الدولتين لن يكون موجودًا.
واستنكر السياسي الفلسطيني إصرار البحرين على عقد المؤتمر والتأكيد على دعمه للقضية، رغم الرفض الفلسطيني، ومضى قائلًا: هل يصح أن نعقد مؤتمرًا للاستثمار ولدعم دولة دون حضورها!".
وتابع:
كان على البحرين اللجوء للجامعة العربية إذا أرادت حقًا أن تدعم فلسطين، بدلا من اللجوء للولايات المتحدة، والتي قامت بوقف المساعدات عن الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال الدكتور خالد البطش، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الفلسطينية، إن "اختيار أمريكا للبحرين لعقد مؤتمر كهذا، يأتي من موقف البحرين المعروف تجاه القضية الفلسطينية، للأسف الشديد ملك البحرين أعلن دعمه وتفهمه لمطالب إسرائيل، ووزير خارجيته قال بوضوح إن عليهم طمأنة إسرائيل وتقديم الضمانات الكافية".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك":
إن البحرين فتحت باب العلاقات مع إسرائيل على غير العادة ودون سبب. وأن المؤتمر يعد جزءًا من تسهيل مهمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، وفتح الطريق واسعًا أمام كل العرب لتمرير مشاريع مشابهة.
وأكد أن الفصائل الفلسطينية، من بينها حركة الجهاد "تدين تلك الخطوة البحرينية وتعتبر المؤتمر مجرد جس نبض أمريكي للمنطقة العربية كلها، لاختبار إمكانية تصفية القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "الأراضي الفلسطينية غير قابلة للبيع لا بمليارات الدولارات، أو بالوعود السياسية الأمريكية".
وعن توقعه بشأن صفقة القرن، أضاف البطش "لا نخاف من مثل هذه المؤتمرات، سبق وأن سعت أمريكا بإنجاز اتفاق أوسلو، وهو الآن ينهار وأي حديث عن مشروعات اقتصادية أو سياسية ضمن صفقة القرن لن تثبت كثيرًا"، مضيفًا:
مستمرون في المقاومة، وفي مسيرات العودة، وسنواجه أي مشروع أو صفقة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
صفقة القرن
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن "الولايات المتحدة ستسعى لسحب التفويض الممنوح للأونروا في الضفة وغزة، وطرح البدائل خلال مؤتمر البحرين".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله:
المحور الرئيسي الذي تدور حوله الخطوات المتوقع تقديمها خلال المؤتمر، هو كسر دائرة تخليد الصراع، واستبداله بالمساعدات والتنمية، والاعتماد على الذات. فبدلا من الاعتماد على المساعدات، تتمثل الفكرة في منحهم أدوات ليكونوا مستقلين.
وأضاف المصدر أن "نية الإدارة الأمريكية تتلخص باقتراح سلسلة من الخطوات التي تضع الفلسطينيين على طريق النمو والازدهار، بحيث يكون هناك تغيير في حالة الفقر والاعتماد على المساعدات للكثير من الفلسطينيين، حيث سيكون بإمكان السلطة والسكان الوقوف على أرجل مستقلة.
وقالت الصحيفة إن "الولايات المتحدة ستعرض في المقابل تأهيل مخيمات الضفة الغربية، وبناءها كمدن دائمة، بالإضافة إلى استبدال الكتب التعليمية وتوزيع الغذاء على اللاجئين بخطط تطويرية، تتم عبر منظمات غير حكومية دولية، ولكن ستديرها السلطة الفلسطينية بنفسها".
ووفقا لما قاله جيسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي خلال خطابه في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن أحد العناصر الرئيسية سيكون تصفية وإنهاء عمل دور الأونروا، والتي قال إنها "السبب الرئيسي لإدامة وتخليد الصراع".
رفض فلسطيني
وقال أبو مازن:
إن من يريد حل القضية الفلسطينية عليه أن يبدأ بالقضية السياسية، وليس ببيع أوهام المليارات التي لا نعلق عليها آمالا ولا نقبل بها لأن قضيتنا سياسية بامتياز.. قضيتنا تتقدم خطوة خطوة وسنصل بإذن الله إلى الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف: "ستذهب صفقة القرن أو صفقة العار إلى الجحيم بإذن الله، وسيذهب المشروع الاقتصادي الذين يعملون على عقده الشهر المقبل ليقدموا لنا أوهاما كذلك إلى الجحيم".
ومضى أبومازن قائلًا:
نحن قلنا كلمتنا ونقولها في كل وقت وأصدرنا البيانات اللازمة بأننا لن نقبل بهذا الاجتماع ونتائجه، لأنهم يبيعون لنا الأوهام التي لن يصل شيء منها إطلاقا، ونحن لسنا بحاجة لدعمهم لأننا بفضل جهود أبناء شعبنا الفلسطيني قادرون على أن نبني دولة عصرية حديثة بكل امتياز.
من جانبها، حذّرت الفصائل الفلسطينية الرئيسية من المؤتمر أيضا، وقالت في بيان صدر عن لجنة المتابعة التي تضم القوى والفصائل الفلسطينية الرئيسية، إن "مؤتمر المنامة، ورشة عمل تصفوية تحت عنوان مضلل في محاولة من الإدارة الأمريكية لتمرير المرحلة الأولى من مؤامرة صفقة القرن".
واعتبرت الفصائل — ومن ضمنها حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية — أن "مؤتمر المنامة يهدف لإشغال المنطقة بالقضايا الاقتصادية والإنسانية والفتن الطائفية، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته".