اليوم نستمع إلى وزير الخارجية السوري من بكين بأن سوريا لا تسعى لمواجهة مسلحة مع الجيش التركي، جاءت تصريحات المعلم خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين، قال فيها أيضاً، إنه "على المجتمع الدولي أن يقف في وجه الإرهاب الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على سوريا والصين وإيران وفنزويلا ودول أخرى.
على أي مبدأ يأتي هذه التصريح وما هي الرسائل التي يحملها إلى تركيا؟
ما هو كنه التصريح كونه أتى من الصين، هل دخلت الصين كضامن للعلاقة السورية التركية، وعلى أي أساس؟
ما هو وقع هذا التصريح على الجانب التركي هل سيؤوله التركي على مزاجه وهل يحتسبه تراجعاً أو تخوفاً سوريا؟
ما هو الرد المنتظر من قبل التركي على هذا التصريح خاصة بعد التهديدات التي أطلقها مؤخراً؟
بالنسبة للعنواين الرئيسية التي تحملها تصريحات المعلّم إلى تركيا قال الكاتب والباحث السياسي محمد العمري أنه:
"بطبيعة الحال التوقيت السياسي يلعب دوراً كبيراً في هذا التصريح، ولاسيما أن زيارة الوزير المعلم بهذا التوقيت تحمل ثلاث عناوين بقراءة شخصية، العنوان الأول محاربة الإرهاب وهناك تعاون متبادل وحاجة متبادلة بين الحكومة السورية والحكومة الصينية بخصوص الإيغور الذين يشكلون تهديداً للصين والتحكم التركي بهؤلاء، وهناك حاجة سورية بالتالي بالدرجة الأولى لمحاربة الإرهاب، ولذا نقول أن زيارة المعلم بالدرجة الأولى متعلقة بمحاربة الإرهاب،وهذا الأمر مرتبط بالجانب التركي ويمكن للصيني أن يلعب دوراً هاماً، ونحن نعلم أن الصين قدمت دعماً ماديا أثناء الحملة الإنتخابية لأردوغان منذ عدة سنوات قارب 300 مليون دولار وبالتالي يمكن للصين أن تستخدم الحرب الناعمة أو الضغط الناعم من خلال الإقتصاد على التركي من أجل تحجيم السلوك العدواني التركي".
بما يخص المعاني التي يحملها تصريح المعلم من بكين وهل يمكن أن تكون الصين كضامن للعلاقة السورية التركية وعلى أي أساس رأى العمري أن "هناك دائماً في العلاقات الدولية والدبلوماسية وسائل حميدة ووساطة وسائل أخرى تلجأ إليها الدول، وقد تكون إشارة المعلم هي للعب دور صيني من خلال مشروع "طريق واحد حزام واحد "للضغط على تركيا وإقناعها بالإبتعاد عن السلوك العدواني، والأساس الأول هي تأمين ظروف موضوعية وبيئية مناسبة، وتركيا وسورية والعراق وإيران هي من أهم المواقع الحيوية في صلة الوصل بين جنوب شرق آسيا وصولاً إلى أوروبا، وبالتالي يمكن أن يكون للصيني مساعي حميدة لدفع تركيا للتخلي عن دعم الإرهاب، وهناك حاجة صينية بطبيعة الحال للتنسيق مع الجانب التركي بخصوص الأيغور حول مناطق تواجدهم وأعدادهم و كيف سيتم التعامل معهم أو إعادتهم وكيف سيتم الحد من مخاطرهم بشكل أساسي. والعنوان الآخر هو مواجهة الإرهاب الإقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية كما وصفه الوزير المعلم، ونحن نعلم أن الولايات المتحدة تمارس هذا الإرهاب ضد سورية وتركيا لأسباب مختلفة تخدم مصالحها".
وحول ماهية التعاطي التركي انطلاقاً من طريقة فهمه لتصريح المعلم قال العمري:
"بطبيعة الحال اليوم يمكن القول أن الجانب التركي إنطلاقاً من الواقعية السياسة يدرك أن سورية في موقع أفضل مما كانت عليه في السنوات السابقة، وبالتالي لن يفهم التركي تصريح المعلم من موقف الضعف وهذا شيء طبيعي ، ولكن التركي يراهن اليوم على أمرين، الأول هو إطالة الأزمة قدر الإمكان للحصول على أفضل الإستثمارات سواء من الجانب الروسي أو الأمريكي أو ربما الصيني في مرحلة معينة، وبالتالي هو يسعى بالدرجة الأولى إلى الإرتكاز بشكل أساسي على المجموعات الإرهابية ليحصل على أكبر قدر من المكاسب الإقتصادية كما يحصل اليوم في العلاقات الروسية والمغريات التي قدمتها روسيا فيما يتعلق خط السيل الجنوبي وبناء المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية وزيادة عد السياح وإلى ماهنالك ،وبالتالي هذا الأمر يمكن أن يشكل دافعاً للنمو الإقتصادي التركي.والنقطة الثانية بما يتعلق بالمجاميع الأرهابية فتركيا تريد بشكل رئيسي فرض صيغة أو نظام الإخوان المسلمين على الحالة السورية القادمة وتركيا تعلم تماماً أن سورية لن تقبل بذلك".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف ابراهيم