قال اللواء جلال تاور الخبير العسكري والإستراتيجي السوداني في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الأحد، الشعب السوداني لديه تجربة سياسية سابقة إنحاز خلالها الجيش للشعب وفي النهاية تم تسليم السلطة للمدنيين، والمجلس العسكري الحالي يتعرض لضغوط داخلية وإقليمية ودولية كبيرة.
وتابع الخبير العسكري، الاتحاد الإفريقي قام بتعليق عضوية السودان، والاتحاد الأوربي ودول الترويكا مصممون على عدم منح السودان أي معونات ما لم يقم بتسليم السلطة للمدنيين، وفي النهاية ليس أمام المجلس العسكري سوى تسليم السلطة للمدنيين.
وحول التداعيات التي يمكن حدوثها حال إجراء الانتخابات المبكرة قال تاور، من الطبيعي أن تحدث توترات قبل وأثناء الانتخابات، لكن في النهاية إعلن المفوضية عن نجاح الانتخابات من عدمه هو الذي سيحكم على الأمر، فإذا تم انتخاب حكومة مدنية لا أظن استمرار للتظاهرات.
وأكد الخبير الاستراتيجي، أن المشكلة الآن تتمثل في القوى التي يفترض أن تسلم لها السلطة من جانب المجلس العسكري، هل هى قوى الحرية والتغيير أم تجمع المهنيين أم القوى السياسية الأخرى.
وأشار تاور إلى أن 170 حزب ومنظمة سودانية تقدموا بمذكرة إلى المجلس العسكري اعترضوا فيها على تسليم السلطة لقوى الحرية والتغيير وإقصاء الآخرين، حيث أن المجلس مازال يردد أن الباب مفتوح للتفاوض مع الجميع.
ولفت الخبير العسكري إلى أن الوسيط الإثيوبي جلس اليوم مع قوى الحرية والتغيير وهذا يعني أن هناك رغبة لاستمرار عملية التفاوض، ولن تكون هناك انتخابات مبكرة إلا إذا فشلت كل الجهود والوساطات في تسليم السلطة للمدنيين.
ويشهد السودان أزمة سياسية منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل/ نيسان الماضي إثر احتجاجات شعبية، لتستمر الاحتجاجات ضد المجلس العسكري الذي تسلم السلطة للمطالبة بنقلها للمدنيين.
ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود، في ظل خلافات عميقة بشأن من ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية، ومدتها ثلاث سنوات.
واقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، يوم الثالث من الشهر الجاري، وقامت بفضه بالقوة، ما أدى إلى مقتل أكثر من مائة شخص بحسب قوى الاحتجاج.