واحتشد المئات من الشباب والرجال المتظاهرين وسط تشدد وانتشار أمني واسع، اليوم، أمام مقر الحكومة المحلية في البصرة الغنية بمواردها التجارية، والاقتصادية العديدة، والتي يعيش فيها الأكثرية من المواطنين الفقر والبطالة.
وغطت "سبوتنيك" بالصور، التظاهرات في البصرة التي تشهد ارتفاعا كبيرا بعدد العاطلين عن العمل، ودرجات الحرارة، والتي تأثرت أيضا بالصراع الدولي في المنطقة من حرب محتملة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران.
وأعلن الناشط البارز في التظاهرات وأحد المشاركين في الاعتصامات والاحتجاجات التي تشهدها البصرة منذ العام الماضي، علي لمعلم، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، قائلا:
بدأت التظاهرات صباحا عند الساعة التاسعة حسب التوقيت المحلي، للبصرة، وهي الثالثة من نوعها بعد تظاهرات عصر يوم أمس، وصباح الخميس الماضي".
وأضاف لمعلم، أن مطالبنا هي توفير فرص العمل للشباب بالدرجة الأولى، والأساس، وكذلك منح الحقوق وتوفيرها لذوي "الشهداء" من المتظاهرين الذين قتلوا أثناء مشاركتهم في التظاهرات خلال العام الماضي.
ونوه لمعلم، إلى أن التظاهرات الحالية، احتشد فيها المتظاهرين أمام مبنى محافظة البصرة، وهناك انتشار أمني كبير، مشيرا إلى أن الوقفات احتجاجية وليست اعتصام مفتوح.
تجددت التظاهرات الغاضبة في محافظة البصرة الأغنى نفطيا جنوبي العراق، عدة مرات منذ منتصف العام الماضي 2018، بمطالب أضيف إليها إنقاذ السكان من السم القاتل الذي دب في مياه الشرب وأصاب عشرات الآلاف من المواطنين.
وانطلقت حملات لناشطين من البصرة، الواقعة أقصى الجنوب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتويتر، وانستغرام"، وتضامنت معها باقي المحافظات من مختلف الجهات الأربع، لإعلان المحافظة منكوبة وعدم صلح العيش فيها نتيجة التلوث والفقر.
وحتى أواخر آب/ أغسطس الماضي، قاربت حصيلة العنف الذي طال المتظاهرين المنتفضين ضد الفقر في البصرة، أغنى مدن العراق، أقصى الجنوب، الـ400 شخص ما بين قتيل وجريح، ومعتقل، ومجهول المصير، منذ شهر حزيران/ يونيو العام الماضي حيث الاعتصام بمطالب جدد إضافة إلى توفير العمل والخدمات.
وحسب الحصيلة التي حصلت عليها مراسلتنا، أواخر أغسطس الماضي، قتل أربعة متظاهرين، وأصيب 250 آخرون بجروح، نتيجة قمع التظاهرات من قبل الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة من محافظة البصرة، منذ يونيو الماضي.
أما عدد المتظاهرين الذين تم اعتقالهم، من قبل الأجهزة الأمنية، فقد بلغ خلال شهرين من بدء التظاهرات 137 معتقلا، في حين تم تسجيل 6 أشخاص ضمن "مجهولي المصير" تم اعتقالهم ولم يتم معرفة مصيرهم.
وتعتبر البصرة الواقعة في أقصى جنوب العراق، من أغنى مدن البلاد نفطيا ويعتمد عليها الاقتصاد العراقي بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى أنها المنفذ البحري الوحيد بموانئها التجارية المطلة على الخليج.