توجد آلاف الفرق لحماية الحيوانات من الصيادين غير الشرعيين حول العالم، لكن ما يميز فرقة "أكاشينغا" أنها تتألف من النساء فقط بينما تتشكل باقي الفرق في أفريقيا من الرجال فقط في الغالب.
نظم هذه الفرقة قناص أسترالي، يدعى ديميين ماندر، واستوحى القناص فكرته من فرقة "بلاك مامبا" وهي فرقة مؤلفة من نساء غير مسلحات يكافحن الصيد غير المشروع في جنوب أفريقيا.
"He found they were less susceptible to bribery from poachers and more adept at de-escalating potentially violent situations"
— People Not Poaching (@CommunitiesIWT) June 14, 2019
Here's an article on the Akashinga, or “brave ones’ who are a group of #female #rangers from local #communities in #Zimbabwe —> https://t.co/qjNp8mX4Vc pic.twitter.com/AbVJFf2zDc
ولتنفيذ المشروع قام ماندر ببيع منازله في أستراليا، واستخدم مدخراته، وأسس الصندوق الدولي لمكافحة الصيد الجائر، وهي منظمة غير ربحية تستخدم تقنيات العمليات العسكرية الخاصة لحماية الحياة البرية.
يقول ماندر "هناك قول مأثور في أفريقيا، إذا علمت رجلا، فأنت تعلم شخصا واحدا، لكن إذا علمت امرأة، فسوف تعلم شعبا كاملا".
Here's why Zimbabwe’s female rangers are better at stopping poaching. 💪#Akashinga #FemaleRangers #PoachingPrevention #ZimbabweRangers #FemaleEmpowerment https://t.co/GVBqvjCCTu pic.twitter.com/g6aretR4b0
— 🏳️🌈 Cara Santa Maria 🏳️🌈 (@CaraSantaMaria) June 1, 2019
وأراد ماندر تأسيس مشروع مماثل في زيمبابوي، لكنه قرر أنه يجب تدريب وتسليح أعضاء الفرقة لخطورة العمل، واختار القناص نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عاما كن ضحايا العنف المنزلي أو الجنسي، أو أمهات عازبات، أو زوجات مهجورات أو أيتام مات آباؤهم بسبب الإيدز، جمعهم ماندر من 29 قرية محيطة.
ومرت المقاتلات بتجارب حياة صعبة جدا منهن، مقاتلة تدعى كيلي، تعرضت للاغتصاب عندما كان عمرها 17 عاما ثم علمت أنها حامل فاضطرت لترك المدرسة لكن بما أنها لم تكن تمتلك أي مال تم أخذ ابنها منها وإعطاؤه لأم المغتصب، وهذا العمل هو الأول في حياتها وبعملها مع ماندر منحت فرصة جديدة للحياة والتأقلم مع مشاكلها، حيث أنها استردت ابنها وقادرة الآن أن توفر له ما يلزمه.
وكان ماندر يبحث عن نساء يحتجن إلى فرصة أخرى في الحياة، وقد مررن بتجارب قاسية ولايهبن شيئا، وفي النهاية عثر على 37 مرشحة، وعرضهن لاختبارات صعبة مثل الجوع والتعب الشديد والبرد والرطوبة.
وهذه الاختبارات هي نفسها التي يخضع لها جنود القوات الخاصة، والمثير للدهشة أن النساء الأفريقيات نفذن كل شيء دون صعوبة كبيرة، حتى مع الابتسامات والتشجيع لبعضهن البعض.
وأحد هذه الامتحانات جمع الخيمة التي يبلغ وزنها 90 كغ وسحبها إلى أعلى التل عندما تكون ساقك مربوطة بقدم مجند آخر، وهذا الاختبار ليس سهلا بالنسبة لرجل يتمتع بصحة جيدة ومدرب، وبالنتيجة تمكنت جميع المرشحات من تنفيذ المهمة عدا ثلاثة فقط منهن.
وتستخدم النساء بندقية "AR-15" القادرة على تدمير الهدف عن بعد أكثر من 500 متر كما يحترفن تكتيك الاختفاء عن الأنظار لالتقاط هدفهن، فعندما يشاهدن الهدف (الصياد) يصرخن، انبطح على الأرض! الآن! الآن! ويقلن أن الصيادين يرتجفون عند اعتقالهم.
ونفذت الفرقة من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017، 72 عملية اعتقال، ووفقا لماندر، لا توجد علامات فساد في صفوف "أكاشينغا".
How awesome is this? These kickass women are protecting Zimbabwe’s wildlife while maintaining a plant-based diet after making the connection to the animals we protect and the ones “we” eat. #akashinga #women #womensempowerment #vegan #activism @IAPF https://t.co/icutTJmD5J pic.twitter.com/kqIzdcHDg0
— Manda Ⓥ (@vegan_manda12) August 21, 2018
ووقعت المأساة الأولى للفرقة في مارس/ آذار 2018، حيث غرقت حارستين ومدرب عند عبورهم نهرا مضطربا.
والنساء الشجاعات لا يشربن الخمر ولا يدخن وهدفهن الأساسي من العمل هو الاعتناء بأسرهن والصرف على أبنائهن.
وقد التقى بهن رئيس زيمبابوي وعبر عن دعمه وافتخاره بالفرقة وحتى شاركت ابنته مرة في إحدى عمليات الفرقة.
والمشكلة أنه على مدار السنوات السبع الماضية، انخفض عدد الأفيال في القارة بنسبة 30 ٪، وقتل أكثر من 7 آلاف وحيد القرن في العقد الماضي.
ويقتل الصيادون الفهود والظبيان لجلودها والفيلة ووحيدي القرن لبيع قرونها التي تساوي ملايين الدولارات وتتحدد قيمتها المالية بحسب وزنها فالكيلو الواحد من وزن القرن يكلف 50 ألف يورو على الأقل، ما يجعل هذه التجارة أكثر ربحا من التجارة في الذهب والنفط، لكنها بطبيعة الحال تؤدي إلى أضرار بيئية كبيرة إذ تهدد بانقراض هذه الأنواع من الحيوانات ما يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي.
والجدير بالذكر أن إحدى صور الفرقة فازت في مسابقة عالمية "World Press Photo".