طالما حذرت قوى المعارضة من عملية انتخابية غير محايدة، إلا أنها كانت تعول على الشارع الذي يأمل في التغيير، بحسب قولها، لكن أسدلت لجنة الانتخابات المركزية، أمس الاثنين، الستار عن الانتخابات الرئاسية، معلنة فوز وزير الدفاع السابق، محمد ولد الغزواني.
الشعب الموريتاني
أسباب الخسارة
محمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، ومرشح قوى المعارضة لانتخابات الرئاسة الموريتانية، قال:
إن خسارة مرشحي المعارضة في الانتخابات الرئاسية أمام مرشح النظام كان متوقعًا في ظل الإجراءات التي تمت قبل وأثناء العملية الانتخابية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن "الانتخابات كانت مهيئة من طرف واحد، وهو الخصم والحكم، رغم مطالبنا المتكررة قبل الاقتراع بضرورة تحييد اللجنة المشرفة على الانتخابات".
وتابع:
تم رفض كل مطالب المعارضة التي سعت لضمان نزاهة العملية الانتخابية، وتم اختيار أعضاء اللجنة من الأحزاب المساندة فقط لمرشح النظام.
آلية ميكانيكية انتخابية
وأكد أن "العملية كانت معدة سلفًا لصالح الغزواني لحسم المعركة الانتخابية في شوطها الأول، على الرغم من توقع كل المراقبين والمطلعين على العملية الانتخابية أن تدخل الانتخابات إلى شوط ثاني".
ومضى قائلًا:
تجاوز الانتخابات في الشوط الأول كان مستبعدًا جدًا، لكن الرئيس عبدالعزيز منذ عام 2009 قام بتجهيز آلية ميكانيكية انتخابية لتمرير الانتخابات في يومها الأول، ومرر نفسه في انتخابات 2014 بهذه الطريقة.
تحرك المعارضة
وبشأن الخطوات التي تنوي قوى المعارضة اتخاذها لمواجهة ما أسمته بـ "تزوير الانتخابات"، قال ولد مولود، إن "المعارضة أعلنت بعد قرار اللجنة الانتخابية فوز الغزواني رفضها للنتائج".
وبين أن "قوى المعارضة تدرس مدى جدوى تقديم طعون في ظل الإطار العام غير البناء، وفي ظل لجنة انتخابات غير مستقلة، ودولة بدون مؤسسات لها درجة من المصداقية".
وأنهى حديثه قائلًا:
هناك صعوبة بالغة في توقع أي نتيجة من هذه الطعون، لكن سندرس القصية، وسنعلن ما الذي يمكنه أن نفعله حيال ما حدث.
تحذيرات مسبقة
وقبيل الانتخابات حذر السالك وليد سيدي محمود، نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، ونائب سابق في البرلمان الموريتاني، من "تدخل الرئيس الموريتاني بهذا الشكر السافر في الانتخابات".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك":
إن الرئيس يريد أن يوصل رسالة للشعب أن لا وجود للديمقراطية، ولا أمل للتغيير، وأن المؤسسة العسكرية متحكمة، وأن الديمقراطية أحلام، والأمر الواقع سيفرضه النظام، والانتخابات بهذه الطريقة ستكون شكلية.
وأشار إلى أن "تدخل الرئيس لصالح مرشح بعينه قد يعطي نتائج عكسية، حيث لاحظنا ردة فعل الشعب والنخب على تلك التدخلات".
ومضى قائلًا: "الأمر عند هذا المستوى سيكون له تأثيرًا سلبيًا، أما إذا كان تم ترجمته إلى وقائع تتعلق بتزوير الانتخابات والتدخل المباشر في النتائح، فهذا ما سيؤثر بشكل كامل على مجريات الأمور".
فوز الغزواني
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية، الاثنين، فوز وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني بالانتخابات الرئاسية في بالبلاد.
وقالت اللجنة في بيان:
الغزواني رئيسا لموريتانيا بنسبة 52.01 بالمائة.
وقال ولد بلال في مؤتمر صحفي، ليل الأحد / الاثنين، إن "الانتخابات التي جرت السبت تعتبر انتصارا للشعب الموريتاني ولبنة في تعزيز ديمقراطية البلد"، وأكد أن "اللجنة نظمت انتخابات شفافة فتحت الباب أمام أول تناوب سلمي على السلطة في تاريخ البلد".
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 62.66 بالمئة.
وكان أربعة مرشحين للانتخابات الرئاسية الموريتانية قد أعلنوا، الأحد، رفضهم للنتائج الأولية للانتخابات التي أسفرت عن فوز مرشح السلطة، وزير الدفاع السابق، محمد ولد الغزواني.
ضرورة التغيير
ويحظى ولد الغزواني، وهو وزير دفاع سابق بدعم 20 حزبا من الأغلبية، كما أنه صديق مقرب من الرئيس المنتهية ولايته، محمد ولد عبد العزيز. ومن جانبها، دعت اللجنة المستقلة للانتخابات المرشحين، في بيان صحفي، إلى "الهدوء وضبط النفس، بعد أن أعلن ولد الغزواني عن فوزه في الانتخابات".
وتنافس في هذه الانتخابات ستة مرشحين، هم وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني، ورئيس الحكومة السابق سيدي محمد ولد بوبكر، والمعارض محمد ولد مولود، والناشط الحقوقي بيرام ولد عبيدي، والبرلماني السابق كان حاميدو بابا، والخبير المالي محمد الأمين المرتجي.
وتعتبر هذه الانتخابات واحدة من أهم الاستحقاقات الرئاسية التي تشهدها موريتانيا منذ انطلاق التعددية السياسية بداية التسعينيات من القرن الماضي، كما أنها أول انتخابات يسلم فيها رئيس منتهية ولايته الحكم لرئيس منتخب.