قال عبد الستار الجميلي، أمين عام الحزب الطليعي الناصري في العراق باتصال مع "سبوتنيك" اليوم الاثنين، من المتعارف عليه في القانون الدبلوماسي أن سفير أي دولة إنما يعبر دائما عن رأي دولته، وإذا ما أراد التعبير عن رأيه الشخصي إما أن يطلب الإذن من مرجعيته في الخارجية أو أن يشفع تصريحه بالتأكيد على أن ما يصرح به هو رأيه الشخصي.
وأضاف الجميلي، طرح السفير العراقي في واشنطن رأيا خطيرا لا يعبر عن رأي غالبية الشعب العراقي وغالبية أعضاء السلطات العراقية، فالموقف الشعبي والرسمي العراقي معروف في موقفه الحاسم والرافض لأي علاقة مع "الكيان الصهيوني الغاصب" للأرض العربية، وتأييد حق الشعب العربي الفلسطيني في تحرير وطنه والعودة اليها.
وأكد الجميلي أن موقف السفير لا يعبر عن الموقف الشعبي والرسمي، وجاء تعليق الخارجية العراقية مخيبا للآمال إذ اكتفت بتصريح دبلوماسي، معتبرة رأي السفير غير مناسب والتأكيد على الموقف المبدئي من قضية فلسطين، وكان المطلوب أن يتم استدعاء السفير وإنهاء عمله ومعاقبته سياسيا وإداريا وقانونيا، حتى يكون عبرة لغيره.
وطالب أمين عام الحزب الطليعي الناصري، لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، أن تتخذ موقفا جديا، وأن تستدعي السفير وتتخذ إجراءات أكثر من مجرد التحقيق معه، وهي قادرة إذا أرادت وصممت على ذلك، لكن اللجنة تبقى رهينة التوافقات والمساومات بين الكتل، التي ينتمي السفير الى إحداها، مثلما هو حال البرلمان بشكل عام المعطل عن أي دور رقابي أو تشريعي بفعل هذه التوافقات والمساومات التي قتلت الديمقراطية منذ أول دورة.
وأصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانا صحفيا عقب الانتقادات التي طالت سفير بغداد في واشنطن، فريد ياسين، الذي تطرق في ندوة صحفية إلى مسألة التطبيع مع إسرائيل.
وجاء في بيان الوزارة: "تناقلت وسائل الإعلام تصريحات غير مناسبة على لسان السفير العراقي في واشنطن. ويهم وزارة الخارجية أن توضح أن الدول ووسائل الإعلام تولي أهمية خاصة للقضية الفلسطينية، والتي غالبا ما تمثل محورا أساسيا في المؤتمرات واللقاءات التي يحضرها ممثلونا ووفودنا في الخارج.
وتابع البيان: "يحصل أحيانا اجتزاء، أو نقص تعبير يقع فيه البعض يشوه موقف العراق المبدئي؛ لذلك نجدد التأكيد أن موقف العراق إزاء القضية الفلسطينية هو نفسه الموقف المبدئي والتاريخي برفض الاحتلال الإسرائيلي، واغتصابه لأرض عربية".
وشددت الوزارة على أن العراق لا يقيم "أية علاقات مع دولة الاحتلال، وملتزمون بمبدأ المقاطعة".
ولطالما كان العراق في جميع المحافل الإقليمية والدوليّة، وعلى طول التاريخ داعما للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني في نضاله، والدفاع عن حقوقه، ولم يتخل يوما واحداً عن موقفه، الرافض لكل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب للأرض والذي يقتل، ويهجر، ويدمر حياة الإنسان ظلما وعدوانا".
وكان السفير ياسين أجاب عن سؤال بخصوص مؤتمر البحرين الأخير حول صفقة القرن وإمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل قائلا: "هنالك أسباب موضوعية قد تدعو لقيام علاقات بين العراق وإسرائيل منها أن هنالك جالية عراقية مهمة في إسرائيل"، موضحا أن أبناء تلك الجالية لا يزالون معتزين بتقاليدهم العراقية.
وأضاف السفير أن هناك سببا آخر قد يدفع لإقامة العلاقات وهي تكنولوجيا الري التي تفوقت فيها إسرائيل من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية التي تعاني من شح المياه.
وتدارك بالقول إن الأسباب الموضوعية ليست كافية للتواصل مع إسرائيل حيث هناك أسباب معنوية واعتبارية أقوى لا تسمح بذلك، لأن "العراقي يمتثل للأسباب المعنوية والاعتبارية".