وأوضح في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط": "كنا نريدها فترة انتقالية قصيرة، يتم فيها الترتيب للسلام والأمن، وإعادة ترتيب البيت السوداني من الداخل، والتحضير لانتخابات يشارك فيها الجميع".
وعن سر الأزمة بين المجلس وقوى الحرية والتغيير، قال البرهان: "نحن وقوى الحرية والتغيير، كل منا كان يظن أن الآخر يسعى لتقويض الاتفاقات، وكلما اقتربنا من اتفاق تحدث أشياء خارجة عن الإرادة تنقض الاتفاق".
وأردف: "ما زلنا نعتقد أن هنالك جهات لا تريد أن يتم اتفاق، ولا تريد الخير للسودان".
أما عن فض الاعتصام، فقال البرهان: "أصلا لم يجر التخطيط، لا في أدنى أو أعلى مستوى، بدخول قوات لمنطقة الاعتصام، كان التخطيط كله منصبا على تفريغ منطقة كولمبيا، الأجهزة الأمنية كلها تعرف ذلك جيداً، وكذلك الجهات العدلية؛ القضاء والنيابة العامة".
ومضى: "ربما انحرفت القوات ودخلت منطقة الاعتصام، وربما حدثت بعض الأمور، لكن أصلا لم يتم التخطيط لفض الاعتصام، أو التوجيه من فرد في المجلس العسكري أو القيادة العسكرية لأي قوات بأن تدخل منطقة الاعتصام".
واستطرد: "لجنة المجلس العسكري أنهت تحقيقاتها، والنائب العام طلب ضم هذه اللجنة إلى اللجنة التي كونها، ولكن تقارير لجنة المجلس العسكري جاهزة، وتم رفع التوصيات لشخصي، وتوصلت إلى أن هنالك قوات دخلت ساحة الاعتصام، وهنالك مسؤولون عن الأمر، وتم تحديدهم".
واتفق المجلس العسكري وقادة قوى الحرية والتغيير، الجمعة الماضية، على ترؤس مجلس سيادي بالتناوب ولمدة 3 سنوات على الأقل، والتحقيق بشكل شفاف في أحداث العنف الأخيرة، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة.
جاء الاتفاق بين قوى إعلان الحرية والتغيير وبين المجلس العسكري الانتقالي، الذي يدير شؤون السودان منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 نيسان/أبريل الماضي، ويترأسه حاليا الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد فترة من انسداد أفق التفاوض بين الجانبين ووقوع أحداث عنف، كان أبرزها في أوائل حزيران/يونيو الماضي، حينما جرى فض اعتصام أقامه المعارضون بمحيط القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم أسفر عن وقوع أكثر من مئة قتيل.
ويدير المجلس العسكري الانتقالي شؤون السودان منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في الحادي عشر من أبريل الماضي، إثر احتجاجات شعبية واسعة، لتستمر الاحتجاجات ضد المجلس للمطالبة بنقل السلطة للمدنيين.
ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود في ظل خلافات عميقة بشأن تشكيل المجلس السيادي المنوط به تسيير المرحلة الانتقالية.
واقتحمت قوات نظامية سودانية، في الثالث من حزيران/يونيو الماضي، ساحة اعتصام القوى المعارضة أمام القيادة العامة للجيش بوسط العاصمة الخرطوم وفضت اعتصامهم بالقوة، ما أسفر عن وقوع أكثر من 100 قتيل.