استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، الأحد الماضي، وزير الخارجية لسلطنة عُمان، وناقشا آخر التطورات على الساحتين الإقليمية، والتحديات السياسية والاقتصادية وسبل التصدي لها، وفقا للوكالة السورية.
الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لوزير خارجية دولة خليجية منذ 2011، طرحت تساؤلًا مفاده: "هل تنجح عمان في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية؟".
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، اتخذت الجامعة العربية قرارا بتعليق عضوية سوريا، ومؤخرًا، أعادت دول عربية عديدة علاقاتها مع دمشق، وتمثل ذلك بافتتاح كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين سفارتيهما في دمشق بعد إغلاقها منذ العام 2012.
رسائل إيجابية
الدكتور محمد خير عكام، عضو مجلس الشعب السوري، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، قال إن "زيارة وزير خارجية سلطنة عمان لسوريا تحمل رسائل إيجابية، وتصب في الاتجاه الصحيح".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الدور العماني من الحرب على سوريا كان إيجابيًا وموقفها كان مختلف عن باقي دول الخليج، وأي لقاء بين قادة سوريا والسلطنة، يكون إيجابيًا".
وأكد أن "اللقاء بين الوزير العماني وبشار الأسد قد يكون يحمل رسائل لها علاقة بما يجري في سوريا، أو رسالة لها علاقة بالصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة".
رفض سوري
وبشأن إمكانية أن تكون بشأن عودة سوريا للجامعة العربية، أكد عكام أن "الزيارة لم تأت لترتيب البيت العربي وفي مقدمتها عودة سوريا للجامعة، استبعد أن يكون الوزير العماني قد حمل رسائل بهذا الخصوص".
وتابع: "سوريا قالتها أكثر من مرة، إنها لن تعود للجامعة العربية، وعلى الدول التي علقت عضوية سوريا في الجماعة أن تراجع قرارها، المخالف بطبعه لميثاق الجامعة".
وأنهى النائب السوري حديثه قائلًا:"سوريا لن تعود للجامعة، لكن على العرب أن يصححوا الخطأ الذي ارتكبوه في حق سوريا، بتعليق عضويتها".
أبعاد استراتيجية
من جانبه قال عوض بن سعيد باقوير، صحفي ومحلل سياسي عماني، إن "زيارة يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة لدمشق، ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد، لها أبعاد استراتيجية هامة، خاصة توقيتها، حيث وصلت الحرب الأهلية في سوريا إلى أمتارها الأخيرة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "إدلب تظل المشكلة الأخيرة، بحيث يفسح المجال لمصالحة سورية — سورية من خلال اتفاق جنيف والجهود السياسية التي تبذل على أكثر من صعيد".
وأكد أن "زيارة الوزير العماني لسوريا هي الثانية، وتعد السلطنة من الدول التي لم تقطع علاقاتها بسوريا في إطار مبادئ السياسة الخارجية العمانية التي تؤمن بأهمية الحوار، وإيجاد قواسم مشتركة لحل الصراعات والحروب".
محاولات عمانية
وبشأن أهمية الزيارة فيما يتعلق بإعادة سوريا للجامعة العربية، قال باقوير، إن "السلطنة تدعو إلى عودة سوريا للجامعة، إيمانًا بأهمية المصلحة القومية، وباعتبار سوريا بلد مهم عربيًا، وإقليميًا".
وتابع: "تجمع السلطنة وإيران علاقات جيدة، وترتبط طهران بعلاقات استراتيجية مع سوريا، ولعبت دورًا كبيرًا خلال الحرب للحفاظ على وحدة سوريا، ومن هنا تأتي أهمية الزيارة لإيجاد مخرج لموضوع الجامعة العربية وإدلب".
وأشار إلى أن "الزيارة تأتي انطلاقًا من الدور الديبلوماسي العماني النشط والمقبول إقليميًا ودوليًا، لإيجاد حلول لصراعات المنطقة في سوريا واليمن، حيث تبذل السلطنة جهودًا كبيرة مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث لإنهاء الحرب اليمنية، علاوة على إيجاد حل سياسي بين طهران وواشنطن".
ومضى قائلًا: "الاتجاه العماني نحو سوريا يهدف إلى رجوع سوريا للجامعة العربية، وحل ما تبقى من أزمات داخلية، وزيادة التعاون بين البلدين"، مؤكدا أن "الجانب الإيراني والروسي ينظران إلى الدور العماني في القضايا الإقليمية بشكل إيجابي، في إطار محاولات السلطنة للتخلص من الصراعات والحروب وإقرار السلام في المنطقة".
أهداف الزيارة
وأجرى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق تناولت العلاقات الثنائية ومساعي "استعادة الأمن والاستقرار" في المنطقة، حسبما أفادت وزارة الخارجية العمانية.
وزيارة بن علوي النادرة لوزير عربي إلى دمشق، هي الثانية له منذ اندلاع النزاع في العام 2011 بعد زيارة أولى في تشرين الأول/اكتوبر 2015. وهو الوزير الخليجي الوحيد الذي زار سوريا في السنوات الثماني الأخيرة.
وقالت الخارجية العمانية في تغريدة على تويتر: "استقبل الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، الوزير يوسف بن علوي الذي يزور دمشق حاليا".
وأضافت أنّ بن علوي نقل خلال اللقاء "تحيات السلطان قابوس بن سعيد".
وبحسب الوزارة، بحث اللقاء "العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيز المساعي الرامية إلى استعادة الامن والاستقرار في المنطقة".
كما عقد بن علوي جلسة مباحثات رسمية مع نظيره السوري وليد المعلم جرى خلالها "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الراهنة على الساحة العربية الإقليمية".
فيما قالت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) إن اللقاء "تناول بحث التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة محاولات طمس الحقوق العربية التاريخية في ظل الأزمات والظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حاليا".
كما تناول الجانبان "التحديات المفروضة على المنطقة برمتها سياسيا واقتصاديا وكيفية التصدي لها في مختلف المجالات".
وفي وقت سابق، أكد وزير خارجية سلطنة عمان أن عودة سوريا إلى "الجامعة العربية" أمر ضروري، مشيرا إلى أن هناك مواقف من بعض الدول العربية تعرقل عملية العودة.
وسلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع دمشق كما فعلت باقي الدول الخليجية.
كما تقدمت السلطنة بمبادرات عديدة من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة السورية عبر تواصلها مع الأطراف المختلفة.