وكشف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مجموعة إرهابية قامت عند الساعة 1.30 فجر اليوم بتفجير عبوة ناسفة مستهدفة أحد المقاطع الجبلية لخط نقل الغاز القادم حقل الشاعر إلى معمل إيبلا بريف حمص الشرقي.
وقال المصدر أن طول خط نقل الغاز الذي تم استهداف أحد مقاطعه النائية، يبلغ 77 كيلومترا بقطر 16 إنشا، وهو ينقل ما يعادل نحو 18% من انتاج سوريا اليومي من الغاز.
وأدى تفجير خط "الشاعر/ إيبلا" إلى خروج نحو 2.5 مليون متر مكعب من إنتاج سوريا من الغاز الجاهز للاستخدام يوميا ينتجها معمل إيبلا، وهي كمية يتم تمريرها بالكامل إلى محطات توليد الكهرباء للإيفاء بالطلب المحلي على الطاقة.
وبين المصدر أن الوحدات الهندسية قامت بتمشيط منطقة الاستهداف الإرهابي، ليلي ذلك دخول ورشات وزارة النفط وانطلاق عمليا الإصلاح، متوقعا أن يتم الانتهاء من صيانة الأجزاء المتضررة من الخط خلال الـ 24 ساعة القادمة، ليليها على الفور معاودة ضخ الغاز من الحقل إلى المعمل.
وأشار المصدر إلى أن العملية الإرهابية التي حاولت تعطيل إمدادات الغاز من حقل الشاعر، تتسق تماما مع استماتة الدول الغربية في تشديد الحصار الخانق على سوريا والحيلولة دون وصول الاحتياجات الطاقوية إلى موانئها، ملمحا إلى ما حدث في مرابط ضخ النفط في مصفاة بانياس قبل أيام، والبصمات الواضحة لأجهزة الاستخبارات الغربية في تدميرها، سعيا لمراكمة المعاناة على الاقتصاد الوطني والسكان.
وأوضح أن عمليات إصلاح خط "الشاعر" ستجري بسهولة أكبر بكثير من تلك التي تطلبها إصلاح مرابط النفط في ميناء بانياس النفطي، والذي تم الاستعانة بتقنيات عالية لإصلاحها.
ويقع جبل الشاعر إلى الشرق من محافظة حمص وسط البادية السورية الواقعة بين مثلث تدمر/ حمص/ حماة، وهو هي منطقة صحراوية خالية، فيما تتوزع مخافر للحراسة في بعض تلاله.
واستعادت سوريا جزءا من انتاج حقولها الغازي بشكل تدريجي بعد معاودة الجيش السوري وحلفائه السيطرة على مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في البادية السورية.
وبحسب وزير النفط والثروة المعدنية السوري علي غانم، ارتفع إنتاج حقول الغاز السورية من 10.0 مليون متر مكعب يوميا قبل بداية الأزمة عام 2011 إلى 16.5مليون متر مكعب نهاية العام الماضي 2018.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد دشن في أيار 2010 معمل غاز إيبلا بريف حمص الشرقي بطاقته الإنتاجية 5.2 مليون متر مكعب من الغاز النظيف يومياً، وتحدث حينها عن أهمية متابعة وتنفيذ مشاريع التعاون العربي والإقليمي والدولي في مجال استيراد وتصدير ونقل وتسويق الغاز.
ويقع معمل إيبلا الذي نفذته شركتا بتروكندا وبتروفاك في ريف حمص الشرقي، إلى الشرق من بلدة الفرقلس بحوالي 10 كم، ويتكون من محطة تجميع الغاز في حقل الشاعر وخط لنقل الغاز الخام بطول 77 كم وقطر 16 بوصة، وهو يربط بين حقل الشاعر ومعمل الغاز في الفرقلس، إلى جانب خط لتصدير الغاز من المعمل إلى الشبكة الوطنية بطول 3.2 كم وقطر 16 بوصة.
ووفق مدير العام يون فيريز، استثمرت بتروكندا خلال عامي 2009 و2010 أكثر من مليار دولار لتطوير حقل الشاعر وحقل الشريفة القريب منه.