بناء على ما نتج من الإجتماع الأخير هل يكون لقاء أستانا القادم نقطة لحسم الملف السوري بشكل جزئي على الأقل وفي أي إتجاهات ؟
ماهي الملفات العالقة في حقيقة الأمر وتعيق تحقيق التقدم اللازم في لقاءات أستانا ومن يقف ورائها فعلياً ؟
كيف يمكن أن نقرأ أهمية مشاركة العراق ولبنان في الإجتماع القادم وماهي دلالات إدخالهما في حل الملف السوري دولياً ؟
لما خفتت الأصوات التي كانت تدعو لإعادة إحياء مسار جنيف أمام حلبة صراع أستانا وأين مؤتمر سوتشي منهما ؟
كيف يمكن لأزمة الملف السوري أن تخرج من عنق زجاجة أستانا وتتخطى حفر جنيف؟
بناء على ما نتج من إجتماع أستانا الأخير وعلى النتائج المتوقعة من اللقاء القادم يقول الكاتب والباحث السياسي والإجتماعي محمود صالح
"تأتي المحطة القادمة من أستانا في مطلع شهر آب القادم بعد توقف لفترة طويلة سعياً من الدول الراعية لتبرير التقدم الميداني في محاربة الإرهاب، بالرغم من يقين الدول الراعية أن الجانب السياسي في الأزمة السورية لم يعد له من الأهمية مكان لعدة أسباب، أولها تلاشي المكون السياسي المزعوم للمعارضة وإنفراط عقد التحالف الدولي سياسياً مع المعارضة، ومباشرة الدول الراعية الدور الذي تريده بشكل مباشر ونقصد هنا أمريكا وتركيا، وهذه المحطة لن تكون منتجة في أي جانب لعدم وجود محاور واضحة لورقة العمل".
أما لجهة مشاركة العراق ولبنان في جولة أستانا القادمة رأى صالح أن
"مشاركة العراق ولبنان ليست أكثر من مشاركة بروتوكولية، لأن الموقف العراقي الرسمي واضح مما يجري في سورية، وكذلك اللبناني واضح ولو أنه منقسم بين موقف الرئيسين عون والحريري لذلك لن تقدم أو تؤخر هذه المشاركة في مجريات الأزمة السورية."
وعن مايمكن أن ينتظر من الجولة القادمة قال صالح
" الأكيد أن المحطة الثالثة عشر من أستانا لن تاتي بجديد لأن الميدان لم يقدم أوراقاً جديدة لتوضع على الطاولة، حيث مازالت جبهة إدلب بدون حسم نتيحة عدم الوصول إلى إتفاق روسي تركي حقيقي، فلا تعهدات أردوغان بمنطقة خفض التوتر والتصعيد نفذت ولا ضوء أخضر روسي لتطهير تلك المناطق من قبل الجيش العربي السوري ، في الحقيقة حسم الملف السوري يبقى مرهوناً بالقضاء على آخر إرهابي على الأراضي السورية وخروج آخر جندي تركي وأمريكي من الأراضي السورية. أستانا لن تقدم حلولاً لا جزئية ولا كلية لأن الحلول الحقيقية تحتاج إلى صدق التركي في تعهداته لروسيا وكذلك الأمريكان إضافة إلى وقف الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة".
وأردف صالح
"مايتم الحديث عنه بخصوص الدستور لن يكون منتجاً، لأن مناقشة الدستور هي حق لكل أطياف الشعب السوري، واليوم هناك جزء من الشعب العربي السوري مسلوب الإرادة في إدلب والجزيرة، وبالتالي كل ما يتم الحديث عنه حول الدستور هو ثرثرة غير منتجة، اليوم ترى أمريكا والدول الأوربية أن أستانا و سوتشي لن تكون بديلاً عن جنيف، الحقيقة أن أستانا هو أكثر واقعية من جنيف الذي ولد ميتا بسبب غياب إيران".
وأضاف صالح
"اليوم البعض يسعى للضغط على إيران إنطلاقا من الأزمة السورية، حيث ربطت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا حل الأزمة السورية في إنهاء الوجود الإيراني في سورية، بل وقدمت رشوة سياسية للروس أنها لن تبحث في مصير الرئيس بشار الأسد وكأنها هي من يقرر بقاء أو رحيل الرئيس، ولكنها تعترف الآن بفشلها في إسقاط القيادة الشرعية السورية، وبالتالي تحاول مفاوضة الروس للإعتراف بحقيقة فشلها بذلك."
أما عن السبل المطلوبة لخروج سورية من عنق زجاجة أستانة وتخطي ألغام جنيف أشار صالح إلى أن
" الملف السوري يحتاج اليوم إلى خطوتين، الأولى تكمن في إنتزاع الورقة الأساسية من يد التركي والمتمثلة في المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب، وهذا سيكون متاحاً فيما لو إستطاع الروسي ضمان خروج الأمريكي بدون حرب مع الجيش العربي السوري، وبالتالي منح الطمأنينة للتركي بإنهاء هواجسه من الأكراد في الجزيرة. بذلك فقط يتقدم الملف السوري، وحينها يمكن الجلوس على طاولة الحوار بين كل السوريين وفتح كل الملفات دون إستثناء، وبدون ذلك هي تقطيع للوقت وثرثرة لا معنى لها".
التفاصيل في الحوار الصوتي المرفق...
إعداد وتقديم : نواف إبراهيم