وتعد حالات الأقزام نادرة، ولكنها تختلف عن الفئات المرضية أو غير العادية، بأن القزم إنسان يتعامل مع الناس بصفته البشرية العادية، وقادر على التواصل والحياة رغم ما يواجهه من صعوبات.
يعيش نحو ١٠٠ ألف قزم، قرر بعضهم استغلال ما هو عليه كميزة وليس عطبا، فدخل مجال السينما، ونال الشهرة التى تتمناها، لكن البعض الآخر يعيش حياة مليئة بالمتاعب، منها التهميش وعدم الاعتراف بهم وبحقوقهم، وتجلى هذا التهميش في إهمال الدولة لرعايتهم وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، وكان الأغرب هو عدم تصنيفهم ضمن فئات الإعاقة، وهى أكبر المشكلات التى يواجهها قصار القامة "الأقزام"، والذى أدى إلى عدم وجود إحصائيات رسمية باعدادهم لحصر مشاكلهم.
قال القزم محمد رشاد، الشهير بـ"بطيحة" لـ "سبوتنيك"، من الإسكندرية والذي يعمل راقص في أحد الفرق الفنية الشعبية، إن عائلته ليست كلها أقزام، بل هم بشر عاديين، وقد ولد هو وأخوه فقط أقزام، وأرجع هذا إلى العامل الوراثي الذي ينتج عن زواج الأقارب بشكل كبير.
وأضاف بطيحة أنه عاش صعاب كثيرة، ولم يكن يخرج من المنزل إلا محمولا من جانب الأهل، وعندما كبرت قام أهالي بإدماجي في الحياة العامة، وكنت أذهب إلى المدرسة وأعود منها بمفردي، ولكنني لم أكمل الدراسة وخرجت من الثاني الإعدادي.
وتابع القزم "بطيحة" أحب الفن منذ صغري، ولذا عملت أنا وأخي في الكثير من المسارح والمهرجانات وشاركت في بعض الأعمال السينمائية مع الفنان الراحل وائل نور، وأتمنى أن أحقق الاستقرار في حياتي من الناحية الإنسانية والمادية.
وعن حياته اليومية قال القزم بطيحة:
أمارس حياتي اليومية بشكل عادي وأذهب إلى عملي في أي مكان بالمواصلات العامة، حيث يقوم الناس بمساعدتي وأشكرهم على ذلك.
أما القزمه الملقبة بـ"شاكيرا"، قالت لـ"سبوتنيك":
نحن ابنتان في عالم الأقزام، حيث أن أبي وأمي من الأقزام أيضا، وكنا نعيش حياة عادية أنا وأختي قبل أن يموت أبي وأمي، ونحن الآن نعيش حياتنا مع الفن وفرقة الفنون، حيث أقوم بالرقص في المهرجانات مع الساحر "ريشة العجيب"، وأشعر بحب الناس لي على المسرح، وأتمنى أن تهتم بنا الدولة ونتعامل ضمن الفئات المستثناه.
أما ساحر السيرك المعروف بـ"ريشة الجيب"، والذي يصطحب بطيحة في كل جولاته الفنية يقول لـ"سبوتنيك":
أنا أتبنى المواهب من الأقزام، وأدفع لهم مقابل مجزي نظير عملهم على المسرح، وهذا الأمر يوفر للقزم حياة كريمة حتى لا يتحول إلى متسول بالشارع.
وأضاف ريشة الأقزام يحتاجون لمعاملة طيبة بها نوع من الرحمة والإنسانية، وأن تشعرهم بأنهم آدميين مثل كل البشر، لكن في الحقيقة يجب معاملتهم كأطفال.
بلغ عدد الأقزام في العالم طبقا لأحدث إحصائية ٢٠٠ ألف قزم، بالإضافة إلى الدراسة المصرية الحديثة والتي قام بإعدادها مركز بحوث الأغذية، والتي قالت إن حوالي ٣٨٪ من المصريين يعانون من (القزم الغذائي)، وهو قصر القامة المرتبط بسوء التغذية.
وهذه الظاهرة بلغت بين الأطفال ٢٤٪، حيث تزداد بالمناطق الريفية إلى ٢٥.٢٪ عن المدينة التي تبلغ نسبتها ٢٠.٥٪، أما في الصعيد المصري ترتفع النسبة إلى ٤٧٪ ، وتصل في الوجه البحري الي ٣٠.٨٪، وأشارت الدراسة إلى أن الإصابة بالتقزم قد تحدث عندما يكون هناك نقص في هرمون النمو أثناء فترة الطفولة و الذي يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية التي تعرف باسم (المايسترو).