اختلاف التوقيت حول أول أيام شهر رمضان وعيد الفطر، كان آخره العيد الماضي، حيث حل في بعض الدول قبل يوم من الدول الأخرى، وكان منها بعض الدول التي تربطها حدود مشتركة، الأمر الذي صاحبه موجة من الجدل الكبير على مواقع التواصل.
ووفقا لحسابات المعهد، فإن أول أيام عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الأحد الموافق 11 أغسطس المقبل.
على الجانب الآخر، دعت المحكمة العليا في السعودية، الثلاثاء الماضي، إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء الخميس 1 أغسطس، التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة لعام 1440 هجرية. وقالت المحكمة في بيان، إنها تهيب بعموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء يوم الخميس.
من ناحيته قال الدكتور صلاح محمود، رئيس معهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الأسبق، وأستاذ ديناميكا الأرض، إن الناحية العلمية تؤكد أن الدول، التي تشترك في جزء كبير من الليل بنحو 5 ساعات تتوافق في بداية الشهر ونهايته.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن الأفضل للدول العربية والإسلامية هو إنشاء هيئة دولية تضم علماء الفلك والشريعة والإفتاء المشهود لهم بالكفاءة في الدول العربية والإسلامية، ويحدد مقرها وتجهز بأحدث الوسائل العلمية الحديثة.
وأوضح أن هذه الهيئة ستكون مسؤوليتها استطلاع الهلال وإعلان الأعياد وبداية شهر رمضان لكل العالم الإسلامي في يوم واحد، بما يساهم في تفادي الأزمات التي تتكرر كل عام نتيجة اختلاف الأعياد وبداية شهر رمضان.
وشدد على أن الهلال يظهر في نفس التوقيت لجميع الدول المشتركة في جزء من الليل، إلا أن عوامل الجو يمكن أن تحول دون رؤيته في بعض الدول، إلا أنها يمكن أن تتبع الدول، التي ظهر فيها طبقا للحسابات الفلكية.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، الأربعاء 31 يوليو، أن التقويم الزمني فيما يتصل بالشرائع السماوية، أمر يختلف بتنوع البلاد لاعتبارات دينية.
ويوضح أن الأخذ بمسألة الدولة المشتركة في وقت من الليل تعد من الأمور الظنية والاجتهاد، وليست مسألة قطعية، وأن بعض الفقهاء قالوا إن لكل قطر رؤيته، وأنه لا بأس أن يكون لقطر رؤيته، كونها ترجع إلى العرف والاجتهاد.
وتابع بأن حمل الناس على توقيت موحد هو من الأمور الطيبة، حيث يمكن الصعود بطائرة هيلوكوبتر بمستوى السحاب ورؤية لحظة ولادة الهلال بالعدسات الخاصة، نظرا لأنه يظهر لمدة دقائق فقط، وهو ما يتيح الجمع بين الشريعة والفلك، من خلال مشاركة عالم من كل تخصص.
ويرى كريمة أن الاختلاف في توقيت الشهور الأخرى يمكن الأخذ به، ما عد بداية شهر ذي الحجة، خاصة أن وقفة عرفات ترتبط بالتاسع من ذي الحجة، وهو ما يلزم التوافق على يوم واحد بالنسبة لعيد الأضحى، لارتباطه بالمناسك، إلا أنه لا يرى أي تعارض مع الأخذ بالشريعة والعلم معا من خلال العمل الجماعي.