وقال مراسل "سبوتنيك" في ريف إدلب إن هجوما عنيفا يشنه تنظيما (أجناد القوقاز) و(حراس الدين) في هذه الأثناء على محاور تل مرق وشم الهوى والجدوعية والسلومية جنوب (أبو الظهور) في ريف إدلب الشرقي.
ونقل المراسل عن مصدر ميداني أن قوات الجيش السوري تمكنت من تفجير عربتين مفخخين قبل وصولهما إلى هدفهما على محور الاشتباك، كانت التنظيمات المسلحة قد استهلت الهجوم بإرسالهما نحو نقاط الجيش.
وأكد المصدر أن تعزيزات عسكرية مناسبة وصلت إلى خطوط التماس في المنطقة لاستيعاب الهجوم، مشيرا نقاط إلى استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش ومسلحي التنظيمات الإرهابية المهاجمة حتى اللحظة.
وعلى التوازي، ينفذ الطيران الحربي عدة غارات مستهدفا خطوط إمداد المسلحين الخلفية في منطقة الخوين وأراضي الزرزور ومحيط مدينة التمانعة بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وتعد محافظة إدلب خزانا ضخما للتنظيمات الإرهابية، وقد شكلت منذ بداية الحرب معبراً مهماً لدخول السلاح والمسلحين الأجانب ذوي الميول التكفيرية، كما كانت وجهة عشرات آلاف المتطرفين ممن رفضوا المصالحة في مناطق مختلفة بسوريا وتم نقلهم بعد اتفاقات التسوية إلى المحافظة.
وكان تنظيم "أجناد القوقاز" قد سيطر على منطقة أبو الظهور ومطارها العسكري مطلع العام 2016 وارتكب مجازر بشعة بحق حامية المطار وسكان القرى والعشائر المحيطة به، بزعم أنها "موالية للنظام السوري".
وينتشر "أجناد القوقاز"، وهم مقاتلون متطرفون ينحدرون من دول الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا كأذربيجان وأرمينيا وجورجيا، وجمهورية الشيشان، في بعض مناطق إدلب وريفها الشرقي، خاصة في مدينة (أبو الظهور) التي تم تخصيصها لهم كمركز لـ (إمارة القوقاز).
وقبل تحريره على أيدي الجيش السوري وحلفائه، كان مسلحو (أجناد القوقاز) قد اتخذوا من مطار أبو الظهور العسكري مقرا قياديا رئيسيا لقواتهم التي تقدر أعدادها بآلاف المقاتلين المتمرسين، ومن البلدات القرى المحيطة مستوطنات لهم ولعائلاتهم.
وبدأ وصول المقاتلين القوقاز إلى سوريا مع عائلاتهم في عام 2012، قبل أن يتم تجميع معظمهم ضمن فصيل عسكري واحد تحول فيما بعد إلى كيان مستقل عن الفصائل الأخرى.
ويتكون فصيل "حراس الدين" من مقاتلين متشددين أعلنوا في 2016 إنشاء تنظيمهم الخاص محافظين على ولائهم لزعيم (تنظيم القاعدة العالمي) في أفغانستان أيمن الظواهري.
ويقود "حراس الدين" مجلس شورى يغلب عليه مسلحون من حملة الجنسية الأردنية والخليجية كـ(أبو جليبيب الأردني "طوباس"، أبو خديجة الأردني، أبو عبد الرحمن المكي، سيف العدل، وسامي العريدي...) ممن لهم باع طويل في القتال بصفوف "تنظيم القاعدة" في أفغانستان والعراق والبوسنة والشيشان واليمن.
ويتمتع تنظيم (حراس الدين) بحضور أقرب للرمزي في أبو الظهور، إذ يتركز ثقله الأساسي في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي بالقرب من مناطق سيطرة الحزب الإسلامي التركستاني.