و أضاف في حوار خاص مع وكالة "سبوتنيك" أن إعادة العلاقات مع سوريا موضوع سابق لأوانه، وأن أي موقف يتخذ بإعادة العلاقات معها يجب أن يكون مرتبطا بمصلحة الشعب السوري.
ما هي الأسباب التي دفعتك إلى الترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها لسنة 2019؟
أنا لم أترشح في الانتخابات السابقة لأنه كانت لنا رؤية داخل حزب التيار الديمقراطي أن الدورة الثانية ستكون بين المنصف المرزوقي و الباجي قايد السبسي، و السبسي في ذلك الوقت كان يمثل تصور معين لمنظومة سابقة وكنا نخشى أن يصل إلى الحكم، هذا تفسير سنة 2014 .
أما سنة 2019 فهناك تفسير جديد، معايير التصنيف اليوم ما زالت مرتبطة بفكرة الثورة في علاقة بالتهميش و الفساد، لم يعد معيار معارضة النظام السابق معمولا به لأنه مثلا هناك جزء من معارضي بن علي اليوم تتعلق بهم شبهات فساد، هذه التطورات في المفاهيم سمحت لي بالتقدم بكل ثقة بتقديم اسمي للترشح للانتخابات وطرحنا أنفسنا كبديل وحسب رأيي رئيس الجمهورية يجب أن يكون شخص وفاقي قادر على التعايش مع رئيس الحكومة وفي نفس الوقت لا يسمح لأي طرف بتجاوز الدستور، و أعتقد أنني أمتلك هاتين الميزتين.
ما هي أكثر النقاط التي تركز عليها في الطريق إلى قرطاج؟
الطريق إلى قرطاج يتطلب شخصا يمتلك ميزتين تبدوان متعارضتين ولكنهما في صميم شخصية رئيس الجمهورية، أولا يجب على الرئيس أن يكون مرنا ليستطيع المحافظة على علاقة جيدة مع رئيس الحكومة وفي نفس الوقت صارما للمحافظة على الدستور وحمايته من أي محاولات لخرقه وأنا أعتقد أنني من خلال خبرتي السياسية أمتلك هذه الشخصية التي تمزج بين الصرامة و المرونة.
ما هي المهمة الأولى لمحمد عبو في حال فوزه في الانتخابات؟
يبدو أن الوقت قد حان لتتخلص تونس من بعض السلوكات الخطيرة، أعتقد أن هذه المهمة هي في صميم صلاحيات رئيس الجمهورية. الفساد السياسي له علاقة وثيقة في علاقته بالأمن القومي، و اعتقد أنه في حال انتخابي سأضع حدا له.
ما هي الدولة الأولى التي ستزورها في حال فزت في الانتخابات؟
الجزائر وليبيا، هذه دول شقيقة وصديقة، أيضا هم شركاؤنا في اتحاد المغرب العربي وأنا أدعو إلى إحيائه و إتمام هياكله.
كيف تقيم فترة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي؟
رحم الله الباجي قائد السبسي، بعد وفاته توقف كل التهجم وأنا كنت من كبار منتقديه سابقا ولكن كله كان في إطار النقد، لكن رغم ذلك أستطيع أن أقول أن دستور 2014 لم يطبق في فترة الباجي قايد السبسي، واختص ببعض الصلاحيات التي لم ينص عليها الدستور وفي بعض الحالات رأينا نوعا من الصراع بينه وبين رئيس الحكومة.
لديك تصريحات في فترة الترويكا مثيرة للجدل تتعلق بالمحتجين وبراوبط حماية الثورة، هل ترى أن هذه التصريحات يمكن أن تكون محددا للتصويت لك؟
ولهذا أنا أخاطب العقول و لدي ثقة في وعي و عقول التونسيين، وأنا أحذرهم يجب التثبت من كل المعلومات التي لها علاقة بالمرشحين، فماذا لم يحسنوا الاختيار قد يصل إلى السلطة متحيل.
هل تشعر بأنك أخطأت في فترة حكم الترويكا خلال توليك خطة وزير لدى رئيس الحكومة مكلف بالإصلاح الإداري سنة 2011 قبل استقالتك؟
لم أكن أرغب بالمشاركة في الحكومة ولكن مشاركتي كانت قرارا حزبيا. شخصيا لم أرد لحزبي في ذلك الوقت أن يشارك في الحكومة وكنت أتوقع أن نتضرر سياسيا بعد تحالفنا مع حركة النهضة نظرا لكثرة خصومها. لا أستطيع اليوم أن أقول أنني أخطأت، لكنني قمت بواجبي وما يمليه عليا ضميري.
ما هو تصورك للسياسة الخارجية لتونس؟
التصور العام بالنسبة لي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لتونس يعتمد على المحافظة على القديم مع البحث عن التجدد، هناك شركاء تقليديون وأهمهم دول الاتحاد الأوروبي وما تتعلق به من مصالح اقتصادية متبادلة، هذه العلاقات يجب المحافظة عليها لكن هذا لا يمنع من العودة إلى الانتماء الحضاري والتاريخي العربي، وفي هذا الإطار أعتقد أنه لا يجب الدخول في أي معارك من أي نوع مع أي دولة عربية، هناك دول عربية من الأكيد أنها منزعجة من الديمقراطية التونسية ولكن هذا ليس سبب لعدم تحسين العلاقات من خلال مصارحتها بالدلائل على تدخلاتها وذلك لبناء صفحة جديدة معها.
يعني في حال الفوز بكرسي الرئاسة، يمكن أن نرى محمد عبو في زيارة لمصر؟
موقفي واضح جدا مما حصل في مصر وحزب التيار الديمقراطي من الأوائل الذي أبدى موقفا مما حصل في مصر سنة 2013. نحن نتقدم لمنصب الرئاسة و الذي يحتم علينا عدم الدخول مع أي دولة عربية في صراع، هذا لا يعني التخلي على أفكارنا و التي تدفعنا للانزعاج من بعض المواقف المعينة التي تحصل فيها تجاوزات مع احترام مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير إلا في حالة تحول هذه التجاوزات إلى كوراث أو جرائم حرب مثلما ما حصل في سوريا التي سنتحدث فيها لاحقا.
أعتقد أن العلاقة مع مصر يجب أن تتحسن بما يخدم مصالح الشعبين و يخدم الصراع الليبي.
في حال فوزك كيف سيكون موقف تونس من الصراع الخليجي الخليجي؟
الأولوية المطلقة هي تحسين صورة الدولة التونسية، تونس بعد الثورة و بداية من سنة 2011 أصبحت لها مكانة مهمة جدا في نظر الدول الكبرى وخاصة الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة، بعد ذلك ضربت هذه الصورة وأصبحنا دولة تصدر الإرهاب.
بتطوير التعاون الأمني والاستخباراتي وتحسين العلاقات ستكون لك بعض المصداقية التي تسمح لك بحل بعض المشاكل أو التوسط في بعض النزاعات.
فيما ما يتعلق بالصراع الخليجي- الخليجي يجب على تونس محاولة تقريب وجهات النظر و جس النبض قبل تقديم مبادرات من شأنها أن يكون لها دور في حل هذا الخلاف، الخط الأحمر الذي لا يجب أن تتخطاه تونس هو الانحياز إلى طرف ضد طرف آخر خاصة في ما يتعلق بالدول العربية.
بالنسبة للصراع الليبي أنا اعتبره من الأولويات الكبرى لتونس، سنكون طرفا في حل الأزمة الليبية بمبادرات السلام من أجل إنهاء هذا الصراع.
في حال فوزك هل ستعيد العلاقات مع سوريا؟
في هذه اللحظة ليس هناك توجه في اتجاه إعادة فتح سفارات أو إعادة علاقات، و لكن في ما يتعلق بالجانب الأمني وتبادل المعلومات سنتصل بمختلف الأطراف.
هذا الموضوع سابق لأوانه بالنظر إلى المأساة التي يعانيها الشعب السوري، هذه المأساة تسبب فيها الكثير من الأطراف من ضمنهم من يحكم سوريا اليوم كذلك أطراف أجنبية خاضت معاركها في الأراضي السورية إلى جانب الإرهابيين الذي كانوا أداة لبعض الدول، أي موقف يتخذ في علاقة بإعادة العلاقات مع سوريا يجب أن يكون مرتبطا بمصلحة الشعب السوري بعد التنسيق مع الدول العربية الأخرى التي لا يمكننا اتخاذ قرارات دونها.
أجرى الحوار: مريم قديرة