الباليه، الزومبا، التشاتشا، التانغو، السالسا وأولاً وأخيرا الرقص الشرقي، لم يكن المهندس الشاب حكمت سانجيان ابن مدينة حلب يلم بهذه الأنواع من الرقص قبل اندلاع الحرب، ولكنه وجد بتعلمها واحتراف بعضها وسط الدمار والقصف، عالمه الخاص الذي أدخل إليه مئات المتدربات والمتدربين، ليبدأ سريعا بقطف الإنجازات والجوائز، مكتسباً شهرة استثنائية، تعود لاحترافه أنواعا من الرقص النسائي.
"سبوتنيك" التقت الشاب حكمت سانجيان وتابعت نهارا تدريبيا لأنواع مختلفة من الرقص، مليئا بالرشاقة والليونة والإيقاع.
يقول سانجيان:" أنا خريج كلية الهندسة المدنية من جامعة حلب وحاليا أتابع الدراسات العليا في هذا المجال البعيد عن مجال الرقص، وقد أحببت الجمع بين هذين المجالين، وأنا الآن أدرب كل أنواع الرقص، الهندي، الشرقي، الرقصات والدبكات الفلكلورية العربية، الباليه، الزومبا، التشاتشا، التانغو، السالسا وغيرها من الأنواع".
ويضيف" خلال سنوات الحرب التي مرت على مدينتي "حلب" كانت الحياة شبه متوقفة في المدينة المحاصرة بالإرهاب والقصف، فأحببت في ظل هذا الحصار أن أحقق شيئا مفيداً لي وللآخرين ضمن الحصار المصغر الذي أعيشه في منزلي هربا من قذائف الموت التي كانت تلاحق أبناء المدينة، ووجدت في شبكة الانترنت ضالتي، حيث بدأت بالتعرف إلى أنواع مختلفة من الرقص وبدأت بتعلمها بشكل شخصي، وكان الرقص يشدني للاستمرار بما فيه من سحر وقدرة على التخلص من الطاقة السلبية وفوائد رياضية للجسم".
ويتابع سانجيان:
بدأت بتعليم الأصدقاء الذين قابلوا مبادرتي بإقبال استثنائي، فاتجهت بشكل مركز إلى الرقص الشرقي لما فيه من فوائد رياضية لكونه يمرن جميع عضلات الجسم ولارتباطه بالمجتمع العربي، وفي الوقت نفسه بدأت بتعليم رقص الباليه للأطفال من عمر سنتين ونصف السنة وحتى سن الثالثة عشر، إضافة إلى تعليم مئات الشبان والشابات لأنواع مختلفة من الرقص الغربي، إضافة إلى الدبكات الجماعية.
ويوضح حكمت سانجيان: فيما يتعلق بالرقص الشرقي، فقد أحببت التوسع بتعليمه في حلب بالرغم من استهجان الكثيرين لفكرة أن يكون مدرب الرقص رجلاً، فهو نوع من الرقص مخصص للإناث، ويتطلب الكثير من الأنوثة والمرونة، ولكني أعتمد في تعليمي لهذا "الرقص" الذي ليس له عمر محدد لممارسته، على توجيه "الصبايا" إلى تقنيات الرقص الصحيحة وأترك لكل منهن أن تضفي على الرقصة شخصيتها وطريقتها، وأنوثتها وجمالها الخاص.
وحول أعداد متدربيه، يقول حكمت: أقوم حاليا بتدريب أكثر من 500 طالب وطالبة على أنواع مختلفة من الرقص، وأنا في غاية السعادة لكون الفكرة التي حلمي الصغير، بدأت تكبر وتزدهر، وتبشر بمستقبل واعد، وخاصة من خلال مشاركاتي مع فرق دربتها بنفسي في مسابقات على مستوى الوطن العربي حصلنا من خلالها على العديد من الجوائز، وهو ما يمنحني الكثير من السعادة لأنني أقدم هذه الانجازات إلى مدينتي حلب التي نرفع اسمها عاليا مع كل إنجاز نحققه.