قالت آمال قرامي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة منوبة التونسية، إن نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في الجولة الأولى لم تكن مفاجئة.
ما أسباب مؤشرات التغير؟
وأضافت في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" اليوم، أن السنوات الماضية لوحظ فيها بعض التغيرات في عقلية الناخبين، خاصة في ظل الدور الإعلامي لعبه الإعلام من خلال تلاعب بعقول المواطنين، واستغلال عواطف المواطنين.
هل تتحمل النخب السياسية النتيجة؟
وأوضحت أن النخب السياسية في تونس تسببت في انعدام الثقة والناخبين نظرا لتعنتها واعتمادها على أدوات تقليدية، وتضخم الذات وعدم استشراف المستقبل.
الإحباط وخيبات الأمل وراء التحول
وترى قرامي أن حالة الإحباط وخيبات الأمل والرغبة في التغيير كلها عوامل دفعت للمشهد الراهن، فضلا عن الأزمات المتكررة وهيمنة لوبيات الفساد السنوات الماضية وكذلك التدخلات العربية والغربية في الشأن التونسي.
وبحسب قرامي أن بعض المؤشرات الخاصة بالانتخابات التشريعات المقبلة، تشير إلى أن الأحزاب الكبرى ستحافظ على مكانتها في البرلمان، إلا أن التوازن هذه المرة سيكون صعبا، في ظل التشظي والمشهد الذي انفلت من كل الحسابات السياسية.
التصويت العقابي
من ناحيته قال منذر ثابت المحلل السياسي التونسي، إن ما حدث في الانتخابات التونسية هو نتيجة التصويت العقابي.
وفسر ثابت في تصريحاته إلى "سبوتنيك"، الاثنين، بأن الشعب قرر معاقبة المنظومة السياسية بطرفيها في تونس، الحاكمة والمعارضة، وأنه صوت لمرشحين من خارج المنظومة، وهو ما يتماشى مع المشهد الدولي الذي يسير نحو هذا الاتجاه.
هل ينسحب التصويت العقابي على البرلمان؟
وأشار إلى أن التصويت العقابي بدأ منذ الانتخابات المحلية التي خسرت فيها النهضة والأحزاب الكبرى نسبها المعتادة، وأن ذلك شكل مؤشرات لظهور
ما هي فرص صعود حزب نبيل القروي؟
ويشدد ثابت على أن المؤشرات تشير إلى أن حزب نبيل القروي "قلب تونس"، يتصدر الانتخابات التشريعية المقبلة، في ظل تراجع نسب الأحزاب الكبرى، وأن التصويت العقابي في الرئاسيات يلقي يتداعى بشكل مباشر على الانتخابات البرلمانية.
لماذا خسر هؤلاء
بحسب الخبراء فإن خسارة وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وعبد الفتاح مورو والعديد من الأسماء التي كانت مرشحة للجولة الثانية بحسب استطلاعات الرأي يعود إلى الأزمات التي تعرضت لها تونس الفترات الماضية والتي انعكست على الشاعر التونسي بشكل كبير، ما دفع المواطن للتصويت ضد المنظومة السياسية كافة في تونس طوال السنوات الماضية.
نتائج أولية
أوضحت النتائج المعلنة في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، صباح اليوم الاثنين، بعد فرز 27 في المئة من محاضر الفرز في مكاتب الاقتراع داخل وخارج البلاد إلى تقدم المرشح المستقل أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية بنسبة وصلت إلى 19 في المئة، بحصوله على أكثر من 176 ألف صوت في الدوائر الـ33 داخل وخارج البلاد.
وأظهرت النتائج الأولية أن رجل الأعمال الموقوف في السجن زعيم حزب "قلب تونس" نبيل القروي حصل على 14.9 بالمئة ليحل ثانيا، حيث حصل على أكثر من 138 ألف صوت.
وبحسب النتائج الأولية أيضا حصل نائب رئيس حزب النهضة عبد الفتاح مورو على 13.1 في المئة بنحو 122 ألف صوت، ثم وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي على 9.6 في المئة، ثم رئيس الحكومة يوسف الشاهد على 7.4 في المئة.
وأغلقت صناديق الاقتراع في معظم مراكز التصويت في تونس، مساء أمس الأحد، في ثاني انتخابات رئاسية تشهدها تونس، منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.