تظهر إسراء في مقطع الفيديو رفقة "صديقتها الصدوقة"، في حين استوقفها الهريمي، فيما يبدو للمشاركة في بحث عنوانه "كذبة نيسان".
"احكيلها خطبت"
وفي بداية الفيديو، سألها الشاب عن اسمها فأجابت: "إسراء غريّب"، ثم عاد وطلب منها إعادة الاسم، فذكرته ثانية وبشكل واضح، فسألها الشاب: "غريّب بيت سحور؟" ما يعني انحدارها من منطقة بيت سحور فأجابت "نعم".
وأضاف الهريمي: "هل تعلمين من أين جاءت كذبة نيسان؟"، لترد إسراء: "لا أعلم.. كانت قد مرت المعلومة معي من قبل إلا أنني لا أذكر الإجابة".
وتابع الهريمي:"لو أرادت الكذب فمن ستختارين الضحية"، فأجابت أنها "ستختار إحدى زميلاتها من الجامعة".
وفي نهاية الحوار تطلب إسراء من المحاور أن يقول لها "كذبة حلوة"، ليجيب الشاب: "بدك تغيظي صحبتك، احكيلها خطبت".
بريئة ومقبلة على الحياة..
حظي مقطع الفيديو على أكثر من مليون مشاهدة وآلاف التعليقات، وقد علق متابعون على اللقاء بالوصف إنه يعكس كيف كانت "مقبلة على الحياة ومنطلقة وبريئة". كما علق المخرج الفلسطيني مأمون الهريمي على الفيديو الذي نشره قائلا أنه "انتظر الانتهاء من التحقيقات حول قضيتها حتى يتسنى له الحديث في الأمر"، مضيفا إن "السوشيال ميديا وحسب خبرته في فلسطين فإنه يساعد على التفرقة والاشاعات".
وقال إن:
"فلسطين شهدت العديد من جرائم قتل النساء وأن النسبة سترتفع ما دام الفلسطينيين لم يحركوا ساكنا كون الحدث الذي جرى في بيت لحم بحق إسراء غريب مصيبة ووجع قلب".
وأضاف الهريمي إن قضية إسراء غريب يجب أن تقلب الموازين وتعديل قوانين حماية الاسرة والعقوبات في فلسطين، داعيا إلى حملة شعبية تطالب الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه محمد اشتيه بتغير قانون حماية الأسرة والقوانين الأخرى التي تساعد في حماية المرأة الفلسطينية.
"نريد قوانين جدية"
وتابع : "نريد قوانين جدية تطبق على أرض الواقع، وليس قوانين يجري دراستها دون تنفيذ".
تعود بداية القصة عندما توفيت فتاة تدعى إسراء ناصر غريب (21 عاما) من بلدة بيت ساحور قضاء بيت لحم، في فلسطين، قيل إنها فارقت الحياة إثر تعرضها لنوبة قلبية، لكن هناك روايتين للوفاة.
الأولى، إن أخاها قتلها عمدا بعد تعذيبها وذلك اعتمادا على مقطع فيديو ومعلومات متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
والثانية، تقول إن الوفاة طبيعية إثر اضطرابات عقلية، إذ أصدرت عائلة الشابة بيانا نشر على عدد من المواقع الفلسطينية نفت فيه الاتهامات التي يتم تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووصفوها بـ "الشائعات المغرضة".
وقال خلال مؤتمر صحافي عقد في رام الله: "سبب وفاة إسراء هو قصور حاد في الجهاز التنفسي جراء ما تعرضت له من ضرب وعنف"، نافيا بذلك الادعاءات التي أشارت سابقا إلى أن الفتاة سقطت من شرفة المنزل.
وفقا للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ومنظمات أخرى، فقد لاقت 18 فلسطينية على الأقل حتفهن هذا العام على أيدي أفراد أسرهن، الأمر الذي تسلط عليه قضية إسراء غريب الأضواء.
يذكر أنه في مايو/ أيار عام 2014، أصدر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مرسوما ألغى بموجبه العذر المخفف لقضايا القتل على خلفية الشرف بعدما كان قانون العقوبات المعمول به في الأراضي الفلسطينية، الذي يعود إلى عام 1960، يمنح عذرا مخففا لمن أقدم على قتل امرأة بدواعي الدفاع عن الشرف.