تعتبر "توماس كوك" من أقدم شركات السياحة في العالم، أسسها رجل الأعمال البريطاني طوماس كوك، الرائد في السياحة سنة 1871 بعد أن قام بتنظيم عدد كبير من الرحلات غير المنظمة عبر العالم قبل أن يقرر تأسيس شركة "توماس كوك وأبناؤه" بالاشتراك مع جون ماسون كوك.
كيف أفلست توماس كوك؟
في 14 مايو/ أيار سنة 2018 سجل سعر سهم شركة "توماس كوك" نحو 138.76 جنيه إسترليني قبل أن يبدأ بالانهيار ليصل في 13 مايو 2019 إلى 20.15 جنيه إسترليني، بالتزامن مع ذلك بدأت الشركة سلسلة من المفاوضات مع المقرضين في محاولة لتوفير التمويل الإضافي والتوصل لاتفاق، لكن دون جدوى.
ارتدادات الإفلاس وصلت إلى تونس بعد أن أصاب الذعر أغلب المتعاملين معها بصفة مباشرة أو غير مباشرة ما دفع بأحد النزل في تونس إلى منع عدد من السياح البريطانيين من العودة إلى بلادهم.
إحدى السائحات صرحت "المشكلة أن الفندق قد أمدنا بفاتورة مفصلة يطالبنا فيها بدفع ما يقارب 1800 جنيه إسترليني لكننا سبق وأن دفعنا جميع التكاليف إلى شركة توماس كوك و اليوم هم يمنعون الجميع من العودة إلى حين خلاص هذه الأموال".
10 نزل ستتكبد خسائر مالية كبيرة
رئيس الجامعة التونسية للنزل رضوان بن صالح قال بأنه لا يمكن الإنكار بأن إفلاس "توماس كوك" ستكون له تأثيرات كبيرة على السياحة في تونس خاصة وأنها عادت إلى التعامل مع تونس مطلع العام الحالي.
ويضيف بن صالح في تصريح لسبوتنيك "هناك ما يقارب 10 فنادق في تونس تتعامل بشكل مباشر مع "توماس كوك" و في ما يتعلق بحجم المعاملات فهي تصل إلى ما يقارب 200 مليون دولار وهو رقم ضخم".
انقطع تعامل "توماس كوك" مع الوحدات السياحية في تونس منذ عملتي باردو و نزل "الأمبريال" الإرهابيتين اللتين راح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى من السياح الأجانب معظمهم من الجنسية البريطانية لكنها عادت للسوق التونسية مطلع العام الجاري وهو ما يؤكد إنحسار حجم المعاملات إلى 200 مليون دولار.
بدوره يقول رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار جابر بن عطوش في تصريح لسبوتنيك إن شركة توماس كوك منذ عودتها للتعامل مع السوق التونسية تمكنت من جلب ما يقارب 100 ألف سائح إلى تونس، معتبرا أن إفلاس الشركة سيشكل خسارة كبيرة للسياحة في تونس وسيعيد شبح الأزمة من جديد.
من جهته اعتبر الخبير في المجال السياحي شهاب بن عباس في تصريح لسبوتنيك أن إفلاس "توماس كوك" لن يشكل خسارة كبيرة للسياحة التونسية بحسب تقديره.
وقال الخبير إن السوق البريطانية لا تمثل أكبر سوق بالنسبة للسياحة التونسية، مبينا بأنه تم تضخيم تداعياتها على تونس في عدد من وسائل الإعلام،مشيرا إلى أن أغلب مسؤولي القطاع السياحي في تونس كانوا على علم بالأزمة التي تعيشها "توماس كوك" منذ أشهر وتوقعوا إفلاسها.
وزير السياحة يدعو إلى عقد مجلس وزاري استثنائي
وزير السياحة التونسي أشرف الأسبوع الجاري على أشغال اجتماع أزمة ضم مسؤولين عن القطاع السياحي وبحضور سفيرة بريطانيا بتونس وأكّد على هام الاجتماع على أنّ الوزارة طلبت من السفيرة وضع آجال معقولة لخلاص النزل التونسية نظرا للوضعية المادية الصعبة التي تمر بها هذه النزل،مبينا بأن بريطانيا كلفت من سيتابع الموضوع مع تونس وبقية الدول المتضرّرة.
كما دعا الوزير إلى عقد مجلس وزاري استثنائي للنظر في كيفية مساعدة النزل التونسية على تجاوز الإشكال الحاصل من خلال إمكانية منحها قروضا ميسّرة ودون فوائض مع إعفائهم من الاداءات.
وأوضح الوزير إلى أن نحو 103 ألف سائح أتوا هذا العام إلى تونس عبر رحلات توماس كوك إلى غاية 10 أيلول/سبتمبر 2019.
إفلاس توماس كوك هو نهاية واحدة من أقدم الشركات في بريطانيا وإسدال الستار على واحدة من أعظم مؤسسي مفهوم السياحة في العالم، وعلى الرغم من ضعف معاملاتها مع تونس إلا أن هذا الحدث سيضع عددا من الفنادق على حافة الإفلاس.