سأل جندي مبتدئ مساعد قائد سريته: هل تقدر التماسيح على الطيران؟. وقوبل هذا السؤال بسؤال آخر طرحه مساعد قائد السرية: من قال ذلك؟ ولم يتهرب الجندي من الرد على هذا السؤال، فكشف أن قائد السرية قال ذلك...
تحكى هذه النكتة عن مروحية "مي-24" التي لها سجل حافل بإنجازات. ويسميها العسكريون مازحين بالتمساح، لأنها تتمتع بقدرات تشابه قدرات سيد البحيرات والأنهار الاستوائية، وتجاريه في قوة الصمود والقدرة على مقاومة الأعيرة النارية.
تاريخ حافل بالبطولات
شوهد هذا التمساح في السماء لأول مرة قبل 50 عاما. ويلفت المعلق العسكري فيكتور ليتوافكين، الذي طار على مروحيات "مي-24" إلى أن مروحية "مي-24"، كانت في زمن ولادتها، المروحية الوحيدة القادرة على توجيه الضربات الساحقة للقوات المعادية على الأرض أثناء قيامها بحركات سريعة تجنِّبها الاصطدام بالصواريخ المضادة التي تطلقها القوات المعادية.
وخاضت مروحية "مي-24" معركتها الأولى في عام 1978 في اثيوبيا. ويعتقد أنه بُدئ بمناداتها بالتمساح في هذا البلد.
ثم شاركت المروحية الروسية المسماة بالتمساح في الحرب العراقية الإيرانية حيث نازلت "كوبرا" الأمريكية وتغلبت عليها في أكثر من نزال. وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 1982، أسقطت مروحية "مي-24" بصاروخها مقاتلة "إف-4 فانتوم" الأمريكية.
وخلال حرب إسرائيل على لبنان في عام 1982 دمرت مروحيات سورية من طراز "مي-24" مائة دبابة إسرائيلية على وجه التقريب وفقا لإفادة مؤرخين عسكريين.
يقول المعلق ليتوفكين إن "التماسيح" الروسية كافحت التجارة غير المشروعة في البرازيل من خلال اصطياد مهربي السلع.
تحيطه المحبة
قبل سنوات اضطرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى خرق حظر الكونغرس لتشتري 20 مروحية من طراز "مي-24" من أجل الجيش الأفغاني بعد أن تبين أن الأفغان يرفضون الطيران على المروحيات الأمريكية ويحبون مروحية "مي-24" الروسية لبساطة تشغيلها وسهولة صيانتها وإصلاحها ومقاومتها للأعيرة النارية.
ولا تزال مروحية "مي-24" وموديلها الحديث "مي-35" تعتبر من الطائرات المروحية القتالية الأكثر فعالية في العالم. وتمتلكها 60 دولة.
ويواصل أكثر من 100 "تمساح" الخدمة العسكرية في روسيا حسب المعلومات المكشوفة.
وإجمالاً تملك القوات المسلحة الروسية نحو 500 مروحية. ويكفي هذا العدد من المروحيات لتحقيق المهام المطروحة على القوات المسلحة الروسية في الوقت الراهن.