ويأتي هذا الافتتاح بعد اتخاذ كل الإجراءات والترتيبات اللازمة من الجانب السوري لإعادة تأهيل هذا المعبر، في ريف دير الزور الشرقي، وهو أحد المعابر الثلاثة التي تربط سوريا بالعراق.
وتأتي هذه الخطوة بعد أكثر من عامين على تحرير تلك المنطقة من تنظيم داعش الإرهابي، على الجانبين السوري والعراقي.
سياسيا
وعن أهمية فتح المعبر بين العراق وسوريا، يلخص مهند حاج علي عضو مجلس الشعب السوري أهمية هذه الخطوة في حوار مع "سبوتنيك" قائلا: العلاقات السياسية مع العراق لم تنقطع خلال فترة الحرب على سوريا، لكن هذا من شأنه تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية بين البلدين.
ويضيف: الولايات المتحدة حاولت جاهدة من خلال زرع تنظيم داعش الإرهابي على الحدود السورية العراقية، لفصل سوريا عن العراق جغرافيا، لكن الحشد الشعبي والجيش العراقي وكذلك الجيش السوري استطاعوا تحرير تلك المنطقة من ذلك التنظيم والقضاء عليه بشكل كامل.
ويواصل عضو مجلس الشعب السوري: كان هناك جهود حثيثة لفتح هذا المعبر لما فيه من فوائد تجارية وسياسية أيضا للبلدين، لكن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تضع العراقيل من خلال الضغط على بعض القوى العراقية لمنع فتح هذا المعبر.
اقتصاديا
وتبرز أهمية فتح معبر القائم كنافذة اقتصادية تستطيع من خلال السوق السورية التنفس قليلا، بعد العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض على سوريا، وحول ذلك تحدث الخبير الاقتصادي السوري عمار حبيب في اتصال مع "سبوتنيك"، ويقول: التعامل بين سوريا والعراق كان مهما جدا خلال الفترة الماضية قبل الحرب بالنسبة للبلدين، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، وهذه الخطوة على الأقل ستفتح سوقا لتصريف المنتجات السورية، على الرغم من قلتها في هذه الأحداث، هناك أيضا موضوع تداول العمالة بين البلدين وخاصة المتخصصة.
ويكمل اليوسف: كان هناك دخل كبير بالنسبة لسوريا قبل الحرب بالتعامل مع العراقيين، من خلال تصدير البضائع وتجارة الترانزيت إلى العراق، حيث كان يعتبر السوق الأهم بالنسبة لسوريا في مجال التصدير.
وينوه الخبير الاقتصادي إلى أن فتح المعبر لن يحدث طفرة كبيرة في الاقتصاد السوري، ويعود بذلك إلى عدة أسباب، ويوضح: الوضع الاقتصادي في سوريا لن يتحسن بشكل كبير بسبب عدة عوامل، أولها أن المنتجات السورية لم تعد بالأهمية الكبيرة، نتيجة لنقص الصناعات في سوريا، وخاصة الغذائية والتحويلية، والتي انخفضت انتاجيتها للربع، وبالكاد تغطي السوق المحلية، فلم يعد يوجد الفائض الكبير للتصدير.
ويكمل عمار يوسف: هناك أيضا عامل عدم استقرار سعر الصرف بالنسبة للعملة السورية، وهذا يخلق مشكلة نقدية، وهي عملية التحويل بين سوريا والعراق، حيث أن البضائع تخرج من هنا والدولار بسعر صرف معين، وتعود الأموال من هناك والدولار بسعر صرف آخر، وهذا يؤدي إلى خلل بعملية الاستيراد والتصدير.
ويستطرد الخبير السوري: كما أن العراق اتجه للاستيراد من دول أخرى، بسبب أن سوريا لم تصدر إليها خلال فترة الحرب، والسوق السورية لم تعد تؤمن متطلباتها، إضافة إلى أن العراق اتجه إلى التصنيع في السنوات الخمس أو الست الأخيرة، وأصبح ينتج صناعات تغطي الواردات السورية.
ويختم قوله: لن يكن هذا التحسن بالقوة والزخم الذي كان به سابقا قبل الحرب، لكنها خطوة اقتصادية مهمة جدا، بالإضافة إلى أهميتها السياسية لأنها تثبت سيطرة الدولة السورية على هذا القطاع بشكل كامل.
عسكريا
أما أهمية فتح هذا المعبر من الناحية العسكرية وفائدته بالنسبة لسورية، فيرى الخبير العسكري السوري العميد تركي الحسن، بأنه تأكيد لسيطرة الدولة السورية على المنطقة بشكل كامل، وبأن المنطقة ككل أصبحة آمنة تماما.
ويقول الحسن: من حيث المبدأ ومنذ تحرير مدينتي البوكمال في سوريا والقائم في العراق، لا يوجد هناك مخاوف سوى من هجمات عبر طيران مسير، يدعى أنه مجهول الهوية أحيانا، وأحيانا أمريكي أو إسرائيلي، وبالتالي تم اتخاذ الإحتياطات ضد هذه الضربات.
ويكمل: هذه المعبر يفتح بعد إغلاقه لمدة 6 سنوات، وهو المعبر الوحيد الواصل بين العراق وسوريا، أي أن الطريق مؤمن بشكل مؤكد، على طول الطريق، من الساحل السوري مرورا بالمنطقة الوسطى إلى الشرقية، وهذا يقع على عاتق الجيش السوري، وهناك استعداد عراقي لتأمين الطريق في الداخل العراقي.
ويشير العميد السوري إلى فوائد أخرى لفتح هذا المعبر، ويوضح: سيكون هناك تواصل جغرافي بين سوريا والعراق وإيران، يؤمن طريقا للبضائع الإيرانية إلى سوريا والسورية إلى إيران، وقد تم افتتاح معبر عراقي إيراني هو (خسرو).
وينوه الحسن إلى المخاوف من عمليات تخريبية أو إرهابية على الطريق بين البلدين، بسبب وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش الإرهابي، ويقول: بالطبع هناك تخوف من عمليات تخريبية أو إرهابية، لذلك سيتخذ أسلوب معين من تسيير القوافل والسيارات وغيرها، ولا أعتقد أنها ستنطلق كل لحظة، والطريق سيؤمن بشكل كامل، وسيتم العمل على حمايته والأخذ بعين الاعتبار الهواجس الأمنية الأخرى.