وأكد دانيال في حديث لـ"راديو سبوتنيك" أن "تركيا مع ذلك لن تتجاوز المنطقة المسموح بها وهي على عمق نحو 4 كم ثم تقوم بتأمين المنطقة وسحب السلاح الثقيل بعد أن تهدم تحصينات القوات الكردية لذلك تصر أنقرة على هذه العملية العسكرية آخذة في الاعتبار الغضب الأمريكي لأنها لا ترى بديلا إلا أن تسير في هذه العملية دون الرجوع لواشنطن وتنفيذ شيء ما على الأرض".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "واشنطن يمكن أن تتراجع لو أنها رأت أن تركيا جادة وتريد تنفيذ العملية بمفردها لذلك ستعود للتفاوض وتقديم تنازلات لأنقرة ومحاولة إعادة رسم خريطة هذه المنطقة الآمنة مرة أخرى".
وأوضح عبد الفتاح أن "واشنطن تضع عقبات أمام تنفيذ تركيا لعمليتها بالمنطقة الآمنة من خلال القول إنها موجودة على الأرض وأن تواجدها لا يهدد الأمن التركي وأن وجود الأكراد حليف واشنطن ليس له أي تأثير على حدود تركيا بينما أن دخول تركيا سيهدد المنطقة وذلك سيعني تفكيك سوريا ما سيؤدي إلى عودة الإرهابيين وتنظيم "داعش" مرة أخرى وبالتالي استمرار لهيب الحرب وهذا يمثل خطرا على الجميع".
ونوه عبد الفتاح إلى أن "كل هذه التبريرات من واشنطن لن تقنع أنقرة بالمرة".
وكانت قد انقضت مهلة تركية لإقامة "منطقة آمنة" بالاشتراك مع الولايات المتحدة في شمال سوريا بنهاية سبتمبر/ أيلول ليلوح في الأفق الآن تهديد أنقرة بالتدخل عسكريا من جانب واحد.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إنه يرغب في إقامة المنطقة على امتداد 480 كيلومترا من الحدود وبعمق 30 كيلومترا داخل سوريا.
وتقضي الخطة التركية بتوطين ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري في المنطقة الآمنة بدعم دولي.
ووافقت الولايات المتحدة على إقامة المنطقة الآمنة كسبيل لحماية حلفائها الأكراد في سوريا، لكن القوات الأمريكية لم تغادر بعد ولم تنجح واشنطن وأنقرة حتى الآن في الاتفاق على التفاصيل.
واتهمت تركيا الولايات المتحدة بالتباطؤ وحذرت من اتخاذ خطوات أحادية في هذا الشأن.