ترقب حول العملية العسكرية التركية في الشمال السوري
أصدر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الاثنين إعلانا جديدا، بعد دقائق من إعلان "سوريا الديمقراطية" انسحاب القوات الأمريكية من الحدود مع سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي إن بلاده عازمة على تطهير المنطقة الحدودية مع سوريا من الإرهابيين، وضمان أمن تركيا من تلك الجماعات.
قال الوزير التركي في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "منذ بداية الأزمة في سوريا، دعمنا وحدة أراضي البلاد، وسنواصل القيام بذلك من الآن فصاعدا.
وحول هذا الموضوع قال الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في شؤون الأمن القومي فراس إلياس:
"إن واشنطن تستخدم الورقة الكردية كإحدى أوراق الضغط على السياسية الخارجية التركية في شمال سوريا وشمال العراق، مشيرا إلى أنه على الرغم من بيان قسد بشأن الانسحاب الأمريكي، فإن قوات سوريا الديمقراطية هي إحدى مداخيل النفوذ الأمريكي في المنطقة، وليس من السهل أن تمنح واشنطن هذه الورقة لتركيا مجانا، نظرا لأهميتها الاستراتيجية للحسابات الأمريكية الأوسع نطاقا في الشمال السوري والشمال العراقي، وعليه فإن واشنطن لم تحسم خياراتها بعد، وقد تلجأ للضغط على الجانب الكردي للقبول بتسوية مرضية للجميع".
وأكد إلياس أن الحشد العسكري ينم عن إصرار تركي على المضي في العملية، لكن هذا الملف مازال حتى هذه اللحظة في إطار الحوارات السياسية، خاصة أن واشنطن لا تعارض العملية من حيث المبدأ، لكن الخلاف على المدى الذي يمكن أن تذهب إليه أنقرة في العمق السوري، وعلى القوات التي يمكن أن تشغل مكان قسد في حال انسحاب أمريكا، وإذا قدمت واشنطن عرض مغريا لتركيا فمن الممكن أن نرى تأجيلا جديدا للعملية.
وأضاف أيضاً إلياس: "أن إيران وتركيا وروسيا اتفقوا جميعا في أستانا على الحل السياسي، لكن على أرض الواقع هناك تحركات أحادية من جميع الأطراف، تعبر عن طموحات خاصة تعكس طبيعة الاستراتيجية التي يعتمدونها، إلا أن تركيا تواجه الآن ضغوطا أمريكية، ومن الممكن أن تذهب واشنطن في هذا الصدد إلى إعطاء ضوء أخضر من تحت الطاولة للنظام السوري، وربما من خلال تنسيق روسي أمريكي للدفع بالنظام السوري إلى مواجهة مباشرة مع تركيا، ما قد يدفع انقرة للتأني في عمليتها المرتقبة".
محلل تونسي: "قد تكون هناك تحالفات بين قلب تونس والنهضة لتشكيل حكومة جديدة"
أظهر استطلاع لآراء الناخبين عقب خروجهم من مراكز الاقتراع، أن حزب النهضة الإسلامي حل في المركز الأول بفارق طفيف في الانتخابات البرلمانية التونسية، التي جرت يوم الأحد، وهو ما قد يجعل الطريق نحو تشكيل ائتلاف حاكم أمرا صعبا.
وحسب التقارير إذا تأكد تقدم حزب النهضة الإسلامي، فإن ذلك سيفضي إلى برلمان شديد الانقسام يحتاج فيه الحزب إلى التكتل مع كثير من الأحزاب المنافسة والمستقلة، حتى يشكل أغلبية، وكانا الحزبان قد أعلنا في وقت سابق عدم الانضمام إلى أي حكومة تضم الطرف الآخر.
وفي هذا السياق قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي كمال بن يونس:
"إنأغلب أعضاء حزب «قلب تونس» كانوا من حزب نداء تونس، ولديهم خبرة خوض الانتخابات، وكانوا ضمن البرلمان السابق، وحزب النهضة برغم أنه في المركز الأول فقد تراجع عن موقعة السابق في الانتخابات السابقة في 2014 لأنه لم يصل إلى ثلثي اعضاء البرلمان".
وأعرب بن يونس عن اعتقاده بأن هناك سيناريو للتحالف بينهما، وبين حلفائهم كتحيا تونس وعدد من المستقلين ليشكلوا حكومة واحدة، وأوضح كمال أنه إذا لم تحدث التحالفات، فهذا يعني وجود شخصية تقوم بتشكيل حكومة جديدة وهي حكومة تصريف أعمال، في ظل تحديات اقتصادية وأمنية طاحنة، خاصة في وجود الاضطرابات في الدول المجاورة.
وأشار بن يونس إلى أن حركة النهضة وبالتحديد راشد الغنوشي قال إنه لن يتحالف مع القروي، موجها له اتهامات بتلقيه تمويلا من دول خارجية ومن إسرائيل ومخالفة القوانين، وتهمة تبييض أموال، وفي نفس الوقت قال القروي "إنه لن يتحالف مع النهضة لأن الخلافات مع ابن قايد السبسي تسببت في القطيعة بينهما".
وأكد المحلل السياسي التونسي أنه قد يكون هناك تحالفات في الكواليس، مؤكدا أن البرلمان سيكون مشتت الكتل، ويصعب تسييره، معتقدا أن تكون هناك توازنات بين الجميع في الكواليس، من خلال البحث عن تنازلات متبادلة بين الكتل السياسية.
لقاء زنغنة وبن سلمان والوساطة بين الطرفين
كشف وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة، عن إجرائه لقاءا بعيدا عن وسائل الإعلام مع نظيره السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، أوائل الشهر الجاري على هامش أعمال المنتدى الدولي "أسبوع روسيا
وأشار زنغنة إلى أن "إيران لم تتسبب في أي خلافات مع السعودية، مشددا على أن بلاده تريد الصداقة مع كل الدول في المنطقة.
وتأتي هذه المحادثات التي لم يكشف زنغنة عن مضمونها تزامنا مع تصعيد كبير في توتر العلاقات بين السعودية وحلفائها في منطقة الخليج من جهة و إيران من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار كشف الخبير العسكري والاستراتيجي الإيراني هادي محمدي عن عروض تقدمها عدة دول للوساطة بين إيران والمملكة العربية السعودية، ولعقد لقاءات مباشرة بين مسؤولين كبار من البلدين، من بينها طاجيكستان والعراق وآخرين، مشيرا إلى أن الخارجية الإيرانية صرحت بأن وقف العمليات في اليمن يمكن أن يفتح الطريق لمفاوضات مباشرة مع الرياض، وأكد أن هناك مؤشرات إيجابية حدثت خلال الأيام الماضية، حيث وجدنا تخفيفا للعمليات السعودية في اليمن، وهذا يؤسس لمفاوضات استراتيجية على عدة مستويات، ويمكن أن يحدث مفاوضات جدية ذات أثر استراتيجي باتجاه تخفيف التوترات في المنطقة، لفائدة جميع شعوب المنطقة.
وحول لقاء وزيري النفط الإيراني والسعودي خلال اجتماعات أوبك قال محمدي "إن هذا اللقاء روتيني ضمن اللقاءات العادية لمسؤولي أوبك، التي يبحثون خلالها السياسيات النفطية، لكن اللقاءات السياسية مع مسؤولي المملكة لم تبدأ بعد".
وأشار محمدي إلى أن مطالبة إيران بوقف دعمها للحوثيين هي مطالب الأطراف المهزومة في اليمن، مشيرا إلى أن أساس الأزمة في المنطقة هي دعم الإرهاب الذي تؤيده أمريكا، ومؤكدا أن وقف الحرب في اليمن سيصب في المصالح الاستراتيجية للسعودية، وقد بدأت بالفعل مفاوضات بين انصار الله والأمريكيين.
وأكد هادي أن الاتهامات للإيرانيين بإشعال الموقف في العراق "غير منطقية" وهدفها "إحداث فتنة جديدة"، مشيرا إلى أن أيران قدمت الدعم للعراق في مواجهة الإرهاب، والشعب والقيادة العراقية يعترفون بهذا الأمر.